قال محمد صديقي، وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، أمس الإثنين بالرباط، إن ريادة الأعمال تعد من العوامل الأساسية لتحفيز الاقتصاد الفلاحي والقروي.
وأبرز الوزير، في كلمة بمناسبة افتتاح أشغال مناظرة من تنظيم مجموعة القرض الفلاحي للمغرب ووزارة الفلاحة حول موضوع “تشجيع الشباب على الاستثمار والمقاولة في المجال الفلاحي والقروي”، أن “ريادة الأعمال والنشاط المقاولاتي ليست مجرد وسيلة للإدماج المهني للشباب في سوق العمل فحسب، بل هي أيضا من العوامل الأساسية لتحفيز الاقتصاد الفلاحي والاقتصاد القروي بصفة عامة”.
ولبلوغ هذا الهدف، أكد الوزير أنه يتعين اتخاذ العديد من الإجراءات من ق ب ل مختلف الفاعلين المعنيين، من مؤسسات الدولة وقطاع خاص وتنظيمات مهنية، والتي تعتبر أدوارها ضرورية ومتكاملة للمساعدة في تعزيز وتأسيس دينامية ريادة الأعمال.
وأشار في هذا الصدد، إلى أهمية الدفع بالنشاط الفلاحي والأنشطة الموازية له ليكون أكثر جاذبية للمستثمرين الشباب، وخلق فرص الشغل من قبل المستثمرين وإتاحة الفرص لتحسين مهارات شباب العالم القروي من خلال زرع ودفع قيم المقاولة والابتكار.
وفي السياق ذاته، أبرز الوزير أن موضوع تشجيع وجذب الشباب للاستثمار في الأنشطة الفلاحية، خاصة بالمجال القروي، يعد محورا جوهريا في صلب استراتيجية “الجيل الأخضر”، التي تضع العنصر البشري في صلب معادلة التنمية، وذلك بالعمل على انبثاق طبقة متوسطة فلاحية وتحسين ظروف العيش والاستقرار في العالم القروي، وتحفيز التشغيل. كما ذك ر بأن هذه الاستراتيجية تروم ضمان مواصلة وتحصين دينامية القطاع واستدامة التنمية الفلاحية.
من جهته، أبرز رئيس جامعة الغرف الفلاحية بالمغرب، الحبيب بن الطالب، أهمية استراتيجية تنمية القطاع الفلاحي “الجيل الأخضر 2020-2030″، مشيرا إلى أن هذه الأخيرة توجد في صلب النموذج التنموي الجديد.
وسجل بن الطالب في مداخلته ضمن ندوة تمحورت حول ريادة الأعمال في صفوف الشباب والنهوض بالطبقة الوسطى الفلاحية والقروية، منظمة في إطار هذه المناظرة، أن الاستراتيجية المذكورة تضع العنصر البشري في صلب اهتماماتها بهدف المساهمة في النهوض بالرأسمال البشري وإعطاء دينامية للشباب بالوسط القروي.
وقال إن هذه الاستراتيجية ستساهم أيضا في انبثاق طبقة وسطى فلاحية قادرة على الاضطلاع بدور مهم في التوازن الاجتماعي والاقتصادي والدفع بعملية هيكلة الفلاحين.
وأكد رئيس الكونفدرالية المغربية للفلاحة والتنمية القروية (كومادير) محمد العموري، من جهته، على ضرورة النهوض بريادة الأعمال في الوسط القروي، مبرزا أنها تكتسي أهمية بالغة من حيث خلق فرص الشغل ودر المداخيل.
وركز في هذا الصدد، على ضرورة تأطير ومواكبة المهنيين في القطاع الفلاحي، مشددا على أهمية تقديم دعم بشري ومالي وتقني قوي للفلاحين الشباب.
وشكل هذا اللقاء، الذي عرف مشاركة الجهات المعنية الرئيسية بالقطاع الفلاحي والعالم القروي، فرصة أيضا للتفكير مع الفاعلين في القطاع بهدف الانكباب بشكل مشترك على تحديد الإجراءات والآليات التي ينبغي تفعيلها والكفيلة بالنهوض بريادة الأعمال في صفوف الشباب بالوسط القروي.
ويهدف تنظيم هذا اللقاء جعل قطاع الفلاحة والأنشطة الموازية له أكثر جاذبية للمستثمرين الشباب باعتباره قطاع استثماري وليس فقط معيشي، وأيضا كونه قطاع غني بالفرص والإمكانات لتشغيل الشباب وتنشيط اقتصاد المجال القروي وخلق طبقة فلاحية متوسطة.
وفي هذا الإطار، يتميز تنزيل استراتيجية الجيل الأخضر بوضع نظام مواكبة يعتمد على عرض مندمج ومتكامل يشمل الدعم المالي للمشاريع عبر تحفيزات صندوق التنمية الفلاحية، وكذا المواكبة التقنية.
وهكذا، فقد وضعت وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، نظام مواكبة جديد خاص بحاملي المشاريع الفلاحية وفقًا للممارسات الفضلى لريادة الأعمال، والذي يرتكز على وضع نظام الشباك الوحيد خاص للشباب حاملي المشاريع الفلاحية على المستوى الجهوي والمسمى “المركز الجهوي للمقاولين الفلاحين الشباب”، والذي يقوم باستقبال وتوجيه وتأطير ومواكبة الشباب حاملي المشاريع، إذ تم إلى غاية اليوم إنشاء هذا الجيل الجديد من المراكز على مستوى ست جهات.
وتعمل هذه المراكز، ذات البعد الجهوي والمحلي وفق منهجية القرب من الشباب حاملي المشاريع عن طريق التواجد المحلي الواسع لتقديم المواكبة بفضل شبكة مراكز الاستشارة الفلاحية التابعة للمكتب الوطني للاستشارة الفلاحية.