حطت القافلة التواصلية لحزب التجمع الوطني للأحرار “100 يوم 100 مدينة”، اليوم السبت 18 يوليوز 2020، الرحال بمدينة حد السوالم، عبر منصة خاصة تعتمد تقنية الفيديو، تماشيا مع الإجراءات والتدابير الصحية المتخذة في إطار مواجهة والتصدي لجائحة فيروس كورونا المستجد، حيث كانت هذا اللقاء فرصة أمام ساكنة المدينة للمشاركة في هذه المحطة بمقترحاتهم وتوصياتهم ومشاكل مدينتهم، ورفعها لحزب “الأحرار” الذي سيبني عليها تصوراته بخصوص النهوض بمدينة حد السوالم وتنميتها.
وشهدت أشغال اللقاء، مشاركة كل من محمد بوسعيد، عضو المكتب السياسي والمنسق الجهوي للحزب بجهة الدار البيضاء-سطات، وشفيق بنكيران وجليلة مرسلي، عضوا المكتب السياسي، وصابر الكياف، النائب البرلماني والمنسق الإقليمي للحزب بإقليم برشيد، وفوزي حواص، الكاتب المحلي للحزب بحد السوالم، بالإضافة إلى مشاركة مهمة لمناضلات ومناضلي الحزب والشبيبة التجمعية ومختلف هياكل الحزب.
وبهذه المناسبة، تحدث محمد بوسعيد في مداخلته، عن هذه القافلة التواصلية التي أطلقها الحزب منذ بداية شهر نونبر من السنة الماضية، والتي تروم زيارة 100 مدينة صغيرة ومتوسطة، إذ أوضح أن هذا البرنامج التواصلي يهدف إلى الإنصات المواطنات والمواطنين والاستماع إلى مشاكل هذه المدن والحلول التي يقترحونها للنهوض بها وتنميتها، وذلك في أفق الاشتغال عليها في إعداد برنامج متكامل عن كل مدينة، سيدافع عنه الحزب في مختلف الاستحقاقات المقبلة.
وأشار إلى أن حزب التجمع الوطني للأحرار أعطى في هذه المحطة الفرصة لساكنة حد السوالم، لمناقشة مختلف المشاكل التي يعانونها والاختلالات التي تعيق تنمية وتطور مدينتهم، بل وأهم من ذلك تحديد أولوياتهم ومدينتهم من خلال أشغال الورشات، وأيضا مقترحاتهم وحلولهم لهذه المشاكل، مؤكدا في نفس الوقت على أن الحزب يؤمن بإشراك المواطنات والمواطنين في هذه العملية من أجل التعبير عن أصواتهم، وعدم ترك الفراغ خصوصا أنهم هم من يعيشون في هذه المدينة ويعرفون مشاكلها ونواقصها والاختلالات التي تعاني منها.
من جانبه، تطرّق شفيق بنكيران إلى أهداف قافلة “100 يوم 100 مدينة”، ومدى إنصات الحزب للمواطنات والمواطنين من خلالها، مذكّرا في هذا الصدد بوثيقة “مسار الثقة” التي انبثقت من الخلاصات التي تم تجميعها عبر سياسة الإنصات للمواطن في مختلف اللقاءات التواصلية السابقة للحزب.
إثر ذلك، أبرز المتحدث نفسه مجموعة من مشاكل واختلالات مدينة حد السوالم، التي تحدث عنها المشاركات والمشاركين في أشغال الورشات لهذا اللقاء التواصلي، ويتعلق الأمر بكل من قطاع الصحة بالمدينة، التي لا تزال تتوفر على مستوصف وحيد فقط على الرغم من تزايد عدد السكان الذي بلغ 36 ألف نسمة، بالإضافة إلى عدد من القطاعات الأخرى كالتعليم والشغل والبنية التحتية والرياضة، مطالبا المجتمع المدني بالمدينة الذي يبلغ أزيد من 110 جمعية إلى الاشتغال والقيام بأدوارها كاملة.
وأضاف شفيق بنكيران أن حزب التجمع الوطني للأحرار جمع مقترحات وتصورات ساكنة مدينة حد السوالم، وسيقوم بالدفاع عنها في المحطات المقبلة، داعيا ساكنة المدينة إلى ضرورة الانخراط في هذا العمل والتعبئة وتوحيد الكلمة والرؤى، مشيرا إلى أن هذا اللقاء التواصلي أبرز بشكل واضح برنامج مدينة حد السوالم.
بدورها، قالت جليلة مرسلي إن مدينة حد السوالم تعاني في صمت من مجموعة من المشاكل، مضيفة أنها على بعد 20 كيلومترا من الدار البيضاء، وتشهد توسعا عمرانيا كبيرا، ونموا ديمغرافيا سريعا، وهي عوامل لم يتم التهيئ لها بالشكل المناسب.
