أكدت فاطمة الزهراء عمور، عضوة المكتب السياسي لحزب التجمع الوطني للأحرار، أن الحكومة اتّخذت قرارات مهمة وسريعة وركزت على جانبين متمثلين في ورش الدولة الاجتماعية وإنعاش الاقتصاد الوطني.
ووصفت عمور، التي كانت تتحدث خلال أول لقاءات “نقاش الأحرار” لتقييم حصيلة الجماعات الترابية المنعقد في مدينة الداخلة، السبت 26 أبريل، ورش الدولة الاجتماعية بـ “الإنجاز المهم والكبير” الذي انتظره المغاربة لسنوات عديدة، في وقت تمكنت الحكومة من تنزيل هذا الورش الملكي في 3 سنوات لا غير، وبات 11 مليون مغربي يستفيدون من “آمو تضامن”، زيادة على تنزيل برامج “الدعم الاجتماعي المباشر” و”دعم السكن” وهي إنجازات مهمة.
وذكّرت فاطمة الزهراء عمور، بعدد من الإجراءات المتخذة من طرف الحكومة للمحافظة على القدرة الشرائية للمواطنين المغاربة، ما ساهم في خفض التضخم إلى ما دون 1 بالمائة. كما ركّزت الحكومة على الاستثمار وخلق فرص الشغل الخاصة بالشباب، الأمر الذي يهم جميع القطاعات الإنتاجية بما فيها قطاع السياحة.
وأفادت وزيرة السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، أن الحكومة قرّرت الاستثمار في قطاع السياحة باعتباره قطاعا مهما ومنتجا ويشغل عددا كبيرا من المغاربة، ويوفر اليوم 827.000 منصب شغل مباشر، و3 ملايين منصبابصفة غير مباشرة، فضلا عن القطاعات الأخرى المرتبطة به كالصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني المستفيدان من نشاط السياحة.
وأشارت إلى أن الحكومة أطلقت مخططا استعجاليا لدعم القطاع السياحي بقيمة ملياري (2) درهم في أقل من 3 أشهر، هدفه دعم المهنيين لاستئناف مهامهم في أحسن الظروف (عقب جائحة كوفيد 19)، إلى جانب الحفاظ على مناصب الشغل. فضلا عن الاشتغال على خارطة طريق السياحة 2023-2026 التي خصصت لها ميزانية 6 ملايير درهم في سابقة من نوعها.
وأبرزت وزيرة السياحة، أن الحكومة كانت تهدف عبر هذه البرامج إلى الوصول لـ 17 مليون سائح لبلادنا في 2026. وهو ما تحقق بالفعل وأتى بنتائج استثنائية عام 2024 بوصول 17.4 مليون سائح للمغرب، ما يعني أننا “حققنا الهدف المُتوخى عامين قبل موعده”، مؤكدة أن المغرب صار بذلك أول وجهة سياحية في إفريقيا.
وأكدت عمور أن النتائج غير المسبوقة لا تزال مستمرة، إذ استقبل المغرب خلال الأشهر الثلاثة الأولى من عام 2025، 4 مليون سائح، بزيادة 22 بالمائة مقارنة مع 2024، فيرقم قياسي كذلك. واعتبرت أنها مرحلة أولى لتحقيق هدف 26 مليون سائح في أفق 2030.
وأفادت عمور، أن المؤهلات التي يزخر بها المغرب تمكنه من جذب ملايين السياح، شريطة الاستثمار وتوفير الإمكانيات لتحقيق نتائج جيدة، وتنزيل خارطة الطريق التي تعتمد على تصور جديد مبني على تجربة السائح، عبر سلاسل سياحية ترتكز على المؤهلات التي تزخر بها بلادنا والمطلوبة من طرف السياح الأجانب، متمثلة في 14 سلسلة منها سلسلة الرياضات المائية التي ستلعب فيها مدينة الداخلة دورا كبيرا.
وأوضحت أن توفير عرض سياحي مبتكر، يستلزم اتخاذ وتنزيل جملة من الإجراءات عبر تعزيز الربط الجوي، ورفع عدد مقاعد النقل الجوي بـ 20 بالمائة في 2023 و20 بالمائة في 2024، إلى جانب التركيز على الاستثمار في الإيواء السياحي ورفع الطاقة الاستيعابية وكذلك الاستثمار في الترفيه وسد الخصاص فيه وتطويره، دون إغفال الموارد البشرية حتى نتوفر على عرض ملائم بخدمات ذات جودة.
وأفادت عمور أن جهة الداخلة وادي الذهب، تزخر بمؤهلات طبيعية وثقافية مهمة وجذابة، فضلا عن استفادة الداخلة من استثمارات كبيرة في البنيات التحتية، وأكدت أن قطاع السياحة يواكب هذا التطور، على اعتبار الاهتمام الكبير الذي يوليه المستثمرون والسياح الأجانب والمغاربة، ما يجب مواكبته عبر رفعالخطوط الجوية فضلا عن توفير عدة برامج التي يجب أن يستفيد منها شباب الداخلة خصوصا في مجال الاستثمار.
وأكدت وزيرة السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، أنه بات بإمكان الشباب اليوم الاستفادة من برنامج “go سياحة” الذي يهدف إلى مواكبة 1700 مقاولة سياحية ومنح تحفيزات تصل إلى 40 بالمائة، ومن “بنك المشاريع” عبر منصة إلكترونية تتوفر على 200 مشروع نموذجي، ودعت شباب المنطقة إلى الاطلاع على البرامج قصد تحويل الأفكار إلى مشاريع وتنزيلها على أرض الواقع.
وخلُصت عمور إلى أن بلادنا تشهد تطورا كبيرا تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، وتزخر بعدد من فرص الشغل لفائدة الشباب الذين يجب أن يستغلوا الفرص المتوفرة، ووجهت نداء للشباب في إقليم الداخلة لاستغلال الفرص التي لم تتوفر قبلا، والانخراط في ريادة الأعمال وفي السياسة حتى يكونوا فاعلين في التغيير وليسوا مجرد مشاهدين.