قدّم المشاركون في الورشة المخصصة لمغاربة العالم التي تم تنظيمها في إطار فعاليات النسخة الرابعة للجامعة الصيفية للشباب الأحرار يومي 9 و 10 شتنبر 2022 بمدينة الانبعاث عاصمة سوس ماسة “أكادير” والتي حملت شعار: “مغاربة العالم مساهمة متجددة في مسار الدولة الاجتماعية”، توصيات مهمة من خلاصات النقاش الذي شهدته هذه الورشة.
وعرفت هذه الورشة مشاركة شباب ممثلي مغاربة العالم الذين قدموا من 10 دول استقبال بكل من الولايات المتحدة الأمريكية، والدنمارك، والسويد، وإسبانيا، وفرنسا، وإيطاليا، وألمانيا، وهولندا، وبلجيكا وساحل العاج وكذا شباب جهة الدار البيضاء-سطات وعدد من الحاضرين من مدن أخرى.
كما تميزت الورشة التي أطرها أنيس بيرو المنسق الجهوي للجهة 13 وعضو المكتب السياسي لحزب التجمع الوطني للأحرار و الوزير السابق للمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة، وذلك بمعية أساتذة جامعيين مختصين في مجال الهجرة، ويتعلق الأمر بكل من محمد الشارف الخبير في مجال الهجرة، وعضو لجنة العمال المهاجرين التابعين للأمم المتحدة، ورئيس اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان بجهة سوس ماسة، واخالد ألعيوض دكتور في مجال الهجرة وخبير في التنمية المحلية، وأحمد الزاهيدي محامي بجهة سوس ماسة ونائب سابق لجهة سوس ماسة، ثم حسن بن عمر عضو المكتب السياسي ونائب برلماني عن فريق الحزب ورئيس مقاطعة عين السبع.
وتميزت الورشة بالنقاش والحوار البناء وتبادل الأفكار والخبرات بين ممثلي مغاربة العالم وباقي الحضور خاصة فيما يتعلق بالآليات والسبل الكفيلة لتنزيل مضامين الخطاب الملكي السامي للذكرى 69 لثورة الملك والشعب وكذا تحقيق مساهمة متجددة لهذه الفئة العزيزة من المواطنين في مسار الدولة الاجتماعية التي يطمح لها الجميع تحث القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس حفظه الله.
وهكذا، فقد أكد أنيس بيرو أن الخطاب الملكي السامي شكل دعوة واضحة للاهتمام أكثر بشؤون مغاربة العالم ومواصلة دعمهم ومواكبة الكفاءات والمواهب منهم وخاصة تأطيرهم وتعزيز التواصل معهم من أجل مواصلة الانخراط الفعلي للدفاع عن المصالح العليا للوطن والوحدة الترابية للمملكة من جميع المنابر والمواقع التي يتواجدون فيها.
وشدد عضو المكتب السياسي للحزب في مداخلته على أن المملكة المغربية في حاجة ماسة أكثر من أي وقت مضى إلى العقول المغربية المتواجدة بالمهجر قصد إشراك كفاءات مغاربة العالم في إعداد تصور وتنفيذ المشاريع المشتركة.
من جهته، أكد حسن بن عمر على ضرورة تأهيل الإطار التشريعي والقانوني في أقرب الآجال لأن جميع مشاريع القوانين تمر عبر البرلمان وذلك بإدراج خصوصية مغاربة العالم في جميع النصوص القانونية مما سيعزز مكتسبات هذه الفئة العزيزة من المواطنين وكذا الإسراع في إخراج قانون مجلس الجالية المغربية المقيمة بالخارج.
من جانبه، أكد محمد الشارف على ضرورة الاهتمام بمغاربة المهجر وذلك من خلال تأهيل الإطار المؤسساتي والحكماتي الذي يعنى بشؤون مغاربة الخارج ومواصلة تنفيذ السياسة الوطنية للهجرة واللجوء التي وضعها بلدنا منذ سنة 2013 والتي تم تنفيذها بحس إنساني وإرادة مسؤولة وبفضل هذه الإنجازات الهامة التي تم تحقيقها منذ أكتوبر 2013 تمكن بلدنا من العودة إلى بيته الإفريقي في يناير 2017، مشيرا إلى أن صاحب الجلالة الملك محمد السادس حفظه الله رائد للاتحاد الإفريقي في مجال الهجرة.
