دعا محمادي توحتوح، رئيس المنظمة الجهوية للشبيبة التجمعية بجهة الشرق، نهاية الأسبوع الماضي، في كلمته بمناسبة المنتدى الجهوي للشبيبة التجمعية، المنظم بمدينة بوعرك بإقليم الناظور، لمناقشة موضوع “التمكين السياسي للشباب منطلق لإعادة الثقة وتحقيق التنمية”، (دعا) الحكومة إلى إعادة بناء اقتصاد المناطق التي كانت تعتمد على التهريب المعيشي، مشيرا إلى أن جهة الشرق تعاني حاليا من ركود اقتصادي وارتفاع البطالة وقلة فرص الشغل، خصوصا بعد قرار منع التهريب المعيشي ما يفرض على الدولة إيجاد بديل اقتصادي بالمنقطة.
وأوضح توحتوح الذي كان يتحدث في هذا المنتدى الجهوي الذي شهد نجاحا كبيرا وحضورا مكثفا لشباب “الأحرار” ومناضلات ومناضلي الحزب، أنه “لا يمكن أن نبقى مكتوفي الأيادي أمام هذه الأوضاع المحيطة، خصوصا أوضاع شباب الجهة الذي يعاني من البطالة”، مضيفا “واليوم يمكن أن نقول حتى التهريب المعيشي رغم أنه يؤثر على الاقتصاد الوطني، لا بد أن نقول بكل صدق أنه كان يوفر دخل لعدد من الشباب والأسر، طبعا نحن لا نشجع التهريب لكن اليوم لا بد أن تفكر الدولة في إعادة بناء اقتصاد المنطقة، ولا بد من هيكلة القطاع”.
ودعا توحتوح الشباب إلى الانخراط بكثافة في العمل السياسي لأجل المساهمة في النضال لتغيير تلك الأوضاع، مشيرا إلى أن شباب “الأحرار” اختار أن يساهم في التغيير والعمل في المؤسسات، مردفا “ولكن نجاح هذه التجارب تجعل اليوم مسؤوليتنا تتضاعف لاستقطاب طاقات حقيقية لإعادة الثقة في العمل السياسي ولتحقيق التنمية”.
خصوصا، يضيف المتحدث نفسه، في ظل الإصلاحات التي تعرفها بلادنا، على سبيل المثال دستور 2011 الذي فتح مجالات للشباب، وكذلك حرص جلالة الملك محمد السادس، حفظه الله، على ضرورة إشراك الشباب في العمل السياسي، مضيفا “وكذلك الظروف التي يوفرها لنا اليوم حزب التجمع الوطني للأحرار، الذي منذ تولي الرئيس عزيز أخنوش مسؤولية الحزب، ساهم في توفير الظروف التي تشجع الشباب على المشاركة السياسية”، لافتا إلى أن هذه المرحلة تتطلب مواكبة التحولات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية التي تعرفها بلادنا، وهو ما يفرض على الشباب ضرورة الانخراط في العمل السياسي.
وبعد أن نوّه باختيار الفيدرالية لجهة الشرق كأول محطة في المرحلة الجديدة التي وصلت فيه الشبيبة التجمعية لمستوى عالي من النضج والنجاح، أشاد توحتوح أيضا “بالمرحلة التأسيسية التي قادها يوسف شيري بكل التزام ومسؤولية، منوها أيضا بالمجهود الذي بذله ويبذله من أجل هذه الشبيبة وهذا الحزب وهذا الوطن العزيز”.
وتابع: “هذا النجاح الذي حققناه في المرحلة التأسيسية يجعلنا طموحين أكثر، ويجعلنا نعي أن مسؤولية المساهمة في إنجاح المرحلة المقبلة تتطلب تعبئة أكبر، خاصة وأننا اليوم اقتربنا من محطة الحسم، محطة 2021، التي سيختار فيها المغاربة لحسم مستقبلنا، وهذا الاختيار يساهم ويحسم فيه هؤلاء الشباب باعتبار أننا أكثر فئة في المجتمع”.
والشبيبة التجمعية، يضيف رئيس المنظمة الجهوية، واعية بالمرحلة المقبلة وواعية كذلك بالدور الذي يقوم به الشباب، مردفا: “وبالتالي بدأنا المسار وساهمنا في العرض السياسي الذي قدمه حزب التجمع الوطني للأحرار من خلال مجموعة من المحطات، على غرار الجامعة الصيفية والجهوية، والمشاركة في مؤتمرات جهوية والتي حددنا فيها رؤيتنا الواضحة القادرة على إيجاد الحلول لمجموعة من المشاكل خاصة تلك المتعلقة بقضية الشباب، هي الرؤية التي تحددت في “مسار الثقة”، والتي رفعها الحزب للجنة الملكية المكلفة بالنموذج التنموي”.
