شكلت الدورة الثانية لـ”أسبوع المغرب في نيوزيلندا”، التي نظمت من 10 إلى 14 فبراير، مناسبة للاحتفال بعلاقات الصداقة القائمة بين المملكة وهذا البلد الأوقيانوسي، الذي يقدم بالرغم من بعده الجغرافي، آفاقا واعدة للتعاون الاقتصادي.
وتمحور برنامج هذا النشاط، بالأساس، حول التبادلات في مجال التدبير والحكامة الترابية، من خلال الاجتماعات التي عقدتها رئيسة مجلس جهة كلميم – واد نون، امباركة بوعيدة، مع السلطات المحلية لمنطقتي ولينغتون الكبرى وكانتربيري.
وهمت التبادلات تجارب هاتين المنطقتين والنموذج المغربي للجهوية المتقدمة، وخاصة خلال اجتماعات مع السلطات المحلية في ولينغتون، وتورانغا و وكريستشرش.
وقدمت بوعيدة، خلال مباحثاتها مع عمدة تورانغا، السيد تينبي باول، ونائب رئيس منطقة كانتربري، السيد بيتر سكوت، وكذا مع أعضاء مجلس هذه المنطقة، برامج التنمية الرئيسية التي اعتمدتها جهة كلميم – واد نون، وخاصة في مجال البنيات التحتية والتنمية المستدامة.
كما أبرزت فرص الاستثمار في قطاعات اقتصادية واعدة، مثل تربية الأحياء المائية والسياحة الإيكولوجية.
ومن جهته، أبرز سفير المملكة في نيوزيلندا مع الإقامة في كانبيرا، كريم مدرك، استمرارية ودينامية الحوار السياسي بين البلدين، في أفق تطوير إطار للعلاقات الثنائية يرقى إلى إمكانات التعاون القائمة وتوسيعها لتشمل قطاعات متعددة، مثل الثقافة والعلاقات بين الفاعلين غير الحكوميين، بهدف تحقيق تقارب متعدد الأبعاد يعود بالنفع على كلا البلدين.
وحرص السفير على توضيح الدور الريادي للمملكة كحلقة وصل بين القارة الإفريقية وأوروبا والمكانة المهمة التي توليها للتعاون جنوب – جنوب في سياستها الخارجية، وفقا للتوجيهات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس. كما تطرق إلى الاستثمار المغربي المهم والدينامية المتزايدة للمبادلات الاقتصادية مع القارة الإفريقية.
ومثلت الزيارات الميدانية لكبار الفاعلين الزراعيين في هذه المناطق مناسبة للإشادة بالعلاقة التجارية النموذجية بين المغرب ونيوزيلندا، وخاصة في القطاع الفلاحي.
وفي الواقع، فإن النشاط الفلاحي الغالب على مستوى الاقتصاد الجهوي والوطني يعد سوقا مواتية بالنسبة للصادرات المغربية من الفوسفات والأسمدة.
وتمثل هذه العلاقة التجارية التي ربطت المغرب ببعض الفاعلين في المجال الفلاحي منذ أزيد من ثلاثة عقود مساهمة حيوية في نمط إنتاج المزارعين النيوزيلنديين، وخاصة في مجال تربية الماشية والأغنام. وتجسد الصادرات المغربية من الفوسفات بشكل قوي النجاح المشترك المرتكز على المنفعة والازدهار المتبادلين .
ويساهم النشاط الفلاحي، إلى جانب الصيد، ب 44 في المائة من صادرات نيوزيلندا ويشغل حوالي 6 في المائة من الساكنة النشيطة. وتعد نيوزيلندا أكبر مصدر لمنتجات الحليب ولحوم الأغنام في العالم.
وتم خلال فعاليات أسبوع المغرب في نيوزيلندا إحراز تقدم مهم في مجال تعزيز التبادلات الثنائية مع إبرام مذكرة تفاهم للتعاون تهم التصديق المتبادل على بعض المنتجات الفلاحية، بين المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية والمعهد المغربي للتقيس، من جهة، ووزارة الصناعات الأولية النيوزيلندية، من جهة أخرى.
وستساعد هذه المذكرة على ضمان فتح سوقي البلدين على التوالي لبعض المنتجات الفلاحية والغذائية.
وعلاوة على ذلك، شكلت هذه الزيارة مناسبة لعقد لقاءات بين سفير المغرب والمغاربة المقيمين في نيوزيلندا، وخاصة في ولينغتون وكريستشيرش، في إطار تواصل دائم مع أفراد الجالية المغربية المقيمة في المنطقة والحفاظ على الروابط التي تجمعهم مع بلدهم الأصلي.
وبالموازاة مع هذه الأنشطة، شارك فريق مغربي في دورة 2020 للمسابقة الدولية المرموقة “جي اس تروفي 2020”.
ولمدة أسبوع، حمل أعضاء الفريق المغربي الثلاثة العلم المغربي خلال هذا السباق للتحمل والذي عبروا فيه عدة مناطق في نيوزيلندا.