في إطار جهود التواصل والتفاعل مع قضايا المجتمع، عقدت المنظمة الجهوية للمرأة التجمعية لجهة فاس مكناس بتعاون مع التنسيقية الإقليمية بفاس الجنوبية، لقاء تواصليا تحت عنوان “مدونة الأسرة وتحديات التعديل: نحو ترسيخ الدولة الاجتماعية وعدالة أسرية ومجتمعية مستدامة”، بتأطير من عدد من قيادات الحزب وخبراء وأساتذة جامعيين.
وعرف هذا اللقاء، الذي حضره حوالي 800 مناضلة ومناضل لحزب التجمع الوطني للأحرار، نقاشا مستفيضا وإيجابيا حول مختلف المواضيع المرتبطة بالأساس مع تعديل مدونة الأسرة، الذي أمر به جلالة الملك محمد السادسن نصره الله، وأيضا مختلف القضايا التي تهم الأسرة المغربية، سواء من خلال مداخلات مؤطري الندوة، وأيضا من خلال مداخلات المواطنات والمواطنين الذيين حضروا فعاليات هذا اللقاء.
وبهذه المناسبة، قال محمد أوجار، عضو المكتب السياسي للحزب، إن على المغاربة أن يطمئنوا بشأن ملف تعديل مدونة الأسرة، لأنه يحظى باهتمام شخصي من طرف أمير المؤمنين، جلالة الملك محمد السادس، نصره الله، مضيفا “أن المغرب دولة إسلامية ويعتنق الإسلام منذ أكثر من 12 قرنًا، ويحكمه ملك له صفة أمير المؤمنين، وبالتالي فلا يمكننا أن ننتظر من أحد أن يعلمنا الدين الإسلامي”.
وأبرز أن هذا اللقاء التواصلي كان فرصة لشرح التوجهات والخطوط العامة والأفكار الكبرى التي تتفاعل في أوساط المجتمع المغربي في أعقاب الإعلان عن حصيلة أعمال الللجنة التي نصبها أمير المؤمنين، حفظه الله، لتعديل وتنقيح مدونة الأسرة مناسبة للاستماع للمواطنات والمواطنين.
وتابع “وللتأكيد على ثقتنا في مؤسسة إمارة المؤمنين والمجلس العلمي الأعلى واللجنة الحكومية وكل المكؤسسات المعنية بتنقيح وتعديل مدونة الأسرة، على أن الحصيلة النهائية ستكون تعبيرا عن قدرة الفقه المغربي المتميز عبر التاريخ على إيجاد الفتاوى الضرورية القادرة على استمداج طموحات النساء والرجال وتكريس المصلحة الفضلى للأطفال”.
وأضاف أوجار “نحن نسعى إلى مدونة أسرة لدعم تماسك الأسرة للتأكيد على تميز الهوية المغربية ولسنا في مجال دعم هذا الطرف على ذاك، والحكومة اليوم منكبة على إعداد مشروع القانون الذي سيستلهم كل العمل الذي تم في إطار اللجنة وسيستلهم ما أفتى العلماء بجوازه وبعدم اصطدامه مع المقاصد الأساسية والكبرى للشريعة الإسلامية”.
من جهته، نوّه محمد شوكي، عضو المكتب السياسي للحزب والمنسق للجهوي للحزب بجهة فاس-مكناس، بنجاح هذا اللقاء المهم، مبرزا أهمية النقاش الذي تمت إثارته خلال فعالياته، مشيدا بالحضور الكبير لمناضلات ومناضلي الحزب لهذه الندوة العلمية.
وأضاف أن المنظمة الجهوية للمراة التجمعية ارتأت أن تتطرق في هذه الندوة العلمية لإصلاح مجتمعي كبير ألا وهو الإصلاح الذي أمر به جلالة الملك محمد السادس، نصره الله، بخصوص مدونة الأسرة والتجليات والتطورات التي وقعت لحد الآن بعد أن كلف جلالته، اللجنة اللي أعطت رأيها، وبعد ذلك مخرجات هذا العمل والنقاش العمومي الذي يدور قبيل أن تصيغ لجنة حكومية هذه المدونة في إطار تشريعي سيأتي إلى البرلمان.
وتابع “استمعنا لمدلاخلات الأكاديميين والسياسيين، أطرها محمد أوجار واستمعنا لنقاش القاعة والإرهاصات التي عند بعض النساء بخصوص دعم التماسك الأسري والتطورات التي ستعرفها الأسرة المغربية في ظل هذه التحولات التشريعية المجتمعية”.
من جانبها، أكدت زينة شاهيم، عضو المكتب السياسي للحزب ورئيسة المنظمة الجهوية للمرأة التجمعية بجهة فاس مكناس، إن منظمة المرأة التجمعية كانت وستظل دائما صوتا نسائيا قويا يهدف إلى تعزيز مكانة المرأة في المجتمع المغربي والدفاع عن حقوقها، وتمكينها من أداء دوره الريادي في مختلف المجالات.
وأشارت إلى أن المنظمة منذ تأسيسها، وضعت نصب أعينها قضايا الأسرة المغربية كأولوية، إدراكا منها بأن الأسرة هي النواة الأساسية لأي مجتمع قوي ومستدام، مضيفة “وقد عملنا من خلال برامجنا ومبادراتنا المتنوعة على توفير فضاءات للحوار البناء والمثمر، الذي يهدف الى تعزيز دور المرأة، والمساهمة في صياغة رؤى مستقبلية تحقق العدالة الاجتماعية وتعزز التماسك الأسري”.
واليوم، تضيف شاهيم “يأتي هذا اللقاء ليؤكد من جديد التزامنا بدعم الجهود الوطنية الهادفة إلى تحديث مدونة الأسرة بما يتماشى مع متطلبات العصر ويحترم في الوقت ذاته خصوصياتنا الثقافية والاجتماعية، ونحن في هذا السياق، نؤمن بان العدالة الأسرية ليست مجرد قانون أو نصوص مكتوبة، بل هي أساس لتحقيق التنمية الشاملة والمستدامة”.
وتابعت: “ومن هذا المنطلق، نعمل جاهدين على التوعية والتأطير ودعم مشاركة المرأة في الحياة العامة والسياسية والاقتصادية”.