أما خالد العيوض فقد أكد في مداخلته على ضرورة دعم مستثمري مغاربة العالم وتشجيعهم على التنمية المحلية في جهاتهم الأصل لأن مغاربة العالم يتميزون بارتباط قوي بوطنهم الأم بصفة عامة وبأقاليمهم ومدنهم بصفة خاصة.
من جهته، أسرد أحمد الزاهدي كنائب سابق لمجلس جهة سوس ماسة الإنجازات الهامة التي حققتها استراتيجية الهجرة ومغاربة العالم على المستوى الجهوي من خلال إنجازات متميزة ومساهمة فعالة لمغاربة العالم المنحدرين من هذه الجهة في مسار تنمية جهة سوس ماسة وخاصة القرى والمناطق النائية وذلك في عدد من المجالات.
ومن جهتهم أكد الحضور المتنوع بين مغاربة الخارج والداخل على الرغبة الملحة لإعداد مشاريع مشتركة بين مغاربة العالم وأبناء الوطن لما فيه مصلحة للجميع.
وخلص النقاش بتوصيات هامة حيت أكد أنيس بيرو على ضرورة خلق شبكات تواصلية بين شباب مغاربة العالم تحث إشراف منسقي الحزب بالدول وذلك بهدف اقتراح مشاريع ملموسة على أرض الواقع بهدف تحقيق مساهمة فعالة لأبناء الوطن بالمهجر في تنمية بلدهم الأم، وأيضا خلق شبكة للأساتذة الباحثين في مجال الهجرة لتعزيز النقاش والبحث العلمي في هذا المجال، ثم خلق شبكة لمهنيي الإعلام من مغاربة العالم لتعزيز التواصل وكذا تسليط الضوء على المواضيع التي تهم انشغالات واهتمامات و كذا انتظارات مغاربة العالم.
وأيضا، مواصلة التأطير وتنظيم دورات تكوينية من طرف الحزب فيما يتعلق بقضية الوحدة الترابية للمملكة المغربية لتمكين أعضاء الحزب بالخارج من تمثيل المغرب أحسن تمثيل في بلدان ، ورقيهم في بلدان إقامتهم سياسيا واجتماعيا واقتصاديا وثقافيا، وخلق منصة تشاورية بين أعضاء الحزب من شباب مغاربة الخارج والداخل لتعزيز تبادل الأفكار والتجارب والخبرات لتحقيق انجازات تمكن من تعميم المصلحة العامة، ثم ضرورة إقامة علاقة هيكلية دائمة مع الكفاءات المغربية بالخارج وتسهيل الربط بينها وبين المؤسسات المغربية.
ومن بين هذه التوصيات أيضا، التعريف بالمؤهلات والأوراش الاستثمارية الكبرى التي تتوفر عليها جميع جهات المملكة من أجل تشجيع شباب مغاربة العالم حاملي المشاريع للاستثمار في المناطق والجهات التي ينحدرون منها وذلك في إطار ما يوفره الميثاق الجديد للاستثمار، ثم تسهيل إجراءات المعادلة بالنسبة للشواهد الجامعية وديبلومات الطلبة المغاربة بالخارج والذين يودون العودة إلى أرض الوطن وضرورة اتخاذ التدابير اللازمة لتسهيل استقرارهم بوطنهم الأم، إضافة إلى الارتقاء بجودة الأنشطة الثقافية الموجهة للأجيال الصاعدة والهادفة إلى تقوية أواصر الارتباط بالوطن الأم وتعزيز متانة وصلابة العلاقة التي تربط أبناءنا بالمهجر ووطنهم الأم والتي تعد ميزة فريدة من نوعها على المستوى العالمي.