واصلت القافلة التواصلية “100 يوم 100 مدينة” التي أطلقها عزيز أخنوش رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار، نونبر الماضي بمدينة دمنات، جولتها للإنصات لساكنة المدن المغربية، خصوصا الصغرى والمتوسطة، حيث حطت الرحال أمس الأحد 30 غشت 2020، بمدينة ميدلت، وذلك في لقاء تفاعلي ناجح تم تنظيمه عبر منصة رقمية.
وعرف اللقاء، إلى جانب حضور قياديي ومناضلات ومناضلي الحزب، مشاركة متميزة لساكنة ميدلت والنواحي، الذين ناقشوا في ورشات هذه المحطة، مشاكل وأولويات مدينتهم بالكثير من المسؤولية والجدية والغيرة على مدينتهم، منوهين بهذه المبادرة التواصلية لحزب التجمع الوطني للأحرار، التي تروم إشراك ساكنة المدن في إعداد وإنجاز برامج للمحطات المقبلة من خلال الإنصات لهموم المواطنات والمواطنين ومشاكل مدنهم وأولوياتهم.
وبهذه المناسبة، تحدث سعيد شباعتو، عضو المكتب السياسي لحزب التجمع الوطني للأحرار، والمنسق الجهوي للحزب بجهة درعة تافيلالت، عن فلسفة قافلة “100 يوم 100 مدينة”، التي يهدف من خلالها الحزب إلى الإنصات إلى هموم المواطنين ومشاكل مدنهم، وإشراك ساكنة الحواضر والمدن المغربية في إعداد برامج حقيقية لتحسين ظروف العيش بمدنهم، من خلال ما يقدمونه في ورشات هذا البرنامج من مقترحات وأولويات وتوصيات.
إثر ذلك، تطرّق شباعتو لمجموعة من المشاكل التي ركز عليها المتدخلون في ورشات المحطة، مؤكدا أنه بالإضافة إلى أولويات الصحة والتشغيل والتعليم، مدينة ميدلت ترتبط ارتباطا وثيقا بالقطاع الفلاحي، لكن هذا القطاع يعيش في السنوات الأخيرة صعوبات كثيرة مرتبطة أساسا بنقص الموارد المائية، مطالبا بضرورة الاستجابة إلى مطالب الساكنة في ضرورة إنهاء هذا المشكل.
وتطرق أيضا، المتحدث نفسه، إلى مشكل التعليم الذي يطرح نفسه خصوصا في هذه الظرفية، مؤكدا أن الإقليم في حاجة إلى حلول فورية وناجعة، وتظافر جهود كل المتدخلين حتى يكون الإقليم في نفس الخط خلال هذا الدخول المدرسي مع جميع مناطق المغرب، بالنظر إلى ما تعانيه ساكنة الإقليم من عزلة وتضاريس صعبة ومشاكل الأنترنيت والنقل المدرسي.
من جهته، نوه عبد الرحمان اليزيدي، عضو المكتب السياسي، في مداخلته بهذه المناسبة، بروح الجدية والمسؤولية لدى المشاركات والمشاركين في هذا اللقاء، الذين طرحوا ملاحظاتهم وتحدثوا عن مشاكل مدينتهم، كما قدموا مقترحاتهم وتوصياتهم في أجواء إيجابية، مضيفا أن الحزب سيأخذها بعين الاعتبار في برامجه للمحطات المقبلة.
وأضاف اليزيدي، أن لقاء ميدلت جاء في سياق استكمال قافلة “100 يوم 100 مدينة”، بعد أن توقفت بسبب الظروف الاستثنائية المرتبطة أساسا بتفشي فيروس كورونا في المغرب على غرار مختلف بلدان العالم، مشيرا إلى أن الحزب قرّر مواصلة هذه الجولات التشاورية ولو عن بعد من خلال هذه المنصة الرقمية.
وبخصوص النقاش الذي عرفته ورشات اللقاء، فقد أكد عضو المكتب السياسي أنه أنصت لمشاكل وأولويات المشاركات والمشاركين، الذين تحدثوا بغيرة وحرقة عن مدينتهم وهمومهم، مضيفا أن ألويات الصحة والتشغيل والتعليم، جاءت على رأس هذه التوصيات، لكن ميدلت لها خصوصيات أخرى على غرار المدن الأخرى، مشيرا إلى أن الإقليم منطقة خير وكرم لكنها تعاني من الحرمان، وتحتاج لبعض الاهتمام من خلال فك العزلة وتوفير الخدمات والمرافق.
بدوره أشاد لحسن أحسيني، المنسق الإقليمي لحزب التجمع الوطني للأحرار بإقليم ميدلت، بنجاح هذا اللقاء، وبمستوى النقاش الجاد والمسؤول، لدى المشاركات والمشاركين في هذه المحطة، الذين تحدثوا عن مشاكل وأولويات مدينتهم والإقليم عموما، مضيفا أن هذا ما يسعى إليه الحزب من خلال هذا البرنامج التواصلي، الذي يروم الإنصات للساكنة وهمومها وتوصياتها لتنمية مدنها.
وتحدث أحسيني في مداخلته، عن مجموعة من المشاكل التي تطرق إليها المشاركون على غرار ألويات الصحة والتعليم والنقل والبنيات التحتية وفك العزلة، وأيضا التشغيل بالمدينة، مشيرا في هذا الصدد إلى أن ملف الأراضي السلالية والجموع التي تم تفويتها إلى بعض الشركات الكبرى خصوصا في قطاع الطاقات المتجددة، لم يتم بالشكل المطلوب، إذ أن هذه الشركات لم تفي بوعودها بخصوص تشغيل شباب الإقليم، فقي حين تم استقطاب يد عاملة من مدن ومناطق أخرى.
وفي ختام مداخلته، دعا المنسق الإقليمي إلى ضرورة إعادة النظر في قضية تأخر نتائج التحليلات الطبية الخاصة بالكشف عن فيروس كورونا، من أجل التصدي لتفشي وباء كورونا في الإقليم، داعيا المواطنات والمواطنين إلى الالتزام بالإجراءات والتدابير الصحية المتخذة في هذا الصدد.
ورفع المشاركون في أشغال ورشات لقاء ميدلت، توصياتهم وأولوياتهم، لحزب التجمع الوطني للأحرار، التي شملت بالأساس قطاعات الصحة والتعليم والشغل، بالإضافة إلى قطاع فك العزلة عن عدد من الدواوير بالمنطقة والموارد المائية والبنية التحتية والمرافق العمومية والنقل والاهتمام بقضايا الثقافة والرياضة والشباب والمرأة والطفولة.