طالب فريق التجمع الوطني للأحرار الحكومة بضرورة إلغاء الإجراء المتمثل في الحجر لمدة 10 أيام في حق الجالية المغربية.
وقال لحسن أدعي، المستشار التجمعي بالغرف الثانية للبرلمان، في سؤال وجّهه اليوم الثلاثاء، للوزيرة المنتدبة لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج، إن مغاربة العالم يعيشون ظروفا استثنائية وصعبة جدا، ويريدون هذه السنة العودة إلى أرض الوطن بعد سنتين من المعاناة والغربة، حيث ضاقت بهم السبل بعدما أصبحوا يعيشون ظروفا نفسية واقتصادية ضيقت عليهم الخناق.
وفي هذا السياق، ثمّن أدعي باسم فريق التجمع الوطني للأحرار، نثمن موقف جلالة الملك النبيل، الإنساني والحازم، حيث تدخل في الوقت المناسب لرفع الغبن والضيق الذي لحق رعايا جلالته المقيمين بالخارج، مضيفا “موقف لا يسعنا إلا أن نهنئ أنفسنا عليه كمغاربة، حيث ترك ارتياحا واسعا في الداخل والخارج، جاء ليعزز التميز المغربي، وينضاف إلى سجل حسنات هذا الملك الشهم، الإنسان والمواطن”.
وفي تعقيبه على جواب الوزيرة المنتدبة، أكد أدعي أن مغاربة العالم يعانون أكثر من مغاربة الداخل بفعل الآثار النفسية التي تركتها الجائحة، والبعد عن العائلة لمدة ناهزت السنتين، والعطالة، والنقص الحاد في المداخيل، وضعية اقتصادية هشة يعيشها مغاربة العالم، مضيفا أن بلاغ الحكومة في الخميس الماضي بخصوص استئناف الرحلات في إطار تراخيص استثنائية، جاء متأخرا وأثر بشكل سلبي على استعدادات الجالية من أجل العودة.
وأضاف أن مضمون البلاغ وتقسيم الدول أربك حسابات البعض من الجالية المغربية، مشيرا إلى أن برنامج تمنيع المغاربة من الوباء عبر مواصلة عملية التلقيح يسير بخطى إيجابية جدا، وحققت فيه بلادنا بفعل حنكة وتبصر جلالة الملك نتائج إيجابية ومريحة، جعلت بلادنا، في مصاف الدول الرائدة.
وفي هذا الإطار، اقترح أدعي باسم الفريق التجمعي، حذف مدة 10 أيام للحجر كإجراء غير عادل يستحيل ضبطه مع التشديد في الإجراءات الاحترازية.
بالرغم من كل ذلك، يضيف المتحدث نفسه “أعلنتم عن إجراءات العودة والاستقبال، ولكن تبين لنا من خلال جوابكم أنكم لم تأخذوا بعين الاعتبار الأوضاع الاقتصادية للجالية، والتي تبقى مزرية، حيث كان السفر إلى المغرب شبه مستحيل بالنسبة للعديد من الأسر”، مردفا “فلولا التدخل الملكي الحازم الذي جاء في وقته، لكانت الكارثة ولما استطاع مغاربة العالم العودة إلى أرض الوطن بعد سنتين من الشقاء والعزلة”.
وتابع “رغم كل هذه المجهودات التي عبرتم عنها، نراها ضئيلة مقارنة مع حجم التضحيات التي تقوم بها الجالية لصالح الوطن على جميع المستويات، حيث يعد تدبير هذه العودة بعد سنة ونصف من الجائحة تدبيرا مرتبكا ومتعثرا”.
وهذا، يضيف أدعي، “ينضاف إلى سلسلة من الإخفاقات التي صاحبت تدبير ملف مغاربة العالم في شموليته، بدءاً من عدم تجديد مجلس الجالية، وانتهاءً بعجز الحكومة في إقرار تمثيلية صريحة وواضحة لمغاربة العالم في المؤسسات المنتخبة، في انتظار تنزيل النموذج التنموي الجديد الذي جعل من إشراك مغاربة العالم في تنمية الوطن أحد مرتكزاته الأساسية ورافعة للتنمية الشاملة التي نتوخاها جميعا لبلدنا”.