اختتمت الفدرالية الوطنية للمرأة التجمعية، أول أمس السبت بوجدة، سلسلة اللقاءات الجهوية التي انطلقت شهر يونيو 2022 بجهة الداخلة واد الذهب، خلال لقاء نظمته المنظمة الجهوية للمرأة التجمعية بجهة الشرق، تحت شعار “مكانة الأسرة في السياسات العمومية.. نحو تعزيز أفضل لمقاربة النوع وحماية حقوق الطفل”.
وشارك في تأطير هذا اللقاء كل من أمينة بنخضراء، عضوة المكتب السياسي ورئيسة الفيدرالية الوطنية للمرأة التجمعية، وأعضاء المكتب السياسي، محمد أوجار، وأنيس بيرو، ومحمد صديقي وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات.
كما عرف هذا اللقاء مشاركة كل من زوليخة إرزي، رئيسة منظمة المرأة التجمعية بجهة الشرق، وزينة إدحلي، رئيسة منظمة المرأة التجمعية بجهة سوس ماسة، ونائبة رئيس مجلس النواب، والنائبة البرلمانية وعضوة المكتب السياسي زينة شاهيم والبرلمانية فاتن الغالي، ومحمادي توحتوح رئيس المنظمة الجهوية للشبيبة التجمعية بجهة الشرق.
وبهذه المناسبة، أكد المتدخلون أن وضعية المرأة عرفت خلال العقدين الأخيرين تطوراً إيجابياً بفضل السياسات المستنيرة لصاحب الجلالة، حيث كانت هناك عدة تحولات جذرية ومهمة، لاسيما من الناحية القانونية، مشيرين إلى مدونة الأسرة في صيغتها لسنة 2004، وقانون الجنسية سنة 2007، والدستور الجديد سنة 2011، إلى جانب قوانين أخرى تناهض العنف ضد المرأة، وبرامج لتمكينها في مجالات متعددة.
كما شدد المشاركون في اللقاء أن جميع هذه البرامج أعطت ثمارها، لكن للأسف لا تزال المرأة المغربية تعيش مشاكل وتواجه صعابا في بعض المناطق، لاسيما القروية منها، سواء فيما يتعلّق بولوجها إلى المدرسة أو التغطية الصحية الكاملة أو المداخيل الاقتصادية.
وفي سياق آخر، دعا المشاركون إلى العودة إلى سنة 2000 لمقارنة وضع المرأة آنذاك بوضعها الحالي، مؤكدين في الوقت ذاته حاجة المرأة إلى تمكين سياسي واقتصادي. كما أشاروا إلى أن المرأة القروية تعد أكثر هشاشة من غيرها في باقي مناطق المغرب، مبرزين أن 70 في المائة من النساء القرويات نشيطات في القطاع الفلاحي والزراعي وقطاعات مرتبطة بالمجال القروي، دون أن يمنحهن ذلك استقلالا أو تمكيناً اقتصادياً.
وفي مختلف تدخلات المشاركين، أجمعوا على أنه لا بد من مواصلة اقتراح سبل النهوض بوضعية المرأة التي يوليها الملك محمد السادس- باعتباره المدافع الأول عنها- اهتماما خاصاً ويؤمن بدورها في تكوين أسر ومجتمع متوازن.
واعتبروا أن موضوع المرأة “بالغ الأهمية من الناحية الاجتماعية”، مشيرين إلى أنه على الرّغم من صعوبة الاشتغال على هذا الموضوع في ظل تعدد الأفكار والمذاهب والمعتقدات، كان المغرب رائداً في إخراج مدونة الأسرة، التي وصفوها بـ”الإنجاز التاريخي الكبير بالنسبة لدولة عربية مسلمة”. وأكدوا أن هذه المدونة تشمل أمورا لا توجد في أي دولة عربية أخرى.
وفي الختام أكد الحضور على أن هذا اللقاء هو بمثابة محطة بارزة من المحطات التي تسهر الفدرالية الوطنية للمرأة التجمعية على تنظيمها، معتبرين إياه فرصة لتجديد التواصل بين أعضاء الحزب في مختلف جهات المملكة، استعدادا للمنتدى الوطني المرتقب أن تحتضنه مدينة مراكش في الرابع من مارس المقبل، ومشددين على أن هذا اللقاء يزكي الدينامية التي يعرفها الحزب قبل الانتخابات ومنذ تقلد عزيز أخنوش لمنصب رئيس الحزب.
