احتضن مجلس جهة كلميم – واد نون، أمس الثلاثاء، لقاء خصص لمناقشة تحديات وآفاق تنمية الواحات وشجر الأركان بالجهة، بحضور رئيسة المجلس، مباركة بوعيدة، والمدير العام للوكالة الوطنية لتنمية مناطق الواحات وشجر الأركان، ابراهيم الحافيدي.
وشكل هذا اللقاء التشاوري، الذي حضره عدد من المنتخبين، فرصة لتبادل الأفكار حول المشاريع المستقبلية لتحقيق التنمية المستدامة بالواحات وشجر الأركان بالجهة، وكذا مناسبة لتعزيز الشراكة بين مجلس الجهة و”الأندزوا”.
وفي مستهل مداخلته، قدم الحافيدي لمحة عن الوكالة من حيث مجالات تدخلها (واحات، شجر الأركان) وظروف إحداثها ومنهجية عملها، وكذا أهدافها المتمثلة أساسا في إعادة تأهيل هذه المناطق الإيكولوجية من خلال الغرس والمواكبة، وذلك عبر وضع البرامج والاستراتيجيات بمعية الشركاء.
وأشار إلى أن هذا اللقاء التواصلي يعد فرصة للاستماع لاقتراحات أعضاء مجلس جهة كلميم – واد نون باعتبارهم ممثلين للساكنة، وكذا من أجل تقييم عمل الوكالة على مستوى الجهة للفترة 2012 – 2022، والإعداد لبرنامج عمل جديد 2022-2030.
واستعرض الحافيدي، في هذا السياق، مختلف المشاريع المنجزة بمناطق الواحات وشجر الأركان في إطار برنامج عمل الوكالة للفترة 2012 – 2022، والتي همت عددا من المجالات في مقدمتها التمدرس (نقل مدرسي، دور الطالب ..)، والمسالك الطرقية، والماء الصالح للشرب.
وأشار الى أن الوكالة بصدد إعداد استراتيجية 2022-2030 لتنمية مناطق الواحات وشجر الأركان، وذلك وفق فلسفة جديدة تأخذ بعين الاعتبار البرنامج التنموي لجهة كلميم – واد نون وأيضا البرنامج الحكومي، مع التركيز على اقتراح مشاريع تهم تشغيل الشباب، واستحضار البعد البيئي والاستثمار في الطاقات المتجددة.
وشدد، بهذا الخصوص، على ضرورة تحيين البرنامج التنموي لجهة كلميم – واد نون، وصياغة برنامج مندمج ضمن رؤية استشرافية للجهة من أجل استدامة المشاريع الاستثمارية الكبرى.
من جهتها، أبرزت بوعيدة أن جهة كلميم – واد نون تزخر بعدد كبير من الواحات وشجر الأركان وبزخم من المؤهلات الطبيعية التي يتعين المحافظة عليها وتثمينها، وكذا العمل على استغلال هذه المميزات على مستوى التسويق الترابي، باعتبار أن المجال الواحي وشجر الأركان يدخل ضمن المشاريع المندمجة للتنمية المستدامة.
وانطلاقا من هاجس الحفاظ على مناطق الواحات بالجهة، تضيف بوعيدة، انخرط مجلس الجهة في هذا العمل من خلال مصادقته، مؤخرا، على اتفاقيتين للشراكة، الأولى بقيمة 38 مليون درهم من أجل التصدي للكوارث الطبيعية لاسيما الحرائق بواحة تيغمرت (إقليم كلميم)، والثانية حول إنجاز مشروع يتعلق بإعداد المجالات الواحاتية ومواجهة خطر الحرائق المتكررة (66 مليون).
ودعت إلى إحداث بنك للمشاريع في مجال الواحات والأركان، مبرزة أنه من بين الإكراهات المطروحة في الوقت الراهن هو طرح أفكار مشاريع وكيفية تنزيلها، وليس التمويل.
من جهة أخرى، قام الحافيدي بزيارة ميدانية لمشروع غرس الأركان الفلاحي بجماعة أباينو (15 كلم عن كلميم) أنجزته الوكالة على مساحة 43 هكتار، وكذا زيارة لتعاونية “تزليمت” الفلاحية بالمنطقة.
كما عقد لقاء بمقر “الأندزوا ” بكلميم، بحضور ممثلي عدد من القطاعات المعنية، تم خلاله عرض حصيلة برنامج الأركان الفلاحي التي تنجزه الوكالة على مستوى الجهة، وحصيلة برنامج التأهيل المجال الغابوي للأركان الذي ينجزه قطاع المياه والغابات ومحاربة التصحر.