اعتبر كريم اشنكلي، رئيس جهة سوس ماسة وعضو المكتب السياسي لحزب التجمع الوطني للأحرار، أن مجالس الجهات الـ12 للمملكة، باعتبارها مؤسسات ترابية، ملزمة باحتواء الأزمة التي تعاني منها الأقاليم التابعة لها، رغم محدودية الموارد المالية التي تتوفر عليها، من خلال خلق نوع من التوازن بين إمكاناتها ومطالب وحاجيات الساكنة.
وتابع اشنكلي، في كلمته الافتتاحية بالدورة العادية لشهر يوليوز، التي عرفت المصادقة على مجموعة من المشاريع التنموية، إن الواقع يفرض على هذه الجهات أن تعبئ الوسائل المتاحة من أجل تجاوز الإكراهات، من خلال رؤية استراتيجية واضحة.
وعبر رئيس جهة سوس عن ارتياحه لتوفر جهته على تصميم جهوي لإعداد التراب، يسهل عملية تهيئة المجال الذي يقتضي تدبيرا ممتدا في الزمن، كما أكد على ضرورة الاستمرار في تنزيل برنامج التنمية الجهوية الذي يضم عدة مشاريع بين الدولة والجهة.
وأشاد اشنكلي بالمقاربة تشاركية التي ينهجها مجلس الجهة في المجال الاجتماعي، باعتبارها أسلوبا ناجعا يحظى بالإشادة من طرف أجهزة المراقبة والتدقيق، ويعتبر ركيزة أساسية للعمل الجماعي، ووسيلة لتعبئة موارد إضافية استجابة لمختلف الحاجيات والانتظارات، كما هي وسيلة للمساهمة الفعالة في مختلف الأوراش التي أطلقتها الدولة والحكومة.
وأفاد أن جدول أعمال الدورة العادية لمجلس الجهة يبرز رغبة المنتخبين في ترسيخ مقومات تنمية اقتصادية حقيقية، تساهم في خلق الثروة وفرص الشغل، بالإضافة إلى التجاوب مع مختلف تطلعات الفاعليين المحليين في مجالات أخرى.
وتم التداول، خلال الدورة، في 34 نقطة مطروحة بجدول الأعمال، أهمها مواجهة إشكالية ندرة المياه، حيث سيتم إبرام اتفاقيتين مهمتين لإنجاز ثماني سدود صغرى بأقاليم الجهة بغلاف مالي يقدر ب 293 مليون درهم، وكذا تأمين تزود 34 مركز و 149 دوار بالماء الصالح للشرب بغلاف مالي يتراوح 310 مليون درهم.
وبالنسبة للشق الاقتصادي، تمت المصادقة على اتفاقيات تهدف المساهمة في خلق دينامية اقتصادية، خاصة فيما يخص تشجيع المقاولات الشابة ومؤسسات الاقتصاد الاجتماعي والتضامني، مبرزا أنه بمجرد إطلاق هذه الدينامية تم التوصل بما يفوق 700 مشروع، وتم تمديد آجال تلقي الطلبات إلى غاية غشت القادم.
وبخصوص إنعاش المقاولة ومحاربة البطالة، كشف اشنكلي أنه سيتم مواصلة تنزيل مشاريع لخلق فرص شغل أكبر، وعلى رأسها البرنامج المندمج لمواكبة المقاولات الصغيرة والصغيرة جدا، بشراكة مع المركز الجهوي للاستثمار والاتحاد العام لمقاولات المغرب بالجهة، الذي يهدف لتوحيد الجهود وضمان التقائية مختلف برامج دعم المقاولات وطنيا وجهويا، بالإضافة إلى برنامج “سبيل” الخاص بالإدماج الاقتصادي للشباب، خاصة في المناطق النائية.
وناقشت الدورة الدعم المخصص لتظاهرة “موروكو ديفوكس” العالمية، والتي ستشكل مدخلا أساسيا لخلق منظومة جهوية للرقمنة.
وتمت المصادقة كذلك على مجموعة من المشاريع في المجال الثقافي والرياضي، وتم الاتفاق على إنشاء مرافق جديدة بالجهة لهذا الغرض، من بينها المركب الرياضي في تارودانت ودار المعرفة بتزنيت.