حطت القافلة التواصلية “100 يوم 100 مدينة” التي أعطى الرئيس عزيز أخنوش انطلاقتها من مدينة دمنات مطلع نونبر من السنة الماضية، بمدينة بوقنادل، مساء أمس السبت 27 يوليوز 2020، في لقاء تفاعلي نظم عبر منصة رقمية.
وحضر هذا اللقاء أزيد من 100 مشاركة ومشارك من ساكنة المدينة، تفاعلوا بشكل إيجابي وطرحوا مشاكلهم وأولوياتهم كما قدموا الحلول المقترحة لتجاوزها لقيادات الحزب الذين شاركوا في هذه المحطة، التي اعتبرها المشاركون مهمة للغاية أنها فرصة لإسماع صوتهم والحديث عن همومهم ومشاكل مدينتهم.
وبهذه المناسبة، فقد تحدث سعد بنمبارك، المنسق الجهوي لحزب التجمع الوطني للأحرار بجهة الرباط-سلا-القنيطرة، فيها بإسهاب عن مبادئ وفلسفة برنامج “100 يوم 100 مدينة” باعتبارها سياسة للإنصات يقوم بها الحزب للإنصات لمشاكل ساكنة 100 مدينة مغربية صغيرة ومتوسطة، في أفق صياغة برنامج تنموي لكل مدينة من خلال مقترحات وتوصيات المواطنات والمواطنين، والدفاع عن هذا البرنامج في مختلف المحطات المقبلة.
وبعدها تحدث بنمبارك عن مدينة بوقنادل، مؤكدا أنها تتوفر على مؤهلات طبيعية مهمة على غرار شريطها الساحلي، وأيضا ما تتوفر عليه من أراضي في إطار الجماعات السلالية، التي تحتاج فقط إلى الاستماع لممثلي هذه الجماعات لإنهاء المشاكل التي تتخبط فيها، بغية استغلال تلك الأراضي في الاستثمارات التي قد تجلبها المدينة في مختلف المجالات.
وبخصوص القضايا التي تناولها المشاركون في الورشات، شدّد المنسق الجهوي على أن كل هذه المشاكل تؤرق ساكنة المدينة، وتحتاج إلى المزيد من الاشتغال، مبرزا أن فائض ميزانية الجماعة لا يكفي لإنجاز المشاريع الكبرى لتنمية المدينة وتطويرها وإصلاح بعض القطاعات، بل يلزم عقد المزيد من الشراكات مع قطاعات ومؤسسات مختلفة لتحقيق التنمية المرجوة.
من جهته، نوّه عبد الرحمان اليزيدي، عضو المكتب السياسي، بنجاح محطة مدينة بوقنادل من برنامج “100 يوم 100 مدينة”، الذي يعتبر مبادرة رائدة للإنصات للمواطنات والمواطنين، في مجموعة من مدن المملكة، كما صنعت الفارق بين الحزب والأحزاب الأخرى، مشيرا إلى أن هذا البرنامج يأتي في إطار الدينامية الجديدة للأحرار، التي انطلقت مباشرة مع قيادة الرئيس عزيز أخنوش للحزب.
وعلى مستوى مشاركته في الورشات، أكد اليزيدي أنه استمتع لمشاكل مختلفة تعاني منها ساكنة مدينة بوقنادل، وتأتي على رأسها الأولويات الثلاثة، الصحة والتعليم والتشغيل، التي جاءت في كتاب “مسار الثقة” الذي كان بدوره نتاجا للإنصات للمواطنات والمواطنين في الجهات الـ12.
وبعد نوّه بالمشاركات والمشاركين في هذا اللقاء، طمأن عضو المكتب السياسي الجميع بأن الحزب توصل بمقترحاتهم وتوصياتهم، وسيدافع عنها من خلال برامجه في الاستحقاقات المقبلة، على أن يعمل على تنزيل هذه التصورات على أرض الواقع خلال المحطات المقبلة.
