أشاد فريق التجمع الوطني للأحرار بمجلس المستشارين، بالتعاطي الصارم للقوات المسلحة الملكية وقائدها الأعلى جلالة الملك محمد السادس حفظه الله مع الاستفزازات المتكررة لميليشيا البوليساريو في المعبر الحدودي الكركرات.
وجاء ذلك، في مداخلة محمد البكوري، رئيس الفريق، خلال الجلسة العامة لمناقشة الجزء الأول من مشروع قانون المالية 65.20 للسنة المالية 2021، وهو آخر مشروع قانون مالي من عمر هذه الحكومة.
وقال البكوري إن القوات المسلحة الملكية حافظت من خلال هذه العملية على مرور البضائع والأشخاص بشكل آمن، في هذا المركز الحدودي والتجاري الذي يربط الشمال بالجنوب، منوها باسم الفريق، بردود الفعل الدولية التي كانت إيجابية ونوهت بالتصرف المغربي الحازم والجريء لطرد هذه العصابات التي تعكر أجواء الأمن والاستقرار بالمنطقة، وتتاجر بالأسلحة والمخدرات، مما أرجع الأمور إلى طبيعتها.
وأكّد فريق “الأحرار” على ضرورة تقوية الجبهة الداخلية وراء جلالة الملك، منددا بمواقف الخنوع والخيانة الذي عبرت عنه بعض الأطراف داخل الوطن، مبرزا لهم أن حرية التعبير تقف وتغلق عندما يتعلق الأمر بثوابت الأمة وقضاياها العادلة من قبيل سيادتنا على أرضنا وترابها الغالي، أوفياء لشعارنا الخالد الله، الوطن، الملك.
هذا المسار الطويل الذي سرنا عليه والمتجدد، يضيف البكوري في مداخلته، تعزز بالنجاح الباهر للمؤتمر الوطني الاستثنائي الأخير، الذي شارك فيه حوالي 2300 مؤتمرا ومؤتمرة عن طريق المحادثة المصورة في سبق سياسي متميز، وبمشاركة الجهة 13، ساهم فيه بنات وأبناء الجالية المغربية بالخارج في بلدان الإقامة، بالرغم من ظروف الجائحة.
وتابع: “حيث جددنا فيه الثقة في الأخ الرئيس عزيز أخنوش وفي كافة هياكل الحزب ومؤسساته، رافعين شعار الانتماء للوطن والدفاع عن ثوابته”.
وأشار البكوري إلى أن هذه الدينامية المتجددة تعززت أيضا بانخراط جبهة العمل السياسي الأمازيغي في دعم مشروعنا السياسي الواعد، مردفا: “فتحنا من خلالها الباب لأبناء الحركة الأمازيغية، من أجل النضال داخل المؤسسات بما يخدم مجمل القضايا الوطنية وعلى رأسها القضية الأمازيغية، بعد حوار مضني وشاق دام أكثر من ثلاثة سنوات”.
وفي سياق دفاع “الأحرار” المستميث على ثوابت الأمة دائما، استنكر البكوري بشدة ما يتعرض له الإسلام والمسلمون في مختلف بقاع العالم من اضطهاد وعنصرية بفعل توالي الرسومات والتصريحات المسيئة لرسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، مضيفا “وإذ ندين هذا السلوك في حق رسول الإنسانية الأعظم، نؤكد أن هذا الأمر مناف للحرية، ولقيم التعايش ما بين الحضارات والأديان ولا علاقة له بالمطلق بحرية التعبير، متشبثين في هذا الإطار بالموقف الثابت، الذي عبرت عنه المملكة المغربية، تحت القيادة الرشيدة لمولانا أمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس حفظه الله”.
وبخصوص القضية الوطنية، أكد البكوري على أن جلالة الملك “دافع عن سيادة قرارنا السيادي على حدودنا البحرية والبرية، وتعاطى بشكل إيجابي مع جيراننا وأصدقائنا لما فيه مصلحة بلداننا، بمنطق مبدأ رابح رابح”.
وتابع: “فلأول مرة تنكشف الجزائر كدولة طرفا مباشرا في هذا النزاع، وتقف حجرة عثرة أمام الحل الأممي السلمي ومبادرة الحكم الذاتي الموسع تحت السيادة المغربية، بل وتجعل من جماعة البوليساريو قاعدتها الخلفية، توفر لها الحماية والتمويل، تقوم بحرب بالوكالة”.
وبعد ذكّر بأن هذا الموقف هو الذي عبرت عنه الأمم المتحدة بكل وضوح، أكد البكوري على ضرورة “بقاء قواتنا يقظة لحماية التجارة الدولية في هذا المعبر الحدودي، وأن تمضي بلادنا في بناء الأوراش المهيكلة؛ كالطريق السريع تزنيت العيون الداخلة وصولا إلى الكركارات”، منوها بمبادرة تجهيز هذه المنطقة وإقامة منطقة صناعية حرة وبناء مسجد كبير، إضافة إلى ميناء الداخلة الأطلسي.
وأضاف “فعلى الأمم المتحدة أن تتحمل مسؤوليتها إلى جانب جيراننا لمساعدة المغرب على تنمية المنطقة وضمان أمنها”.
وهي مناسبة أيضا، يضيف البكوري”نقف فيها وقفة إجلال وإكبار لرجال القوات المسلحة الملكية، ورجال الدرك الملكي، والوقاية المدنية، ورجال القوات المساعدة، وكل الأجهزة الأمنية الساهرة اليوم على حماية حدودنا وحماية أمننا الصحي بتواجدها في الصفوف الأمامية لمواجهة الجائحة، وتصديها كذلك للظاهرة الإرهابية التي نشطت خلال فترة الجائحة”.
وخلص البكوري إلى القول “كما يجب أن نرفع القبعة لإدارة الأمن الوطني، والمكتب المركزي للأبحاث القضائية “البسيج”، مهنئينهم على المقاربة الاستباقية في التعاطي مع هذه الظاهرة، باحترافية عالية تستحق كل التنويه والتقدير والإشادة التي تجاوزت الحدود الوطنية، منددين بالتصريحات المتهورة وغير المسؤولة لبعض الأشخاص النكرة التي تحاول الإساءة لمؤسسة الأمن الوطني، مثمنين ما تضمنه البلاغ الصادر عن وزارة الداخلية يوم أمس”.