غزلان العكري، تاونات
الصحة هي الأولى! مضرورين! الاستقبال ما كاينش، المواعيد معطلة على المواطن، المستعجلات والو! كتدخل على شي حاجة، كايقول ليك سير لفاس، وفاس كايبداو يشوفو فينا ويقولو لينا، نتوما كلشي عندكم فتاونات وديما جايين لهنا! شحال من وحدة فاش كاتجي تولد بالعملية، إذا ما لقاتش لي يتدخل، ما تدخلش تولد!
وفالبنيات التحتية، حتى هي عطى الله المشاكل. دبا مثلا، عدد ديال لبلايص مافيهومش الواد الحار، كاين غير المطمورة. الطرقان كذلك! وفينا هوا بعد “طرانسبور” باش ندوزو فوق داك الطريق؟ الطاكسي الثمن ديالو غالي، ماشي كلشي قاد عليه. وطوبيسات، كانو عندنا وداوهوم. الحالة ديال المواطن راه على قد الحال. شتي بعدا لقراية، كيفما كانت المدرسة، نقولو بأنه لي بغا يدير راسو فالقراية راه كا يقرا، ولكن من بعد، لي ما ساهالش هو باش تاكل طرف ديال الخبز.
اللي موظف مع الدولة، راه خدام، أما حاجة أخرى ما كاينش… حتى لي عندو الصنعة، راه عايش النهار بنهارو وصافي. كايتقاتل مثلا وكايدير محل ديال الحلوة ولا المسمن ولا شي حاجة بحال هكذا وصافي. ما عرفتش شنو مخبية لينا الأيام. الشباب كلشي كايخلي تاونات ويمشي. كلشي كايهاجر فين ما جاب الله. مانكرهوش الشباب ديالنا يبقاو حدا عائلاتهم فتاونات، ولكن ما كايبانش غادي يلقاو الظروف باش يعيشو مزيان.
شكلت تاونات، المدينة الشهيرة بطبيعتها الغَنَّاء وفلاحتها المتنوعة وصناعتها التقليدية، المحطة الثانية والخمسين لقافلة الأحرار. أشاد 500 مشارك ومشاركة من ساكنتها بهدوئها وتراثها التاريخي، دون أن يُخفوا قلقهم إزاء آفاقها المستقبلية.
اعتلى قطاع الصحة المتأزم قائمة الانشغالات، فالمستشفى الإقليمي يفتقر إلى التجهيزات الأساسية، ما يضطر السكان إلى التنقل صوب فاس طلبا للعلاج. وبالرغم من توفر بضع سيارات إسعاف، تظل تكلفة استغلالها باهظة وخارج متناول جل المرضى. كما تفتقر المدينة إلى الأطباء والبنيات التحتية، لا سيما في مجال التوليد. لذا يتطلع السكان إلى التحسينات اللازمة لتوفير العناية بصحتهم.
على الصعيد الاقتصادي، أوضح المشاركون أن المدينة تعاني قربَها من فاس، على بعد 80 كيلومترا، حيث تُؤثِرُ المقاولاتُ الاستقرار في هذه الأخيرة، ويضطر شباب تاونات إلى تعقبها إن أرادوا العمل. لا غرو أن المدينة تشكو ضيق الآفاق ونسبة بطالة مرتفعة. وتعد المنتوجات الفلاحية مثل تين “متيوة” والزيتون والنشويات مقدرات من شأنها تحقيق التنمية، تدفع ساكنة تاونات إلى المطالبة بخلق منطقة صناعية.
ويجد الشباب العاطل أنفسهم أمام أبواب فرصٍ موصدة، فيرتمون أحيانا في أحضان المخدرات. وتجد مدينة تاونات، الواقعة على “طريق الكيف”، نفسها ملزمة بمحاربة هذه الآفة. أضِفْ إلى ذلك شيوع الهدر المدرسي، نتيجة افتقار المدارس للإمكانيات ولوسائل النقل الكفيلة بوصول سائر التلاميذ إلى مؤسساتهم.
في الختام، أكد المشاركون على الحالة المزرية للبنيات التحتية. فالطرقات بحاجة إلى ترميم، وشبكة الصرف الصحي ما تزال من الهشاشة بمكان. كما يعتبر ضعف الإنارة العمومية من بين النواقص الصارخة بالمدينة.