من جانبه، تحدث مصطفى جوادي المنسق الإقليمي للحزب بسلا، عن مدينة بوقنادل مركزا في البداية عن بعض المعطيات التاريخية، حول المدينة التي كانت جماعة واحدة قبل أن تنقسم إلى جماعة بوقنادل وجماعة عامر، مبرزا أن ساكنة المدينة دائما ما تتحدث عن مشاكل مرتبطة بالإنارة والأمن والتعمير، بالإضافة إلى الأولويات الثلاثة المرتبطة بالصحة والتعليم والتشغيل.
وأبرز المتحدث نفسه أن بعض القوانين التنظيمية تعرقل تنمية الجماعات المحلية، وطالب بضرورة إعادة النظر في مجموعة من القوانين الخاصة الجماعات المحلية، مضيفا أنه لا يعقل أن يتم منح المقاطعات 6 ملايير سنتيم من أجل تدبير وتنظيم بعض الأنشطة الترفيهية والفنية، في وقت تتخبط فيه هذه الجماعات في عجز كبير.
وأشار جوادي إلى أن مدينة بوقنادل تتوفر على ثروة كبيرة في مجال العقار، وهو ما يجعلها من المدن الصغيرة الواعدة، كما أنها ستحقق مداخيل مهمة من الثروة، مبرزا أن هناك الكثير من المشاكل في هذا الصدد تعيق استغلال هذه الثروة ترتبط أساسا بالمشاكل والعراقيل التوي تواجهها الجماعات السلالية، وهو ما يجعل المدينة تشهد دائما وقفات احتجاجية للجماعات السلالية، داعيا إلى ضرورة الإنصات لهم وحل مشاكلهم لما فيه مصلحة لكل ساكنة بوقنادل.
وشدد جوادي على ضرورة عدم سقوط المدن الصغرى والمتوسطة في نفس الأخطاء التي سقطت فيها المدن الكبرى، خاصة في ما يتعلق بالتهيئة والفضاءات الترفيهية والمساحات الخضراء.
ورفع المشاركون في أشغال الورشات في هذا اللقاء، توصياتهم وأولوياتهم، لحزب التجمع الوطني للأحرار، التي شملت بالأساس قطاعات الصحة والتعليم والشغل التي تعتبر ألويات على الصعيد الوطني، بالإضافة إلى غياب الأمن ومشكل الإنارة وغياب المرافق العمومية والمشاكل التي يتخبط فيها التعمير، بالإضافة إلى مقترحات همت بالأساس قطاع البنية التحتية والبيئة والنقل والاهتمام بقضايا الشباب والمرأة والطفولة.
بدوره قال مصطفى بياض، المنسق المحلي لحزب التجمع الوطني للأحرار بعامر-بوقنادل، أن هذه المحطة كانت فرصة لتعبر ساكنة بوقنادل عن همومها وانتظاراتها، مؤكدا أن الحزب يبقى منفتحا على جميع الطاقات والكفاءات، وساهراً على الحفاظ على وحدة الصف الداخلي وخدمة الصالح العام والمواطنين والمواطنات.
من جانبها، أكدت ياسمين لمغور، رئيسة منظمة الشبيبة التجمعية بجهة الرباط-سلا-القنيطرة، أن محطات “100 يوم 100 مدينة” تأتي في سياق وطني يستدعي من جميع القوى الحية في البلاد أن تنخرط بشكل جدي في النقاش والحوار والتشاور مع المواطنين ونهج سياسة الإنصات.
وأضافت لمغور أن رقمنة هذه المحطات جاءت كاستثناء على المستوى الوطني ليؤكد التجمع الوطني للأحرار أنه حزب الإنصات والتشاور، وأن رقمنة القرب التي أضحى ينهجها أعطت نفسا جديدا لعلاقة الحزب السياسي بالمواطن المغربي