أبرزت ياسمين لمغور، النائبة البرلمانية عن فريق التجمع الوطني للأحرار، خلال كلمتها في الجلسة الختامية لمنتدى الأقصر الدولي حول التغيرات المناخية، يوم الأحد 06 نونبر 2022، التجربة الرائدة للمغرب في مجال الطاقات المتجددة والجهود الرامية للحفاظ على البيئة، بحضور برلمانيين من معظم الدول الأفريقية والأسيوية وممثلين عن البرلمان الأوروبي.
ويضم هذا المنتدى أكثر من 60 برلمانيًا من مختلف دول العالم، بهدف مناقشة أهم قضايا التغير المناخي، ومنها فجوات التمويل والارتفاع المطرد في درجات الحرارة، ما يؤثر على مختلف الدول، كما تناول منتدى برلمان المناخ بالأقصر، مناقشة ملفات خاصة ببناء قدرات الدول الأقل حظاً، وكيفية تحقيق العدالة المناخية، وغيرها من الموضوعات.
وبهذه المناسبة، قدم برلمانيون من دول أفريقية مختلفة، في مداخلاتهم، حجم الخسائر الكبيرة التي يتسبب فيها الاحتباس الحراري والكوارث الطبيعية الناتجة عن التغيرات المناخية.
من جانبها، قالت لمغور في كلمتها تفاعلا مع تلك العروض أن ما ينقص دول أفريقيا هو التعاون في مجال تبادل الخبرات والتجارب والمعارف، مضيفة في كلمة عفوية ألقتها بالفرنسية أن “بلادنا دائما مستعدة لتبادل تجاربها مع دول افريقيا الشقيقة، خاصة وأن المغرب يعتبر اليوم نموذجا افريقيا واعداً وذلك بعد الاستراتيجية الطاقية التي اعتمدتها بلادنا سنة 2009 بتوجيهات ملكية سامية وعناية خاصة لجلالة الملك محمد السادس نصره الله”.
وتابعت: “أن المغرب اعتمد ترسانة قانونية وتشريعية مواكبة للمشاريع الكبرى في الطاقات المتجددة سواء تلك ذات المصدر الشمسي كمحطة نور ورزازات بالجنوب الشرقي للمملكة أو محطة بوجدور للطاقة الريحية في الصحراء المغربية بالإضافة إلى تزويد محطات تحلية مياه البحر انطلاقا من الطاقات المتجددة كمدينة الداخلة جنوب المغرب نموذجا، وغيرها، حيث وصلت بلادنا اليوم لحوالي 37 في المائة من مجموع القدرة الكهربائية المنجزة و 20 في المائة من مساهمة الطاقات المتجددة في تلبية الطلب على الطاقة الكهربائية في أفق زيادة حصة الطاقات المتجددة بما في ذلك الكهرمائية، في المزيج الكهربائي إلى أكثر من 52 في المائة سنة 2030”.
واعتبرت لمغور أن المغرب هو نموذج لم يبخل على أشقائه في دول أفريقيا بتبادل التجارب والخبرات والمعارف سواء تعلق الأمر بسبل التمويل أو بالجانب التشريعي.
وأبرزت ذات النائبة البرلمانية، في الجلسة الختامية لمنتدى الأقصر الدولي حول التغيرات المناخية بحضور وازن لممثلين عن البرلمان المصري وخبراء أجانب ورجال أعمال وبرلمانيين من دول متعددة، أن “المغرب يتوفر على قوانين تتماشى ورؤيته الطاقية الاستراتيجية”.
وتحدثت في هذا الإطار عن مشروع القانون 19-40 المغير والمتمم للقانون 09-13 المتعلق بالطاقات المتجددة والقانون رقم 48.15 المتعلق بضبط قطاع الكهرباء وإحداث الهيئة الوطنية لضبط الكهرباء، بالإضافة إلى الميثاق الجديد للاستثمار الذي يعتبر من جهته آلية في دعم وجذب مزيد من الاستثمارات خاصة المتعلقة بالطاقات المتجددة، وكذلك حرص المغرب على استكشاف مصادر جديدة للطاقة مثل تحويل طاقة النفايات.
