قدم كل من رشيد الطالبي العلمي ومصطفى بايتاس، عضوي المكتب السياسي لحزب التجمع الوطني للأحرار، ومباركة بوعيدة عضو المكتب السياسي ورئيسة جهة كلميم-واد نون، ولحسن السعدي، رئيس الفيدرالية الوطنية للشبيبة التجمعية، عرضا سياسيا قيّما، مساء أمس الأحد، في ضيافة منظمة الطلبة التجمعيين فرع ابن زهر، في الندوة الختامية للجامعة الربيعية الرقمية في نسختها الأولى حول موضوع: “ماذا يقترح حزب التجمع الوطني للأحرار بعد أزمة كورونا ؟”.
بهذه المناسبة، أكد الطالبي العلمي، أن حزب “الأحرار” حاضر بقوة في الساحة السياسية في ظل هذه الجائحة، من خلال اجتماعات مكتبه السياسي ومبادراته بما فيه مبادرة “ما بعد كورونا” وندواته عن بعد، كما أنه يقوم بالتوعية والتأطير، مشيرا إلى أن الحزب حاضر أيضا من خلال مؤسسات الدولة التي يتحمل مسؤولية تدبيرها وتسييرها.
وبعدها تطرق المتحدث نفسه إلى الدينامية الجديدة لحزب التجمع، مبرزا في هذا الصدد المتغيرات الجديدة في الحزب منذ تولي عزيز أخنوش رئاسته، إذ استخلص الدروس من التجارب القديمة ليتم إحداث مجموعة من التنظيمات الموازية التي قامت بأدوار جيدة من تأطير واستقطاب وفتح الباب للجميع.
ودعا الطالبي العلمي إلى رفع مستوى الخطاب السياسي يتحدث عن تدبير الشأن العام مع التفاعل بشكل طبيعي وتقبل الانتقاد، مشيرا إلى أن تدني الخطاب السياسي يؤدي إلى السب والقذف وهجومات لا مبرر لها.
من جهتها، شددت مباركة بوعيدة على أن الفاعل السياسي له دور محوري وأساسي لأن المخرب اختار مسار الديمقراطية وتعزيز دور الفاعل السياسي ومسار اللامركزية واللاتمركز، مضيفة أن هذا الدور برز في هذه جائحة كورونا، مشيدة في هذا الإطار بمجهودات وزراء وبرلمانيي حزب “الأحرار” وأيضا المسؤولين الجهويين والمحليين في تدبير ومواجهة هذه الجائحة.
وبعد أن أشارت إلى أن مرحلة ما قبل كورونا شهدت نوع من العدمية والتشويش والشعبوية السياسية التي جعلت من المواطن يفقد الثقة في الفاعل السياسي والمؤسسات، أكدت ان ما وقع في تدبير هذه الأزمة يجب أن يعيد الثقة ما بين الفاعل السياسي والمواطن.
وأضافت بوعيدة أن هذا الهدف يبقى مسؤولية من جميع الأحزاب السياسية، وعليها أن تفهم أن التشويش ليس له محلّ في تدبير جائحة كورونا أو في مرحلة ما بعد كورونا، مشيرة إلى أنه للاستفادة من هذه الجائحة يجب أن نتجاوز الأخطاء والمغالطات، وأيضا تكريس المكتسبات التي قوّتها سياسة تدبير هذه الأزمة.
من جانبه، نوّه مصطفى بايتاس بالإجماع الوطني في مواجهة جائحة كورونا، مؤكدا أن هذا الإجماع الوطني لا يمكن أن نحمله فشل وعدم كفاءة بعض الأطراف وضعف بعض المؤسسات، التي أعطاها الدستور إمكانات ومجالات واسعة.
وبعد أن أشاد بعودة المجتمع للدولة كمكسب إيجابي، أكد بايتاس أن المسار الا يزال طويلا رغم أن المؤشرات الأولية تبقى إيجابية، مشيرا في نفس الوقت إلى أن سوء الفهم الذي كان لسنوات يستثمر فيه تيار سياسي معيّن، ويزيد من تعميقه حتى يستفيد هو من كل مواطن غير راض عن الدولة.
وبخصوص مرحلة ما بعد كورونا، نوّه بايتاس بمبادرة “الأحرار” المتمثلة في منصة “ما بعد كورونا” التي تلقت 1400 مساهمة للمواطنات والمواطنين الذين ينتمون إلى مختلف الفئات الاجتماعية، وهي مساهمات تضم مقترحات هامة وقيمة تشمل مختلف المجالات، بما فيه مساهمة الرئيس عزيز أخنوش، الذي كان واضحا بأن أكد أن التقشف في المرحلة المقبلة لن يفيد المغرب وسيضرب في العمق المكتسبات الاقتصادية التي تم تحقيقها.
وتابع أنه في الوقت الذي انتظر “الأحرار” أن يكون هناك نقاش بعد هذه المبادرة، لجأ بعض الأطراف إلى سياسة الهروب إلى الأمام التي تبرز “جبن سياسي” لدى هذه الجهات، مضيفا أن هناك من يشوش على هذا الإجماع وأن يخلق نوعا من الضبابية في المشهد الوطني.
أما لحسن السعدي، فقد تحدث عن الشبيبة التجمعية وما تقوم به من أدوار من تأطير وتوعية وتحسيس المواطنين، وذلك بانسجام تام مع وبالتوازي مع العمل والمجهود الجبار الطي يقوم به الحزب في هذه الفترة من مختلف المواقع، مواقع مسؤولية كانت أو موقع حزبي.
وأضاف السعدي أن جميع مكونات الحزب تقوم اليوم بعمل جبار من أجل بناء حزب قوي لما فيه مصلحة الوطن والمواطن، مضيفا أن الحزب منشغل بمرحلة ما بعد كورونا، ويعتبر أن دور الحزب كقوة حية في البلاد تفرض عليه التفكير في المستقبل وطرح الأسئلة والمبادرة الخلاقة ومحاولة استكمال رسالة آمن بها التجمع منذ سنين ألا وهي تخليق العمل السياسي في المغرب والوقوف إلى صاحب الجلالة من أجل بناء المغرب الذي يريده جميع المغاربة.