نظّمت الشبيبة التجمعية بجهة بني ملال خنيفرة، نهاية الأسبوع الماضي، بمدينة وادي زم بإقليم خريبكة، لقاءً تواصليًا تحت شعار: “حوارات الشباب في مسيرة المغرب الصاعد”، وذلك في إطار الدينامية التواصلية التي تنهجها الفيدرالية الوطنية للشبيبة التجمعية لتعزيز مشاركة الشباب في الحياة السياسية وتفعيل الأدوار الدستورية المنوطة بالأحزاب السياسية وشبيباتها الحزبية.
وقد عرف اللقاء حضور الحسن السعدي، رئيس الفيدرالية الوطنية للشبيبة التجمعية، إلى جانب عدد من القيادات الشبابية والفعاليات المحلية، حيث تمت الإشادة بالدور الحيوي الذي تضطلع به الشبيبة التجمعية في ترسيخ ثقافة المواطنة الإيجابية والترافع المسؤول داخل المؤسسات، باعتبارها مدرسة لتأهيل الطاقات الشابة وإعدادها لتحمل المسؤولية.
وفي كلمته له، أكد الحسن السعدي أن حكومة عزيز أخنوش تميزت بجرأة غير مسبوقة في تنزيل الإصلاحات الهيكلية الكبرى التي مست القطاعات الاجتماعية الأساسية، وفي مقدمتها التعليم والصحة. موضحا أن هذه الإصلاحات نفذت وفق رؤية واقعية تضع المواطن في صلب الاهتمام، وتقوم على مواجهة التحديات بشجاعة بدل الاكتفاء بالحلول الترقيعية.
وأضاف ذات المتحدث، أن الحكومة خصصت ميزانيات غير مسبوقة لدعم البرامج الاجتماعية وتوسيع الحماية الاجتماعية وتعميم التغطية الصحية، بما يعزز الاستقرار الاجتماعي ويكرّس العدالة المجالية، مؤكدًا أن هذه المقاربة تعكس إرادة سياسية قوية من أجل تنمية شاملة ومنصفة. كما دعا الشباب إلى تبني خطاب إيجابي وبنّاء، قائم على المساهمة في البناء والتطوير، عوض الانجرار وراء حملات التشكيك والتيئيس التي لا تخدم المصلحة الوطنية.
من جانبها، شددت اعتماد الزاهيدي، رئيسة مجلس عمالة الصخيرات تمارة، على أهمية ترسيخ ثقافة الحوار والتواصل بين الشباب والمؤسسات السياسية، معتبرة أن الشبيبة التجمعية تمثل فضاء حيا لتأهيل الطاقات الشابة وتمكينها من أدوات الترافع والمشاركة في صياغة السياسات العمومية. وأبرزت أن المشاركة السياسية للشباب تشكل ركيزة أساسية لتعزيز النموذج الديمقراطي المغربي.
كما أكدت الزاهيدي أن تاريخ المغرب الحافل بالنضال من أجل العدالة الاجتماعية والمجالية ليس وليد اللحظة، بل هو ثمرة مسار طويل من الإصلاحات والتضحيات، مشددة على أن الإنجازات المحققة اليوم هي امتداد لذلك المسار المتواصل تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، في إطار نقاش وطني مسؤول يهدف إلى مزيد من التنمية والاستجابة لتطلعات المواطنات والمواطنين.
من جهته أكد محمد أزوكاغ عضو المجلس الوطني للحزب على أهمية قراءة هذه التعبيرات الشبابية باعتبارها مؤشرا صحيا يعكس حيوية المجتمع المغربي، مذكرا بما راكمته التجربة المغربية من نضج في التعاطي الإيجابي مع تجسيد المواطنات والمواطنين لحرياتهم العامة في الفضاء العام منذ عقود.
وعلاقة بالمطالب الاجتماعية المعبر عنها، أشار أزوكاغ إلى مشروعية هذه المطالب، مذكرا بالإصلاحات الهيكلية المعتمدة حاليا في القطاعات الاجتماعية في علاقتها بالخصاص المتراكم فيها منذ سنوات، مشيرا إلى أن استثمار هذه الطاقة الشبابية، يقتضي بالضرورة الانتقال من الفعل غير المؤطر إلى العمل المؤسساتي، وهو ما يقتضي بالضرورة انفتاح مؤسسات الوساطة على الشباب وتقوية دورها التأطيري.
وفي السياق ذاته، أكد منير الأمني، رئيس الشبيبة التجمعية بجهة بني ملال خنيفرة، أن هذا اللقاء يندرج ضمن سلسلة من المبادرات التواصلية الهادفة إلى تعزيز حضور الشباب في النقاش العمومي الجاد والمسؤول، مبرزًا أن الشبيبة التجمعية تسعى، من خلال هذه الدينامية، إلى فتح فضاءات أوسع أمام الشباب بمختلف جهات المملكة، قصد تمكينهم من الإسهام الفعلي في العمل السياسي والمشاركة في تجويد السياسات العمومية.
وقد تميز اللقاء بتفاعل إيجابي من طرف المشاركين، الذين قدموا مداخلات وتساؤلات تناولت قضايا التشغيل والتعليم والصحة، وكذا الأدوار التي يمكن أن يضطلع بها الشباب في الدفع بعجلة التنمية المحلية، كما أجمع الحاضرون على أهمية مواصلة تنظيم مثل هذه اللقاءات الحوارية، لما تتيحه من فرص لتعميق النقاش وترسيخ ثقافة الحوار والتفاعل المسؤول بين مختلف الفاعلين الشباب.
وفي ختام اللقاء، أشاد رئيس جماعة وادي زم بالدينامية التي تقودها الشبيبة التجمعية، معتبرًا أن هذه اللقاءات تجسد سياسة القرب، وتعكس روح المواطنة والانخراط الإيجابي في تدبير الشأن العام.
ويأتي هذا اللقاء في إطار الدينامية التأطيرية والتواصلية الرامية إلى توسيع قاعدة مشاركة الشباب في الحياة السياسية، انسجامًا مع التوجيهات الملكية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، الداعية إلى تمكين الشباب وتأهيلهم للانخراط الفاعل في مسار التنمية الشاملة وبناء مغرب صاعد ومتقدم.