ونوهت لمغور، بمذكرة تفاهم الموقعة قبل أيام لتأسيس الشراكة الخضراء بين المملكة المغربية والاتحاد الأوروبي من أجل إرساء شراكة خضراء بين الطرفين في مجالات مكافحة التغيرات المناخية، والانتقال الطاقي، وحماية البيئة، والنهوض بالاقتصاد الأخضر والأزرق.
وقالت النائبة، من جهة أخرى، أن الحكومة المغربية برئاسة عزيز أخنوش واعية كل الوعي بهذا الرهان المهم، وظهر ذلك مباشرة بعد انتخابات 8 شتنبر حيث، أحدثت وزارة جديدة باسم “وزارة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة” وهي الهيئة الحكومية التي تسهر على الاستراتيجية الطاقية بالمغرب.
وفيما يتعلق بثقافة ترشيد استهلاك الكهرباء، أشارت النائبة البرلمانية إلى أنه على سبيل المثال مبنى البرلمان يعتمد بنسب كبيرة على الطاقات المتجددة، مضيفة أن البرلمان المغربي هو من البرلمانات القليلة التي تستعمل الطاقة الشمسية، بالإضافة إلى أن الحكومة المغربية أعلنت قبل أيام قليلة عن مكافأة لمن يسجل استهلاكا أقل للطاقة الكهربائية.
وتفاعل مجموعة من البرلمانيين من مختلف الدول الافريقية مع كلمة النائبة البرلمانية خاصة فيما يتعلق بجانب تقاسم تجربة المغرب وباقي التجارب الناجحة مع باقي الدول الافريقية، لتعزيز الوحدة الافريقية من أجل مصلحة شعوب القارة الإفريقية، التي تتقاسمها، باعتبار المغرب بوابة افريقيا نحو أوروبا.
وذكرت لمغور بالمناسبة، أن “المغرب يوجه 60٪ من استثماراته بالخارج نحو القارة الإفريقية ما يؤكد فعليا انخراط المملكة في المساهمة في تقوية افريقيا ووحدتها، اقتصاديا واجتماعيا”.
والتزمت لمغور، كشابة مهتمة بمكافحة التغيرات المناخية، قائلة: “أنا شابة وأقولها أمامكم بكل صراحة أن فئة الشباب ربما هي الأكثر قلقا فيما يتعلق بمستقبل قارتنا وكوكبنا في مكافحة التغيرات المناخية لأنه نرى أن مسار نضالنا ما يزال طويلا على غرار مسار هذه النماذج الجالسة أمامي والتي أفتخر بتقاسم كلمتي معها”، مضيفة أنها ستواصل العمل من أجل حياة صديقة للبيئة وكذلك بتقاسم التجارب والجهود مع الدول الإفريقية الراغبة في الاستفادة من تجربة المغرب.
ولقيت مداخلة النائبة البرلمانية ياسمين لمغور، تفاعلا إيجابيا كبيرا من الحضور المتواجد بالقاعة خاصة البرلمانيين من دول أفريقيا.
ويذكر أن النائبة ياسمين لمغور شاركت في منتدى الأقصر حول التغيرات المناخية، الذي نظمه برلمان المناخ، من يوم الجمعة 04 وإلى غاية 06 نونبر 2022، بالأقصر (جمهورية مصر العربية).
وينظم هذا المنتدى بشكل مشترك قبيل الدورة السابعة والعشرين لمؤتمر الأطراف COP27، من قبل برلمان المناخ ومنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية UNIDO وبشراكة مع البرلمان الأفريقي، وبدعم من المديرية العامة للشراكات الدولية التابعة للمفوضية الأوروبية.