نجوى بوسعدان، تيفلت
أنا تزاديت وتربيت فتيفلت ولكن ما قريتش هنا، حيت كيفما جميع الشباب ديال هنا، كانواجهو واحد النقص كبير من ناحية التعليم العالي! ما كايناش جامعة، مكاينش مدارس. فاش كاتاخد الباك، كتضطر تخرج من تيفلت وتبعد على داركم وتقاتل مع “الطرانسبور” والكرا فالخميسات، قنيطرة ولا الرباط! والأثمنة شي مرات كايكونوا خيالية. كنت دفعت للمنحة ولكن ماخديتهاش، وكذلك السكن فالحي الجامعي ما عطاوهش ليا.
أنا دبا خدامة وماكرهتش نخدم بالنهار ونكمل قرايتي بالليل، ولكن ما كاينش فين هنا…
غير مدارس ديال اللغات الأجنبية، خاصك تمشي ليهم لبلاصة أخرى. للأسف، حيت مدينة فيها طاقات وما شاء الله خرجوا منها دكاترة، مهندسين، محامين، أساتذة جامعيين… المشكلة أنه حتى الشباب لي قراو وعندهم طموح باش يديرو مشاريع ديالهوم ومقاولات فمدينتهم ويخدموا ناس آخرين كايلقاو عراقيل! ماشي بغينا يعطيونا شي حاجة، بغينا غير المساطر الإدارية تكون ساهلة ومانبقاوش طالعين نازلين. ما كرهناش كذلك الحي الصناعي يزيد يكبر ونجلبوا مستثمرين، حيت دبا الشركات لي فيه قلال بزاف. هنا فتيفلت ما كاينش حتى محلات تجارية كبيرة، مع العلم أنه عندنا مساحات خاوية. وحتى هاد المجال يمكن ليه يخلق فرص شغل للناس. بلا ما يمشيو الناس حتال الرباط ولا قنيطرة باش يشريو. الناس هنا عندهوم باش يشريو وبغاو غير الجودة وما كايلقاوش. ولاو شي وحدين كايشريو كاع غير بأنتيرنيت.
كاين هنا مستشفى كبير ولكن غير مجهز، والدكاترة ما كافينش. يمكن تمشي تبقى تتوجع تما وما تلقاش شكون يدوي معاك، ولا فاش يجي يقول ليك الراديو خاسر، “الإيكوكرافي” خاسرة… ما يمكنش! وعاد من الفوق، كانحسو بواحد النقص فالعناية.
كاين ميزانية فهاد المدينة، وخاصها تمشي فشي حوايج لي غادي ينفعو المواطن ويحس بالتغيير لي باغي! تعاودات الطريق من الدخلة حتال الخرجة ديال تيفلت، ولكن واش صافي؟ هادشي لي كان خاصنا؟ لا! مزال محتاجين شحال من حاجة.
يوم 31 غشت 2020، استقبلت مدينة تيفلت قافلة الأحرار في نسختها الافتراضية. وتواصل عشرات السكان عبر طريقة التناظر بالفيديو للتداول مع عدد من المسؤولين السياسيين. وذكروا أن المدينة تزخر بمؤهلات عديدة، لكن أهلها لا يستفيدون منها إلا قليلا.
تتمتع المدينة بموقع استراتيجي، بعيدا عن الرباط بنحو خمسين كيلومترا، على الطريق السيار المؤدي إلى فاس. وتحوز وضع مركز إداري، موروث عن الحقبة الاستعمارية، من ناحية، وتعد ملتقى هاما للتجارة بالنسبة للقرى المجاورة، من ناحية أخرى. إذ يقصدها الفلاحون لتبادل محاصيلهم: ومنها حبوب سميد تيفلت ذائعة الصيت في سائر أنحاء المملكة والتي تعد مصدر فخر للسكان. وعلى الرغم من هذا التخصص وإنشاء وحدة عين جوهرة الصناعية، يأسف المشاركون لقلة المنافع الاقتصادية في المدينة، حيث لا تزال فرص الشغل نادرة. ويأمل الجميع بذل جهود من أجل استغلال مؤهلات هذه المنطقة على نحو أفضل.
وخلال الاجتماع، استفاض المشاركون في مناقشة موضوع الصحة. وسلطوا سهام نقدهم على المستشفى بسبب افتقاره إلى التجهيزات والأطر الطبية. كما ذكروا قلة سيارات الإسعاف وغياب قسم مستعجلات، ما يشكل مثار قلق على وجه الخصوص.
وأخيرا، تطرق السكان لقطاع التعليم. وأشاروا إلى أن المؤسسات التعليمية ناقصة التجهيز، وأقسامها مكتظة، ما يؤثر سلبا على العملية التربوية. ومن ناحية أخرى، ما زال التعليم العالي ضعيفا، ويضطر الطلبة غالبا إلى متابعة الدراسة في مدن أخرى، ما يشكل عبئا على ميزانيات أسرهم. وهكذا، فإن كثيرا منهم يتخلون عن مشاريعهم الجامعية.