بعد 13 أسبوعا من إطلاقها، حطت القافلة التواصلية “100 يوم 100 مدينة”، صباح اليوم السبت بمدينة تارودانت، واحدة من أكبر حواضر جهة سوس ماسة، للإنصات لساكنتها، في إطار فلسفة الحزب الرامية للاستماع إلى مشاكل ساكنة المدن الصغيرة والمتوسطة للخروج بمجموعة من التوصيات والاقتراحات والحلول للخروج بتصور شامل حول أوليات المدينة.
لقاء تارودانت تضمن أزيد من 30 ورشة، وحضره أزيد من 300 من المشاركات والمشاركين، حددوا أولوياتهم التي ارتكزت بالدرجة الأولى على الصحة والتعليم والتشغيل، بحضور ومشاركة مجموعة من أعضاء المكتب السياسي للحزب ومناضليه على المستوى المحلي والإقليمي والجهوي.
وفي بداية اللقاء ذكر بوهدود بودلال، المنسق الإقليمي للحزب بتارودانت وعضو مكتبه السياسي، بفلسفة وأهداف مبادرة “100 يوم 100 مدينة”، مؤكدا أن الأفكار والتوصيات التي خرجت بها أشغال الورشات سيتم رفعها للمكتب السياسي للحزب ليبني عليها تصوره في مختلف المحطات المقبلة، مذكرا في نفس الوقت بتاريخ وحضارة تارودانت، التي تعد واحدة من أقدم المدن المغربية حضارةً.
وفي الاتجاه ذاته أكد عبد الرحمان اليزيدي، عضو المكتب السياسي للحزب، أن هدف مبادرة “100 يوم 100 مدينة” هو تشخيص المشاكل والمساهمة في إيجاد الحلول.
وتابع قائلاً “مدينة تارودانت فيها جودة الحياة، لكن مع الأسف المدينة غائبة عن المشهد الثقافي، فالكل يعرف الدقة المراكشية لكن الدقة الرودانية غير معروفة بالشكل الكافي”.
وأشار المتحدث ذاته إلى أن مدينة تارودانت لها تاريخ عريق، وما يدل على ذلك هو أسوارها، داعياً إلى ضرورة رد الاعتبار لها، عبر تشجيع الاستثمارات لامتصاص البطالة، وهيكلة القطاع السياحي بها.
وتبين من خلال قراءة توصيات الورشات، أن المشاكل التي تعاني منها مدينة تارودات ترتكز بالأساس على الصحة، حيث يعرف المستشفى الإقليمي للمدينة خصاصا كبيرا في المعدات والأطر الطبية على حد سواء، إضافة إلى قلة الموارد البشرية وطول أمد المواعيد المقدمة للمرضى وعدم توفر الأدوية بالشكل الكافي خاصة المرتبطة بالأمراض المزمنة.
وعلى مستوى التعليم، أكد المشاركون في أشغال الورشات أن مدارس المدينة تعاني من الاكتضاض في ظل وجود خصاص في الأقسام، إضافة إلى مشاكل أخرى مرتبطة بالقطاع على غرار غلاء ثمن النقل المدرسي وتباين مستوى التعليم بين القطاعين العام والخاص وضعف المقررات الدراسية التي لا تستجيب لتطلعات المرحلة.
وعلى مستوى التشغيل، سجل المشاركون تفشيا كبيرا للبطالة في الإقليم وغياب فرص الشغل، في ظل وجود مصنع وحيد بالمدينة، وغياب رؤية اقتصادية واضحة المعالم، وغياب منطقة صناعية بالمدينة، وفرص الشغل.
ومن بين التوصيات أيضا التي رفعها المشاركون في أشغال الورشات لقيادة الحزب، بعض المشاكل المرتبطة بقطاع الشباب على غرار غياب دور الشباب والثقافة ونوادي المسرح والموسيقى، وافتقار المدينة لملاعب القرب، ناهيك عن ضعف البنيات التحتية بالمدينة على مستوى الطرق و التجهيزات.