قالت جليلة مرسلي، المستشارة البرلمانية عن فريق التجمع الوطني للأحرار، أمس الثلاثاء خلال جلسة الأسئلة الشفوية بمجلس المستشارين، إن القفطان والزليج المغربيين، باعتبارهما رمزين عريقين من رموز الحضارة والثقافة المغربية، يجسدان عبقرية الصانع المحلي وعمق الهوية الوطنية التي تشكلت عبر قرون من التراكم والإبداع، يواجهان اليوم تحديات جسيمة تتطلب تحركا وطنيا عاجلا.
وأكدت مرسلي أن هذه التحديات لا تقتصر على ضعف الترويج والدعم، بل تشمل أيضا محاولات ممنهجة ومتكررة من بعض الدول المجاورة، وفي مقدمتها الجزائر، للاستيلاء على هذا التراث ونسبته زورا إلى غير أهله، في مسعى مكشوف لطمس الخصوصية الثقافية والتاريخية للمغرب.
وفي هذا السياق، شددت المستشارة على ضرورة تعبئة شاملة واستراتيجية متعددة الأبعاد لحماية هذا الإرث الوطني، مشيرة إلى خمس أولويات أساسية.
ومن هذه الأولويات، دعت مرسلي إلى الإسراع في استكمال إجراءات تسجيل وتصنيف القفطان والزليج المغربيين دوليا، سواء لدى منظمة اليونسكو كتراث غير مادي، أو لدى المنظمة العالمية للملكية الفكرية (الويبو)، لضمان الحماية القانونية والاعتراف الدولي بأصالتهما المغربية.
كما دعت إلى تقوية الإطار القانوني الوطني والدولي من خلال إعداد ترسانة قانونية حديثة وشاملة، تجرم وتقاضي كل محاولات التقليد أو السطو أو التحريف الذي يطال هذا التراث.
وطالبت بدعم وتأهيل الصناع التقليديين، وتمكينهم من أدوات العصرنة والتسويق الرقمي والولوج إلى الأسواق العالمية، بما يعزز إشعاع المنتوج المغربي ويضمن استمرارية المهارات التقليدية.
كما دعت إلى تفعيل دبلوماسية ثقافية نشطة تعمل على الدفاع عن التراث المغربي في المحافل الدولية، والرد على الادعاءات الزائفة والمغلوطة التي تستهدف تشويه الهوية الثقافية الوطنية.
ثم دعت مرسلي إلى إشراك الإعلام الوطني بكل أنواعه في هذا الورش الحيوي، من خلال إنتاج مضامين تعرف بتاريخ القفطان والزليج، وترسخ وعي الأجيال الجديدة بقيمتهما الفنية والحضارية، وتبرز ريادة المغرب في هذا المجال، مع تعبئة الإعلام العمومي والخاص لتبني خطاب ثقافي مسؤول يربط المواطن بتراثه ويواجه حملات التزوير بالحجة والوعي والمعرفة
وختمت مرسلي مداخلتها بالتأكيد على أن مسؤولية حماية هذا التراث ليست ظرفية أو قطاعية، بل وطنية شاملة، تقع على عاتق الدولة بمؤسساتها والمجتمع بمختلف مكوناته، باعتبار أن صون هذا الإرث ليس ترفا، بل واجب سيادي يمسًكيان المغاربة المشترك، ويحفظ ذاكرتهم الجماعية، ويضمن استمرار إشعاعهم الحضاري داخل الوطن وخارجه.