شهدت المحطة الثالثة من جولة حزب التجمع الوطني للأحرار في إطار مبادرة “مسار الإنجازات”، المنعقدة أمس السبت بمدينة كلميم مشاركة وازنة لقيادات الحزب ومنتخبيه في جهة كلميم واد نون، الذين أجمعوا على الاعتزاز بالمنجزات المحققة في الجهة، وعلى رأسها المشاريع الكبرى في إطار النموذج التنموي للأقاليم الجنوبية، الذي أطلقه صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، كما كان فرصة لتجديد الوفاء للثوابت الوطنية، وفي مقدمتها العرش العلوي المجيد، وتثمين منجزات الحكومة في مختلف القطاعات.
في هذا الإطار، استهلت مباركة بوعيدة، رئيسة مجلس جهة كلميم واد نون والمنسقة الجهوية وعضوة المكتب السياسي لحزب التجمع الوطني للأحرار، كلمتها بالترحيب برئيس الحزب عزيز أخنوش والوفد المرافق له، مؤكدة أن حضوره المتواصل للأقاليم الجنوبية يعكس جدية التواصل السياسي الذي ينهجه الحزب.
وشددت بوعيدة على أهمية هذا اللقاء الذي يأتي بالتزامن مع الذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء، مشيدة بالدبلوماسية الملكية التي أجهضت أوهام الانفصال، وأكدت أن الانطلاقة الحقيقية للبناء في الجهة كانت مع البرنامج التنموي المندمج الذي أطلقه جلالة الملك محمد السادس نصره الله سنة 2015، مشيرة إلى أن الحكومة الحالية سرّعت تنفيذ هذا البرنامج الحيوي، وأطلقت برامج تنموية إضافية تعزز التماسك الترابي، وفي مقدمتها مشروع الطريق السريع الرابط بين شمال المغرب وجنوبه.
وختمت بوعيدة كلمتها بالدعوة إلى مواصلة العمل بروح جماعية وتجند دائم لتحقيق المزيد من التنمية للجهة كلميم وادنون وخدمة المصلحة العامة للساكنة.
من جانبه، أكد أحمد زاهو، النائب البرلماني عن حزب التجمع الوطني للأحرار، أن الحضور الكثيف في هذا اللقاء يعكس قوة الانتماء الحزبي وثقة المواطنين في القيادة السياسية الحالية. وأشاد بدور المنسقة الجهوية للحزب وكافة أعضاء اللجنة التنظيمية في إنجاح هذا الحدث.
وسلط زاهو الضوء على المسار السياسي للشباب داخل الحزب، مستشهدًا بتجربته الشخصية التي انطلقت من جماعة قروية بإقليم سيدي إفني سنة 2009، وصولًا إلى موقعه الحالي، بفضل الدعم الذي يقدمه الرئيس عزيز أخنوش والحزب لفئة الشباب.
وأكد أن حزب الأحرار، بقيادة عزيز أخنوش، أتاح الفرصة للعديد من الشباب لتحمل مسؤوليات انتخابية وحكومية، مشيدًا أيضًا بمجهودات المنتخبين المحليين والجهويين، وبالكلمة “القيمة” التي قدمتها رئيسة الجهة.
بدوره، استعرض عبد الله أوبركى، النائب البرلماني عن حزب التجمع الوطني للأحرار، حصيلة المنجزات التي تحققت في إطار النموذج التنموي الخاص بالأقاليم الجنوبية، الذي أعطى جلالة الملك محمد السادس نصره الله انطلاقته سنة 2015.
وأشار إلى أن هذا النموذج أفرز مشاريع كبرى، من طرق وموانئ وبنيات تحتية، وأكد أن الحكومة الحالية واصلت هذا المسار من خلال تنزيل دعائم الدولة الاجتماعية، أبرزها تعميم التغطية الصحية، وتجهيز المراكز الصحية، والرفع من ميزانية قطاعي الصحة والتعليم، وتوسيع تجربة مدارس الرياضة.
وفي المجال الاقتصادي، عدّد أوبركى مجموعة من المبادرات التي تم اتخاذها لتحفيز الاستثمار، وعلى رأسها الميثاق الجديد للاستثمار وخارطة الطريق للتجارة الخارجية. كما نوه بارتفاع حجم الصادرات المغربية إلى 455 مليار درهم، مما يعكس دينامية غير مسبوقة.
وأبرز النائب البرلماني أهمية مشروع تحلية مياه البحر الذي تشهده الجهة، خاصة في مناطق الشبيكة وأكلو، بما يضمن الأمن المائي ويواكب المشاريع الفلاحية والصناعية الكبرى.
أما نادية بوعيدا، النائبة البرلمانية عن حزب التجمع الوطني للأحرار، فقد أشادت بهذه المبادرة الحزبية التي تجسد مسؤولية قيادة الحزب وحرصها على التواصل المباشر مع المواطنين، معتبرة أن السنوات الأربع الماضية من عمر الحكومة كانت حافلة بالأوراش والإصلاحات العميقة.
وسجلت بوعيدا عددًا من الإنجازات البارزة، منها الزيادة في الأجور، وتعميم التغطية الصحية، وتعبئة استثمارات فاقت 326 مليار درهم، ينتظر أن تُحدث نحو 150 ألف فرصة شغل.
وأكدت أن جهة كلميم واد نون ليست استثناءً، بل نموذجا حيا للإرادة السياسية الجادة حين تقترن بالكفاءة، مشيرة إلى أن أكثر من ثلث منتخبي الجهة ينتمون لحزب الأحرار، وأن الحزب يترأس عددًا كبيرًا من الجماعات الترابية.
وأشادت بالدور الريادي للمرأة داخل الحزب، موجهة تحية نضالية خاصة لمنتخبات الأحرار، وعلى رأسهن مباركة بوعيدة، التي تقود مجلس الجهة بكفاءة واقتدار.
كما سلطت الضوء على عقد-برنامج جهوي بأكثر من 5.5 مليار درهم، يهم مشاريع استراتيجية في البنية التحتية، والطاقات المتجددة، وتحلية مياه البحر، مبرزة مشروع محطة الشبيكة بطاقة مهمة.
وهكذا، تؤكد محطة كلميم من “مسار الإنجازات” أن حزب التجمع الوطني للأحرار يواصل ترسيخ ديناميته في العمل السياسي قوامها سياسة القرب، والوضوح، والارتكاز على الحصيلة الواقعية. كما تبرز هذه المحطة الدور الريادي الذي تلعبه جهة كلميم واد نون في المشروع التنموي الوطني، في ظل الرؤية المتبصرة لجلالة الملك محمد السادس نصره الله.