زارت نادية فتاح العلوي، وزيرة السياحة والصناعة التقليدية والنقل الجوي والاقتصاد الاجتماعي، اليوم الثلاثاء في بني ملال، الموقع السياحي لعين أسردون، حيث تفقدت أعمال تأهيل هذا الموقع وترميم وإصلاح حدائقه وبنياته الأساسية.
وخلال هذه الزيارة التي حضرها أيضا والي جهة بني ملال خنيفرة خطيب الهبيل، ورئيس مجلس إدارة الشركة المغربية للهندسة السياحة، عماد برقاد ومدير المؤسسة السويسرية للتعاون التقني (سويس كونتاكط – المغرب) ديدييه كروم، تم الوقوف على مختلف أعمال تأهيل هذ الموقع السياحي الممتد على أزيد من 20 هكتار والمصنف كتراث وطني منذ العام 1947.
وتشمل تلك الأعمال غرس الأشجار والورود والنباتات بمختلف أنواعها لتجديد حدائق المنتزه، وتصميم مساحات خضراء جديدة مخصصة للعائلات، ونقاط ومحال لبيع المنتجات الغذائية مع مراعاة الحفاظ على البيئة، وترميم وإصلاح شلالات الموقع ومنابعه البديعة، ومختلف مجاري المياه التي تقطع المنتزه في اتجاء وسط مدينة بني ملال.
وقد تم أيضا تدعيم بنيات موقع عين أسردون السياحي بإقامة مركز للأمن الوطني وآخر للسلطات المحلية والقوات المساعدة، من أجل تعزيز أمن وسلامة الزوار والحفاظ على الطمأنينة والصحة العمومية في هذا الفضاء حيث تتدفق يوميا وطيلة السنة ينابيع عذبة لا تنضب من مياه الأطلس المتوسط وسط الحدائق والبساتين .
وقدمت للوزيرة والوفد المرافق لها شروحات حول سير أعمال إعادة التأهيل في هذا الموقع التي تمت طوال الفترة الماضية بإشراف وتتبع من قبل السلطات المحلية. كما تم بالمناسبة إعطاء انطلاقة أعمال بناء متحف في عين أسردون ونافورة للمياه.
وأكدت فتاح العلوي في كلمة بالمناسبة أن الرهان الأساسي لقطاع السياحة من أجل الخروج من هذه الأزمة التي فرضتها جائحة كورونا، يتمثل في تطوير وتحسين مؤهلات وتنافسية وجاذبية الوجهات السياحية وتثمينها بالشكل الأفضل للاستجابة لطلب أسواق السياحة الوطنية في هذه الفترة بالذات وأيضا الأسواق الدولية.
وأضافت أن جهة بني ملال خنيفرة شهدت خلال فترة الحجر الصحي توقيع اتفاقيات في المجال السياحي بما في ذلك اتفاقية الشراكة الهادفة إلى تنفيذ برنامج طموح باستثمارات إجمالية قدرها 172 مليون درهم تسمح بتأهيل عدة مواقع سياحية مهمة والرفع من جاذبيتها.
وأشادت بتوقيع اتفاق التعاون المغربي-السويسري الذي يهدف إلى تطوير شروط سياحة مستدامة بجهة بني ملال-خنيفرة، والذي تم توقيعه يوم 8 يونيو الماضي والرامي إعطاء زخم في تطوير هذا القطاع في الجهة.
ويتعلق الأمر بمشروع سيمتد على خمس سنوات، سيكون ممولا بصفة مشتركة بين كتابة الدولة في الاقتصاد السويسري والشركة المغربية للهندسة السياحية، بغلاف مالي قدره 38 مليون درهم.
وأوضحت العلوي أن زيارتها الحالية للجهة تسعى للاطلاع على تقدم المشاريع التي تم إطلاقها كجزء من تنفيذ هذه الاتفاقيات بهدف تلبية احتياجات الأسواق التي تركز بشكل متزايد على استهلاك المنتجات السياحة الجبلية والطبيعة.
وأكدت أهمية تشجيع وتحفيز الاستثمار الخاص وتعزيز زخمه في القطاع خصوصا في ما يتعلق بالسياحة الجبلية مع تيسير الحصول على الأراضي، مبرزة أهمية مشاركة الشركة المغربية للهندسة السياحية في دعم هذا التوجه بصفتها جهة فاعلة مؤسسية محفزة للتنمية الجهوية.
يذكر أن عين أسردون فضاء طبيعي مرتبط ارتباطا وثيقا بذاكرة بني ملال وسكانها، وتعد نقطة جذب سياحي متميزة بتنوع مناظرها الطبيعية الغناء وحدائقها البديعة وشلالات المياه العذبة والتي تجذب الزوار باستمرار بحثا عن النضارة والهدوء والجمال. وقد نفذت عمليات التهيئة والتحديث بإشراف السلطات المحلية وبلدية بني ملال وفق مقاربة تستهدف جعل هذا الموقع من أهم الوجهات السياحية في المدينة.