احتضنت قرية با محمد، التابعة لإقليم تاونات، اليوم السبت، محطة جديدة من محطات القافلة التواصلية “100 يوم 100 مدينة” التي أطلقها حزب “التجمع الوطني للأحرار” قبل أشهر، وتمتد إلى غاية متم شهر يونيو المقبل، وستجوب أزيد من 100 مدينة صغيرة ومتوسطة للإنصات لهموم ومشاكل ساكنتها، وترتيب أولوياتهم بغرض بلورة مشروع سياسي سيدافع عنه الحزب في مختلف المحطات المقبلة.
وشهدت ورشات محطة قرية با محمد، مشاركة كبيرة لمواطنات ومواطني المدينة، الذين تحدثوا عن مشاكل مدينتهم، وحاجياتها على مستوى قطاعات البنيات التحتية والتشغيل والصحة والتعليم وغيرها من المجالات، كما قدموا مقترحاتهم لإصلاح الوضع التنموي بالمدينة، مشددين على استعدادهم للمساهمة في كل الجهود التي من شأنها أن تغير من واقع مدينتهم نحو الأفضل.
وبهذه المناسبة، أكد حسن بن عمر، عضو المكتب السياسي للحزب، في كلمته أن الدينامية التي يعرفها الحزب منذ انتخاب عزيز أخنوش رئيسا له أزعجت الكثيرين، إذ بات الحزب يعيش على إيقاع حركية وتنقلات على مستوى مختلف ربوع المملكة بدون توقف، وحتى في نهاية كل أسبوع، وهو ما يخلق إزعاجا للكثيرين، الذين صاروا يلجؤون إلى التشويش على هذا العمل وهذه الدينامية، مذكّرا في هذا الصدد بتصريح سابق للرئيس عزيز أخنوش أكد من خلاله على الاستمرار ومواصلة هذا العمل الكبير، على الرغم من كل ما يتعرض له الحزب ورئيسه وقياداته من تشويش وهجمات متكررة.
وبخصوص رده على إشاعات استقالة أخنوش، أكّد بن عمر، على أن هناك من يتمنى ألا يبقى أخنوش رئيسا للحزب، ولكن لسوء حظهم أخنوش سيبقى رئيسا للتجمع الوطني للأحرار، كما ستستمر هذه الدينامية المتميزة، مشيرا إلى أن ما يهم الحزب هو أصوات المواطنات والمواطنين وليس الأصوات الانتخابية.
ولم يفوت السيد حسن بن عمر الفرصة ليتحدث عن المبادرة الملكية الأخيرة المتمثلة في برنامج دعم وتمويل المقاولات والشباب حاملي أفكار المشاريع، ذكّر عضو المكتب السياسي، بانخراط الحزب في تأطير تكوين ومواكبة الشباب حاملي المشاريع.
من جهته، أكد الوزير التجمعي السابق محمد عبو، في كلمته بهذه المناسبة، أن الأولويات والانتظارات التي عبر عنها المشاركون في أشغال الورشات سيتم رفعها للحزب الذي سيبني على أساسها عرضه الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، مشددا على أن المشروع المستقبلي للحزب سيبنى على أسس متينة لأنه اعتمد سياسة القرب والإنصات للمواطنات والمواطنين.
وفي سياق آخر، اعتبر عبو أن الأوراش التي أطلقها الملك وضعت الإنسان في صلبها، حيث قام الملك بثورة هادئة على جميع المستويات، بعدما أعطى انطلاقة مجموعة من الاستراتيجيات المهمة، وهو ما جعل المغرب بلدا يُحتذى به إقليميا وقاريا في جميع المجالات، مشيرا إلى أن التجربة المغربية باتت مطلوبة من لدن جميع الدول الصديقة والشقيقة.
وأضاف أن الملك هو ضامن أمان المغاربة، فبعدما علم أن المشاريع الكبرى التي أطلقها لا تصل إلى الساكنة أطلق مبادرات تمس الإنسان، على غرار النسخة الثالثة من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، ثم ورش النموذج التنموي الجديد، وورش الأمن المائي من خلال سياسة مائية تبدأ في 2020 وتستمر إلى غاية 2027، بالإضافة إلى الورش الرابع المتمثل في برنامج ‘انطلاقة’ لتمويل ومواكبة المشاريع المتوسطة والصغيرة والصغيرة جدا، بنسب فائدة بنكية لا تتعدى 2 في المائة في الوسط القروي و 1.75 في المائة في المجال القروي، من خلال قروض بنكية بدون ضمانة.
في كلمة مماثلة، وصف محمد شوكي، المنسق الجهوي للحزب بجهة فاس مكناس، مبادرة “100 يوم 100 مدينة”، بأنها بمثابة برنامج عملي دقيق يكرس أسلوب الانصات كمبدأ للتواصل مع المناضلين والمواطنين على حد سواء، مضيفا “جئنا لنستمع لتطلعاتكم وهمومكم لنرفع توصيات على ضوء مشاكلكم للحزب ليقدم عرضا اقتصاديا واجتماعيا للنهوض بالمدينة”.
وأوضح شوكي أن الحزب يركز في هذه المبادرة على المدن الصغرى والمتوسطة، على غرار قرية با محمد التي حطت فيها القافلة الرحال، مشيرا إلى أنها تحولت من تجمع سكني قروي إلى مدينة، وباتت تتوفر على العديد من المؤهلات، لكنها في نفس الوقت في الحاجة إلى حظ أوفر من التنمية، خصوصا أنها توجد بين نهري سبو وورغة، كما توجد على مقربة من سد الوحدة، الذي يعتبر أكبر سد في المغرب وإفريقيا.
ولم يفوت محمد شوكي الفرصة ليرد على مجموعة من الادعاءات والإشاعات التي روجت لاستقالة عزيز أخنوش من مهامه كرئيس للحزب، مؤكدا أن أخنوش مستمر في مهامه وعمله الكبير والدؤوب، ومعه كل قيادات ومناضلات ومناضلي الحزب في هذا المسار.
ومن جانبه، أكد محمد القلوبي، المنسق الإقليمي للحزب بتاونات، أن الهدف من هذه المبادرة، هو التقرب من المواطنين، مشيرا إلى أن محطة قرية با محمد جاءت بعد أسبوع فقط من محطة مدينة تاونات، التي عرفت نجاحا واسعا.
وخاطب البقولي المشاركين في أشغال الورشات في معرض كلمته: “جئنا لنتواصل معكم ونستمع لجميع الحاضرين بخصوص أولوياتهم واحتياجاتهم ومطالبهم، فنحن نعرف بخصوص الأوضاع المزرية في قطاع الصحة بالمدينة والإقليم”، مضيفا أن “ما ينطبق على قطاع الصحة ينطبق كذلك على قطاع التعليم، كما أن هناك مشاكل أخرى مرتبطة بالبطالة والتشغيل، خاصة وأن الغالبية من ساكنة قرية با محمد، يشكلها الشباب وهم يحتاجون إلى مزيد من فرص الشغل”.