وأضافت مرسلي أن محطة اليوم على الرغم من أنها جاءت بطريقة تواصلية عبر تقنية الفيديو عن بعد بسبب الظروف التي يشهدها المغرب والعالم المرتبطة أساسا بجائحة كورونا، وتداعياتها على مختلف المجالات، إلا أن الهدف الأساسي يبقى هو إشراك المواطنات والمواطنين، والإنصات لأولوياتهم ومدينتهم، خصوصا أنهم هم الذين يعيشون في هذه المدينة ويعرفون مشاكلها، وبالتالي تنميتها وتطويرها يجب أن يكون من خلال إشراكهم، مشيرة إلى أن هذه هي مقاربة الحزب من خلال هذه القافلة التواصلية.
وأشارت المتحدثة نفسها إلى أن المشاركات والمشاركين في أشغال هذا اللقاء، تطرقوا إلى عدد من المشاكل والأولويات، التي تهم مدينتهم التي تعاني من التهميش، خصوصا اعلى مستوى قطاعات الصحة والتعليم والتشغيل والبنية التحتية، كما اقترحوا مجموعة من الحلول والتوصيات لهذه المشاكل، مشيرة إلى أن الحزب غني عن التعريف بكفاءاته على المستوى الوطني والجهوي والمحلي، مذكرة في هذا الصدد بقيادات وأعضاء الحزب المشاركين في هذا اللقاء.
أما صابر الكياف، فقد نوّه بالمشاركات والمشاركين في هذا اللقاء التواصلي الهام، مؤكدا أن اللقاء شهد نجاحا كبيرا وحضورا لافتا للمواطنات والمواطنين من ساكنة مدينة حد السوالم، مشيدا في نفس الوقت بالمقترحات التي قدمها المشاركون في اللقاء، وتوصياتهم لتنمية مدينتهم.
من جانبه، أشاد فوزي حواص، بالمشاركة الفعالة والقيّمة لساكنة مدينة حد السوالم، وبالحرقة التي يتحدثون بها عن مدينتهم ومشاكلها ووضعيتها التنموية، مضيفا أن هذه المشاكل والمقترحات سيقوم الحزب بتجميعها في إطار برنامج خاص بالمدينة في أفق الدفاع عنه خلال المحطات المقبلة.
وأضاف المتحدث نفسه أن حد السوالم كانت في بداية الألفية الحالية، مجرد دواوير تتوفر فقط على مستوصف وحيد، وعلى الرغم من المجهودات التي قام بها المجلس في تلك الفترة، إلا أن المدينة في الفترة الأخيرة تزايدا كبيرا في عدد السكان وتوسعا عمرانيا ما يستوجب ضرورة الاهتمام بالبنية التحتية وضرورة الاهتمام بالقطاع الصحي وعدم الاكتفاء بنفس الإمكانات المتوفرة منذ سنوات في هذا القطاع، مضيفا أنه لا يعقل أن يتم إرسال المرضى والنساء الحوامل إلى مدن قريبة من حد السوالم بسبب غياب الإمكانات الصحية اللازمة.
وتحدث حواص أيضا عن مشاكل قطاع التعليم على مستوى البنية التحتية والنقص في المؤسسات، بالإضافة إلى غياب التوجيه والتكوين، مشيرا إلى أن المعامل والوحدات الصناعية المتوفرة بالمدينة لا تشغل شباب المدينة مطالبا بضرورة بتوفير التخصصات اللازمة في مؤسسات التكوين المهني، متحدثا أيضا عن مشاكل البيئة التي تؤرق سكان المدينة خصوصا قطاع النظافة والنفايات وجمالية المدينة، وغياب الفضاءات الثقافية وملاعب القرب ودور الشباب.
ودعا حواص في ختام كلمته بضرورة الحفاظ على هذا الحماس والرغبة في تغيير أوضاع مدينة حد السوالم، مؤكدا أن حزب “الأحرار” يحمل أمل الساكنة في تنمية مدينتهم، مشيدا في نفس الوقت بهذا اللقاء الذي أعطى من خلاله الحزب للساكنة الفرصة للمشاركة بآرائهم ومقترحاتهم لتنمية المدينة وإصلاح اختلالاتها.
ورفع المشاركون في أشغال الورشات في هذا اللقاء، توصياتهم وأولوياتهم، لحزب التجمع الوطني للأحرار، التي شملت بالأساس قطاعات الصحة والتعليم والشغل، بالإضافة إلى قطاع البنية التحتية والبيئة وجمالية المدينة.