استعرضت قيادات حزب التجمع الوطني للأحرار، في فعاليات المحطة الثالثة من برنامج “مسار الإنجازات”، المنظمة أمس السبت بمدينة كلميم، منجزات الحكومة في مختلف القطاعات، بما فيها البرامج والمشاريع المهمة التي استفادت منها جهة كلميم واد نون، مشددين على ضرورة مواصلة دينامية الأحرار ومواصلة بناء الدولة الاجتماعية كما أرادها صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله.
في هذا الصدد، أكدت نادية فتاح، وزيرة الاقتصاد والمالية وعضوة المكتب السياسي للحزب، على أن حزب التجمع الوطني للأحرار ليس مجرد تنظيم سياسي، بل هو “عائلة وطنية كبيرة” تقوم على العمل الجاد والثقة والغيرة على الوطن.
وأوضحت أن جهة كلميم وادنون حققت نموًا سنويًا بنسبة 5.5%، مقابل 3.6% من نسبة النمو على المستوى الوطني، ما يعكس نجاح السياسات التنموية والاقتصادية بالجهة. وأضافت أن الاستثمار هو مفتاح التنمية الاقتصادية والاجتماعية، مشيرة إلى مشاريع ضخمة في قطاعات الصحة والتعليم والبنية التحتية، منها مركز استشفائي جامعي جديد بسعة 300 سرير ومستشفى جهوي بكلميم بطاقة 250 سريرًا، إلى جانب مشاريع إعادة تأهيل الأحياء الناقصة التجهيز التي استفادت منها آلاف الأسر بالجهة.
كما كشفت نادية فتاح عن دينامية الاستثمار الجهوي حيث تمت المصادقة على مشاريع تفوق قيمتها 12 مليار درهم، توظف آلاف المناصب، إضافة إلى دور الجهة كفاعل رئيسي في مشاريع الطاقة المتجددة، خصوصًا الهيدروجين الأخضر.
من جانبه، وصف راشيد الطالبي العلمي عضو المكتب السياسي للحزب، المعارضة، بـ”المرتبكة” والعاجزة عن تقديم مشروع بديل، معبرًا عن ثقة حزب الأحرار في العودة لقيادة الحكومة في انتخابات 2026، معتبرا أن الحكومة وأغلبيتها قوية، بينما المعارضة تعيش حالة ارتباك، مؤكدًا أن حزب الأحرار يواصل تأطير المواطنين والحرص على التواصل معهم.
وأكد على شرعية صناديق الاقتراع التي أفرزت الحكومة الحالية، منتقدًا منطق التشكيك في المؤسسات، ومبرزًا احترام الحزب للقانون، على عكس بعض الأحزاب الأخرى التي تتلقى انتقادات المجلس الأعلى للحسابات.
من جهته، شدد محمد أوجار، عضو المكتب السياسي والوزير السابق، على تمسك حزب الأحرار بالإيديولوجية القائمة على الديمقراطية الاجتماعية، معبراً عن سعادة مناضلي الحزب بالمساهمة في بناء الدولة الاجتماعية التي يرعاها جلالة الملك محمد السادس، نصره الله. وأكد أن الحزب لا يسعى وراء المناصب بل يخوض جهاداً ضد التهميش والفقر.
وأشار أوجار إلى تاريخ التجارة في جهة كلميم من خلال سوق “أمحيريش” التاريخي، مستحضرًا المبادرة الملكية الأطلسية التي تهدف إلى فتح أفق اقتصادي لدول الساحل نحو المحيط الأطلسي.
أما مصطفى بايتاس، عضو المكتب السياسي والوزير المنتدب المكلف بالعلاقات مع البرلمان والناطق الرسمي باسم الحكومة، فقد تطرق إلى التحديات التنموية التي تواجه جهة كلميم وادنون، مبرزًا التلاحم اليومي لمناضلي الحزب مع حاجيات المواطنين. وأكد أن الحزب ربح ثقة الساكنة عبر الصدق والاستمرارية والبناء، ولفت إلى أن مطالب السكان لا تقتصر على المناصب بل على التنمية الحقيقية.
وشدد بايتاس على أنه سيظل ممثلاً لصوت الساكنة، مجدداً التأكيد على التزام الحزب بخدمة المصلحة العامة.
أحمد البواري، عضو المكتب السياسي ووزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، فقد ركز على ثروات جهة كلميم وادنون الطبيعية، من سواحل ومناخ زراعي مميز، ورأس المال البشري العنصر الأساسي للتنمية. وتحدث عن إصلاحات استراتيجية في الزراعة، خاصة زراعة الصبار التي تأثرت بآفة الحشرة القرمزية، مع تطوير أصناف مقاومة وتوسيع المساحات المزروعة بشكل كبير خلال السنوات المقبلة.
وتحدث عن ملف الماء الحيوي، عبر مشاريع ضخمة لتحلية مياه البحر في طانطان وكلميم لسقي آلاف الهكتارات، مما يعزز الإنتاج الفلاحي ويوفر عشرات آلاف مناصب الشغل.
من جهتها، وجهت زينة شاهيم، عضوة المكتب السياسي، تحية للمرأة المغربية خاصة في جهة كلميم وادنون، معتبرة أن المرأة التجمعية هي مناضلة حقيقية وركيزة أساسية في بناء الأسرة والمجتمع. وأثنت على قيادة المرأة في الحزب وعلى دعم الحزب المتواصل للنساء، مشيدة بنموذج مباركة بوعيدة، رئيسة الجهة، كرائدة ومثال يحتذى به.
ونوهت شاهيم بحسن تدبير الحكومة لملف إصلاح التعليم، خصوصا في ما يتعلق نجاحها في معالجة ملف الأساتذة المتعاقدين عبر حوار جاد واتفاق سريع، معبرة عن فخرها بالإصلاحات التي بدأت في منظومة التعليم والتي تعزز مكانة الأستاذ وتضمن استمرارية السنة الدراسية.
يذكر أن محطة كلميم من جولات “مسار الإنجازات” لحزب التجمع الوطني للأحرار، تجسد روح الالتزام الوطني والعمل التنموي الجاد، حيث اجتمعت فيها قيادات الحزب الوطنية والجهوية ومنتخبي ومناضلي الحزب، على تقديم معطيات حقيقية وواقعية، تؤكد أن التجمع الوطني للأحرار يقود حوارًا مفتوحًا مع المواطنين ويعمل على بناء مستقبل أفضل للجهة وللمغرب بأسره.