وأكد المتحدث نفسه أن “مسار الثقة” إذا لم يتم تنزيله على أرض الواقع فلن يكون له أي وقع على حياة المغاربة وعلى تنمية البلاد. وتابع: “وبالتالي فتحقيق ما يتضمنه مرتبط بتنزيله، وتنزيله يوجد على عاتق المؤسسات: الحكومة، الجهات: الجماعات…”، مضيفا “هنا يكمن مربط الفرس، هو أننا في الشبيبة التجمعية إذا ساهمنا بهذه الرؤية فنحن اليوم أمام مسؤولية المساهمة في تنزيلها، نحن أمام مسؤولية إنجاح المحطة والاستحقاقات المقبلة وذلك بتعبئة الشباب للمشاركة بكثافة، والشباب الذي يستطيع تحمل المسؤولية لأننا حزب يهدف إلى إدماج الشباب بشكل فعلي في السياسة وليس استغلالهم”.
وأضاف أن التجربة بينت أن الشباب لما أعطيت لهم الفرصة من طرف الحزب لتحمل المسؤولية، كانوا في المستوى وحققوا قيمة مضافة، مستشهدا بمجموعة من الشباب الذين شاركوا في فعاليات هذا المنتدى وساهموا في النقاش حول موضوعه، وعلى رأسهم مصطفى بايتاس، النائب البرلماني، ومدير المقر المركزي للحزب، وأيضا سمية أوعلال النائبة البرلمانية، بالإضافة إلى عدد من الشباب الذي يتحمّل مسؤوليات مختلفة على مستوى تدبير الشأن المحلي بعدد من الجماعات والأقاليم والجهات.
وفي سياق آخر، ثمن توحتوح مبادرة صاحب الجلالة، نصره الله، بإعطاء الانطلاقة للبرنامج المندمج لتمويل ودعم مقاولة الشباب، داعيا المؤسسات البنكية أن تنخرط في هذا البرنامج لإنجاحه، لأن هذا النوع من المشاريع يمكن اعتبارها فرصة حقيقية لتحسين ظروف العيش.
وبعد أن دعا كل المؤسسات لتوفير كل مقومات الحياة للشباب على المستوى التعليمي، والتكوين، وغيرها من المجالات، أكّد أن كل الأوراش لا زالت تعاني من خصاص كبير في البنية التحتية والمرافق العمومية، ولتجاوز هذه الإكراهات، يضيف توحتوح: “نحتاج إلى مؤسسات وإلى حكومة في مستوى تنزيل الأوراش.. واليوم نحتاج إلى حكومة في مستوى تطلعات الشباب، تكون قريبة من اهتمامات الشباب وبعيدة عن التناقضات وخطاب اليأس والإحباط، وتجعلنا كشباب نعيش حاضرنا باطمئنان ونتطلع لمستقبلنا بتفاؤل”.
وبالنسبة للمتحدث نفسه، فإنه لا يمكن تحقيق هذه الحكومة إلا بوجود أحزاب قوية تتوفر على برامج واضحة كوضوح “مسار الثقة”، أحزاب لديها كفاءات مؤهلة ككفاءات التجمع الوطني للأحرار، التي يُعوّل عليها الكثير من المغاربة اليوم لحلّ المشاكل المطروحة، مشيرا إلى أن هذا لا يمكن تحقيقه إلا بمشاركة الشباب وتجديد النخب.
وفي هذا الإطار، يؤكد توحتوح أن الشبيبة التجمعية على مستوى جهة الشرق، تتبنى برنامجا يهدف إلى استقطاب الشباب وتأطيرهم ومواكبتهم لتشجيعهم على المشاركة السياسية والانتخابية، مضيفا: “وأقول الانتخابية لأن مجموعة من الشباب يشاركون في السياسة ولا يشاركون في الانتخابات، وهذا خطأ لأن الانتخابات هي التي تفرز لنا المجالس والحكومة وبالتالي لا يجب أن نترك مجالا لأقلية”.
وفي الختام، جدّد توحتوح التأكيد على أن المحطة المقبلة ستكون حاسمة للمغاربة وللبلاد، ما يفرض على الشباب بذل المزيد من الجهود حتى يكونوا في مستوى هذه المحطة، ويساهمون في إنجاحها.



