أكد عمر مورو، عضو المكتب السياسي والمنسق الإقليمي لحزب التجمع الوطني للأحرار بطنجة-أصيلا، أن التواجد اليومي بجانب المواطنين والالتزام بقضاياهم هو واجب وطني لإعادة الاعتبار للفعل السياسي ولتجسيد شعارات الحزب وبرنامجه ولتعزيز الثقة والتلاحم بين المواطن والمؤسسات.
وجاء ذلك في كلمته خلال لقاء لمنتخبي وأعضاء حزب التجمع الوطني للأحرار بمجلس الجهة ومجالس العمالات والأقاليم ومجالس الجماعات والمقاطعات والغرف المهنية، أول أمس السبت 20 نونبر 2021، بمدينة طنجة.
وفي بداية كلمته بهذه المناسبة، ذكّر مورو بالسياقات الوطنية والحزبية التي تؤطر العمل خلال المرحلة المقبلة، حيث قال “فعلى الصعيد الوطني تظل قضيتنا الوطنية الأولى هي استكمال تسوية النزاع المفتعل حول صحرائنا المغربية، وذلك عبر تعزيز المسار الدبلوماسي الذي أخذته القضية منذ سنة 2020، وهنا لابد من استحضار مسؤوليتنا نحن كمنتخبين في إعطاء الصدارة لهذا البعد في علاقتنا الدبلوماسية الموازية وفي مشاريعنا مع مختلف الشركاء الدوليين”.
من جهة أخرى، يضيف مورو، تظل هذه المرحلة موسومة بالرهانات المرتبطة بتنزيل النموذج التنموي الجديد لبلادنا والذي يشرف عليه جلالة الملك بشكل مباشر، مبرزا أنه “في هذا الإطار يجب أن نضع مخرجات مختلف تقاريره ذات الصلة نصب أعيننا حين الانكباب على تسطير مختلف المخططات الاستراتيجية وبرامج العمل سواء تعلق الأمر بمجلس الجهة أو مجالس الأقاليم أو المجالس الجماعية وأيضا الجمعيات العامة للغرف المهنية”.
وتابع: “حيث يتعين علينا في هذا الصدد إعطاء الأولوية للجوانب الأساسية لمخرجات تقارير النموذج التنموي، مستحضرين السياقات العامة التي أفرزتها أزمة كوفيد 19 على جميع المستويات وآخذين بعين الاعتبار التوجهات التي أصبحت تفرض نفسها على المستوى الدولي والإقليمي والوطني”.
وعلى المستوى الحزبي، ذكّر مورو بأن حزب “الأحرار” تبوأ الصدارة في جميع المحطات الانتخابية الأخيرة، وذلك على الرغم من حجم التبخيس والتشكيك الذي طال البرنامج الانتخابي للحزب ومناضليه من طرف بعض الأطراف السياسية التي راهنت على تظليل الرأي العام وبيع الوهم للمواطنين والمتاجرة بعواطفهم وقناعاتهم.
وأشاد في هذا الصدد، بيقظة المواطن المغربي، ومجهودات أجهزة الدولة لضمان احترام الدستور والقانون واحترام المواعيد الانتخابية رغم ظروف الجائحة، حيث مرت أجواء الانتخابات عموما في ظروف جيدة.
وأردف: “لقد طوينا صفحة الانتخابات وفتحنا صفحة التدبير والعمل. ولابد من التذكير أننا اليوم ضمن تحالف حزبي ثلاثي يشرف على تسيير الحكومة وجميع المجالس الجهوية وأغلبية المجالس الإقليمية والجماعية والمهنية، وهو ما يفسح مجالات أوسع لعقلنة الفعل العام وتحقيق النجاعة والفعالية المطلوبة في عمل مختلف هذه الهيئات”.
وشدّد المتحدث نفسه على ضرورة استحضار منتخبي الحزب بالجهة، البرنامج الحكومي، وجعله نصب أعينهم خلال ممارسة مهامهم داخل هذه المجالس، وذلك من خلال العمل الجاد وتكثيف قنوات التواصل مع المواطنين، كل من موقعه الانتدابي أو التنظيمي داخل الحزب.
وفي هذا الإطار، قال مورو: “لاسيما أن هذا البرنامج الحكومي تضمن العديد من المحاور والإجراءات التي أوردناها في برنامجنا الانتخابي. والتي تروم تحقيق الانتقال من سياسات قطاعية قليلة الانسجام والتكامل، إلى سياسات تؤطرها رؤية استراتيجية ونظرة عامة بأولويات وطنية واضحة، ترتكز بالأساس على تدعيم ركائز الدولة الاجتماعية وتحفيز الاقتصاد الوطني وتكريس الحكامة الجيدة.”
وبهذه المناسبة، أكد مورو على انخراط مجلس جهة طنجة تطوان الحسيمة في تنزيل البرنامج الحكومي، من خلال إعطاء عناية خاصة لمحور الاستثمار والتشغيل والتكوين، وجعله ضمن صدارة أولويات مجلس الجهة، إيمانا منا أن تسريع وتيرة الاستثمار له انعكاس مباشر على خلق المزيد من مناصب الشغل.
وبعد أن ذكّر بالتزامات البرنامج الانتخابي للأحرار، أكد مورو أن أولى الأولويات في الوقت الحاضر على مستوى تدبير المجالس المنتخبة هو إسناد المجهود الحكومي في مجال الحماية الاجتماعية لما لهذا الورش من أهمية استراتيجية لبلادنا والذي وجه فيه صاحب الجلالة نصره الله أوامره للحكومة للمضي قدما في أجرأته، تعزيزا لمنظومة الحماية الاجتماعية ولضمان العيش الكريم لجميع المغاربة، مضيفا: “حيث يتحتم علينا اليوم أن نعتبر الحماية الاجتماعية رافعة من رافعات التنمية وليست فقط مجالا لامتصاص المالية العمومية”.
وأضاف: “وعليه يتعين علينا كمنتخبين الاستمرار في سياسة القرب والإنصات، والتشاور الجماعي، وذلك لشرح مضامين هذا الورش والعمل على تنفيذه وتذليل مختلف الصعاب والعقبات بخصوصه، والتفاعل مع مختلف ما يمكن أن يطرح من إشكالات أو تساؤلات، مع العمل على نقل انشغالات وانطباعات المواطنين بشكل يسمح بتجويد مختلف محاور هذا المشروع”.
واستطرد قائلا: “لا رياح مواتية لمن لا يعرف وجهته” كما يقول المثل المأثور، ونحن والحمد لله لدينا قيادة وطنية حددت الهدف والوجهة، وكلنا استعداد وتعبئة لخدمة مشروعنا الحزبي الذي جعل بناء الوطن وخدمة مواطنيه عنوانه وغايته ومراده الأوحد”.
وخلص مورو إلى أن التواجد اليومي بجانب المواطنين والالتزام بقضاياهم هو واجب وطني لإعادة الاعتبار للفعل السياسي ولتجسيد شعارات الحزب وبرنامجه ولتعزيز الثقة والتلاحم بين المواطن والمؤسسات، مردفا: “كما أن العمل الجماعي والالتزام المؤسساتي والتضامن بيننا هو مفتاح للنجاح ولتحقيق المزيد من المكتسبات لبوادينا ومدننا وأقاليمنا وجهتنا ولوطننا الحبيب في ظل القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده.”