أكد عزيز أخنوش، رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار، اليوم السبت، من مدينة طنجة، وفي ختام المحطة الأخيرة من برنامج “مسار الإنجازات”، أن الالتزامات التي قدمها الحزب للمغاربة لم تكن في أي لحظة مجرد شعارات انتخابية أو وعود عابرة، بل شكلت تعاقدًا أخلاقيًا وسياسيًا واضحًا مع المواطنين. وشدد على أن البرنامج الذي عُرض على المغاربة تضمن واجبات محددة تجاههم، وأن الحكومة والحزب يشتغلان بمنطق الجدية والمسؤولية للوفاء بهذه الالتزامات، إيمانًا بأن الثقة التي منحها المواطنون يجب أن تُقابل بالعمل والنتائج الملموسة.
وأوضح أخنوش أن من سينصف هذه الحكومة هو التاريخ والمستقبل، لأن المغاربة سيحاسبونها على ما التزمت به، ولهذا اختار الحزب والحكومة التواصل بالأرقام والمعطيات، وتقديم الدليل على ما تحقق على أرض الواقع وما لا يزال في طور الإنجاز. وأكد أن هذا النهج في الصراحة والوضوح قد يزعج البعض، لكنه لن يثنيهم عن مواصلة العمل والتواصل.
وفي هذا السياق، نوه رئيس الحزب بشركاء الأغلبية الحكومية، معتبرًا أن العمل المشترك بينهم مكن من رد الاعتبار لمؤسسة رئاسة الحكومة وللسلطة التنفيذية، بل ولمفهوم الأغلبية في معناه الحقيقي. وأبرز أن الحكومة أعادت الروح للعمل الجماعي، وقوت التنسيق بين مكوناتها، ودبرت اختلافاتها بروح مسؤولة، واشتغلت كفريق واحد منسجم، واضعة المصلحة العامة فوق أي اعتبار حزبي أو ذاتي، وهو ما ساهم في إنجاح عدد من الإصلاحات والأوراش التي التزمت بها.
وأكد أخنوش أن علاقة حزب التجمع الوطني للأحرار بالمواطنين ليست علاقة موسمية مرتبطة بالمواعيد الانتخابية، بل هي علاقة تعاقد دائم مبني على الثقة والمحاسبة. وشدد على أن التوجيهات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، تشكل بوصلة أساسية في هذا التوجه، إذ تحث على الحضور الميداني الدائم، والتواصل المستمر مع المواطنين، والاستماع إلى انشغالاتهم، وشرح السياسات العمومية وتأثيرها على حياتهم اليومية. واعتبر أن التواصل ليس خيارًا، بل ضرورة وواجبًا يجب القيام به بمسؤولية واستمرارية، لأن المواطن يظل أساس وغاية كل سياسة عمومية.
وفي هذا الإطار، أوضح أن برنامج “مسار الإنجازات” لا يندرج فقط ضمن الجولات التواصلية، بل يشكل بالأساس آلية لتقييم العمل المنجز، ورصد النقاط التي تحتاج إلى تقوية، والأوراش التي تتطلب تسريع الوتيرة. وأكد أن الحزب لا يخاف من النقد، بل يعتبره عنصر قوة وفرصة للتصحيح، مشيرًا إلى الجرأة التي تحلى بها مناضلو الحزب وقياداته للخروج إلى المواطنين، والتحدث معهم بعفوية، والاستماع إلى آرائهم حول ما تحقق وما لم يتحقق بعد، وما يحتاج إلى مراجعة أو إصلاح.
وأشار أخنوش إلى أن هذا المسار مكن من تعميق فهم انتظارات المغاربة، حيث شارك أكثر من 15 ألف مواطن في تحديد أولوياتهم عبر منصة “إنصات”، وتم تنظيم أكثر من 80 لقاءً في مختلف جهات المملكة، إضافة إلى مشاورات مصغرة شملت أزيد من 800 مواطنة ومواطن. كما تم تنظيم جولات “نقاش الأحرار” التي شملت 77 جماعة حضرية وقروية، بحضور آلاف المنتخبين وفعاليات المجتمع المدني والمواطنين، ليصل مجموع ساعات الإنصات والنقاش إلى أكثر من 500 ساعة.
وأكد أن خلاصات هذه اللقاءات أظهرت أن المواطنين يشعرون بأن المغرب يسير في الاتجاه الصحيح، وأن حياتهم اليومية تعرف تحسنًا ملحوظًا، رغم استمرار تحديات كبرى، خاصة في ما يتعلق بجودة وتعميم الخدمات العمومية، وعلى رأسها الصحة والتعليم، وتسريع خلق فرص الشغل، وحماية القدرة الشرائية. واعتبر أن هذه المطالب مشروعة وتتقاطع مع الأولويات التي تشتغل عليها الحكومة، مضيفًا أن التفاؤل والثقة في مستقبل البلاد والأجيال القادمة يبقيان عنصرًا محفزًا لمواصلة العمل وبذل مزيد من الجهود.
واعتبر عزيز أخنوش أن “مسار الإنجازات” و“نقاش الأحرار” شكلا فرصة حقيقية لتقييم العمل الحكومي والحزبي على المستويين الوطني والمحلي، وللوقوف على ما تحقق وما تبقى. كما نوه بالنجاح التنظيمي الكبير للمحطات الجهوية، التي عرفت مشاركة واسعة تجاوزت 38 ألف شخص، معبرًا عن شكره للمنسقين الجهويين والإقليميين، والمنتخبين المحليين، وكل هياكل الحزب، ومؤكدًا أن هذه المحطات عكست وحدة الحزب وتماسكه، وقدرته على العمل برؤية واحدة وأهداف مشتركة لخدمة الوطن والمواطن.




