طالب فريق التجمع الوطني للأحرار بمجلس المستشارين في سؤال موجه لوزير الصحة، بضرورة استثمار فرصة هذه التعبئة الجماعية التي عبرت عنها بلادنا بكافة مؤسساتها لمواجهة وباء فيروس كورونا المستجد، لإعطاء انطلاقة جديدة للقطاع الصحي.
ووجه لحسن أدعي، المستشار البرلماني عن حزب “الأحرار”، سؤالا شفويا آنيا لوزير الصحة، حول الإجراءات التي اتخذتها وزارة الصحة لمحاصرة فيروس كورونا، وتحصين الأطر الطبية والتمريضية ومستخدمي القطاع الصحي بشكل عام من انتشار هذه الجائحة.
وفي تعقيبه على جواب الوزير، هنأ أدعي هذا الأخير على الجهود الجبارة لمحاصرة هذه الجائحة رفقة الفريق الطبي المدني والعسكري الذي يشتغل ليل نهار، لتجنيب المواطنات والمواطنين مضاعفات هذا الداء في جميع مستشفيات المملكة، مشيدا كذلك بالمهنية العالية التي تتعامل بها الوزارة في نقل المعلومة حول الجائحة.
ومع ذلك، يضيف أدعي مخاطبا وزير الصحة، أن المرحلة تستدعي المزيد من التعبئة، والمزيد من الصرامة، والمزيد من اليقظة داعيا باسم فريق الأحرار بمجلس المستشارين، كافة المواطنات والمواطنين إلى البقاء في منازلهم.
وهي مناسبة، أيضا يضيف المتحدث نفسه، “نشكر فيها جلالة الملك محمد السادس حفظه الله على كل الإجراءات الاستباقية التي قام بها في إقرار حالة الطوارئ الصحية”. وأردف قائلا: “هذا الملك الشهم الذي سيسجل له التاريخ بمداد من الفخر والاعتزاز ما قام به لصالح شعبه في هاته الفترة العصيبة، والتي نرى فيها كبريات الدول تنهار أمام هذه الجائحة، وتواجه أصعب أزمة، لم يعش العالم مثيلا له منذ أزمة الكساد الكبير لسنة 1929”.
لذلك، يؤكد المستشار البرلماني، أنه “من الواجب علينا اليوم أن نفتخر ببلادنا، وأن نثمن ما حققناه، علما أننا لا نتوفر لا على مستشفيات أوروبا أو أمريكا ولا على إمكانياتهم الاقتصادية الهائلة”.
وبالتالي، يضيف أدعي، “فاستباقية هذا الملك المواطن وتفضيله للإنسان المغربي على الاقتصاد هي التي خلقت الفارق، لأنه كان يعلم علم اليقين أن إمكانياتنا الطبية محدودة جدا، ما دفعه إلى الإسراع بخلق صندوق خاص لهذه الجائحة، كان أول المساهمين فيه، وهي فكرة رائدة لتعزيز الخدمات الصحية التي استطاع إلى جانب إمكانيات الطب العسكري من توفير ما يناسب المرحلة”.
وأضاف قائلا: “لقد بينا للعالم بأسره بأن تلاحم الشعب المغربي مع ملكه في هذه المرحلة، من خلال الاستجابة التلقائية لكل ما بادرت إليه الحكومة والبرلمان، تحت الإشراف المباشر لجلالة الملك، هو أحد دعائم وقوة نظامنا السياسي المغربي”، مردفا: “لذلك لا يسعنا إلا أن نشجعكم على تعزيز الخدمات الصحية بكل جهات المملكة، والعمل على استثمار تداعيات هذه الجائحة لتطوير أداء المرفق الصحي ببلادنا وتوفير الإمكانيات له، والإسراع في بناء المراكز الاستشفائية الجامعية في ما تبقى من جهات المملكة، واعتماد ركائز الجهوية المتقدمة في هذا القطاع على وجه الخصوص”.
وأشار أدعي أن فريق “الأحرار” يرى أنه من الضروري استثمار فرصة هذه التعبئة الجماعية التي عبرت عنها بلادنا بكافة مؤسساتها، لإعطاء انطلاقة جديدة للقطاع الصحي، والاستفادة من هذه الدينامية التي خلقتها هذه الجائحة.