أكدت أسماء غلالو عمدة مدينة الرباط، أمس الأربعاء في كيسومو، أن الثقافة هي أداة للتنمية المستدامة ، تدعم القطاعات الاقتصادية من قبيل السياحة الثقافية وصناعة المعرفة التي تخلق فرص عمل لائقة وتساهم في تنشيط الاقتصاد المحلي.
وأوضحت غلالو خلال جلسة ترأستها حول موضوع “السياسات الثقافية المحلية والتنمية المستدامة: التهديدات والفرص في المدن الوسيطة الإفريقية”، في إطار الدورة التاسعة لقمة المدن الإفريقية (كيسومو 17-21 مايو)، أنه “حتى لو لم تكن جزء ا من أهداف التنمية المستدامة السبعة عشر ، تظل الثقافة إجمالا حاضرة في جميع أهداف التنمية المستدامة”.
وأشارت إلى أن العمل المنجز في السنوات الأخيرة يشهد على المكانة التي تحتلها المسألة الثقافية بالنسبة لبلدية الرباط التي تحرص على انخراط المجتمع المدني ومختلف القطاعات الوزارية مع تطبيق شراكة متعددة الأبعاد، مذكرة بأنه تم إدراج عاصمة المملكة في التراث العالمي لليونسكو منذ عام 2012.
وقالت غلالو إن مدينة الرباط قادرة على احتضان الحداثة مع الحفاظ على جوانبها الأصيلة وتثمينها، مشيرة إلى الجهود الكبيرة لحماية وتثمين التراث المعماري والعمراني و الطبيعي والاجتماعي والثقافي ذي البعد الكوني.
ودعت، في هذا الصدد، إلى تضمين السياسات والبرامج وخطط التهيئة الحضرية والجهوية المباني والمواقع والتجمعات والمواقع الطبيعية ذات القيمة الثقافية ، وضمان حمايتها.
كما دعت غلالو، من خلال السياسات الثقافية الحضرية والجهوية، إلى ضمان تنمية حياة ثقافية محلية وإبداعية وتشاركية ، فضلا عن تدبير تعددي للتنوع ، يستهدف النهوض بالأنشطة الرامية إلى زيادة الوعي بين السكان وصناع القرار، بأهمية مراعاة العوامل الثقافية في عملية التنمية المستدامة.
وبالنسبة لعمدة الرباط، فإنه من الضروري إشراك المواطنين والمجتمعات المحلية بشكل مباشر في برامج الحفاظ على التراث ووضع قائمة بأفضل الممارسات في سياسة التراث. كما دعت إلى السهر على أن تحترم السياحة الثقافات والبيئة وأن تستخدم المداخيل التي تدرها في الحفاظ على الموارد بشكل عادل.
يذكر أن قمة المدن والحكومات المحلية المتحدة الإفريقية “أفريسيتي”، التي تنظم تحت شعار “مساهمة المدن الوسيطة بإفريقيا في تفعيل أجندة 2030 للأمم المتحدة وأجندة 2063 للاتحاد الإفريقي”، هي الحدث الإفريقي الأبرز لإفريقيا، وتهدف إلى معالجة القضايا الرئيسية، بناء على رؤية إفريقيا 2063، وبالتالي المشاركة في النقاش الذي افتتحته مفوضية الاتحاد الإفريقي بهدف تنفيذ هاته الرؤية.
كما تجسد “أفريسيتي” الرغبة في تعزيز دور الجماعات الترابية في تنمية القارة والمساهمة في تحقيق تكامل ووحدة إفريقيا في مجالاتها الترابية. وتشكل كذلك فضاء للحوار حول دور اللامركزية في تحسين حكامة الشؤون العامة المحلية بإفريقيا. وتشهد القمة مشاركة 5000 مؤتم ر إفريقي ودولي، ضمنهم رؤساء المدن والجماعات الترابية، والوزراء، و المنتخبون المحليون، وممثلو الإدارات المركزية والجهوية وكذا الخبراء.