شهدت مدينة ابن جرير، مساء أمس الأحد، أشغال ورشات محطة جديدة من محطات مبادرة “100 يوم 100 مدينة”، التي أطلقها حزب التجمع الوطني للأحرار، منذ أزيد من ثلاثة أشهر، والتي خصصها الحزب للإنصات لساكنة المدن الصغيرة والمتوسطة، حول أولوياتهم لتطوير مدنهم.
وشارك في محطة ابن جرير أزيد من 500 مشاركة ومشارك، أجمعوا على أن أولويات مدينتهم تتجلى أساسا في قطاعات التشغيل والصحة والتعليم، وهي الأولويات نفسها التي تطرق لها “مسار الثقة”، الذي سبق للحزب أن قام بصياغته للمساهمة به في النقاش المطروح حول النموذج التنموي، منذ قرابة سنتين.
وبهذه المناسبة، أكد لحسن السعدي، رئيس الفدرالية الوطنية للشبيبة التجمعية، أنه ليس مقبولا أن يقرر المسؤولون المركزيون في العاصمة الرباط، مصير ساكنة المدن، فالمنطق يقول أن ساكنة المدن هم من يجب أن يحددوا أولوياتهم، مضيفا أن حزب “الأحرار” ليس لديه أي إحراج للاستماع للمشاركين في هذا اللقاء التواصلي.
وأضاف السعدي أن مدينة ابن جرير تعرف عددا كبيرا من المشاكل، خاصة في قطاع الصحة، رغم أن المدينة استفادت كثيرا من البنيات التحتية بفعل تعليمات جلالة الملك، ملفتا إلى أنه يجب أن تكون هناك عدالة ما بين الأحياء، إذ لا يعقل أن تستفيد أحياء من التجهيزات دون أحياء أخرى.
وأوضح المتحدث نفسه أن المدينة تعاني أيضا من مشاكل أخرى، خصوصا في ما يتعلق بقطاع التشغيل في مدينة ابن جرير، فساكنة المدينة يجب أن تكون لهم أولوية في التشغيل في المكتب الشريف للفوسفاط، كما يجب أن تعطى لتلاميذ المدينة أيضا الأولوية في ولوج ثانوية التميز بالمدينة وجامعة محمد السادس.
و في كلمة مماثلة، أكد سعد برادة، عضو المكتب السياسي للحزب، أن الأولويات التي سبق و أن تحدث عنها كتاب “مسار الثقة” الذي ساهم به الحزب في إغناء النقاش حول النموذج التنموي الجديد هي نفسها التي طغت على النقاش في أشغال الورشات، والتي تتجلى أساسا في التشغيل والصحة والتعليم.
أما محمد القباج، عضو المكتب السياسي والمنسق الجهوي للحزب بجهة مراكش آسفي، فقد ركز في حديثه على الدور الكبير للشباب في التنمية، مشددا على ضرورة الاهتمام بهذه الفئة التي يعطي لها حزب التجمع الوطني للأحرار أهمية كبيرة.
وأكد القباج أنه من اللازم والضروري أن يتم إدماج الشباب في التنمية، وعلى الشباب أن يستغل الفرصة اليوم للاستفادة من البرنامج الذي أطلقه الملك مؤخرا والقاضي بمنح تمويلات بنكية ميسرة للشباب الراغبين في إنشاء مقاولات، لا تتجاوز نسبة الفائدة 2 في المائة، وهو ما يعني أن هذه التمويلات عبارة عن سلف وليست بقروض.
وفي كلمته بالمناسبة، ركز عبد العزيز العلوي، المنسق الإقليمي للحزب بمدينة ابن جرير، على الحديث عن أهداف مبادرة “100 يوم 100 مدينة”، والتي تهدف بحسبه إلى القطع مع الممارسات التقليدية التي كانت سائدة في السابق بين الفاعل السياسي والمواطن، مؤكدا أن هذه المبادرة تهدف إلى الإنصات لهموم ساكنة الإقليم والوقوف على مكامن الخلل لإيجاد الحلول لمختلف المشاكل التي تعرفها المدينة.
ومن جهتها، قالت نجاة النظيفي، رئيسة جمعية “الحمامة” بالإقليم، أن “مبادرة 100 يوم 100 مدينة”، تساهم بشكل فعال في تسطير برنامج بناء لمشاكل ساكنة المدينة، مشيرة إلى أن المشكل الذي كان مطروحا في السابق هو وجود مجموعة من الفضاءات والمراكز لم تكن مستغلة أو مفتوحة بمختلف المدن، والسبب كان يرجع إلى كون المسؤولين لا يستشيرون ساكنة المدن حول أولوياتهم