قام وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، محمد صديقي، أمس الإثنين، بزيارة ميدانية لإقليم تازة تم خلالها إطلاق عدة مشاريع للتنمية الفلاحية.
وتندرج هذه المشاريع، وضمنها مشروع التنمية القروية المندمجة بالمناطق الجبلية لمقدمة الريف – برودير- ومشروع تكثيف انتاج العسل بإقليم تازة، في إطار تنفيذ البرنامج المندمج لتنمية المجال القروي والمناطق الجبلية في شقه المتعلق بالمشاريع المندمجة والمتكاملة مجاليا والتي تستهدف التنمية الاقتصادية والاجتماعية والممركزة حول التنمية الفلاحية وفق توجهات استراتيجية الجيل الأخضر.
وتمحورت الزيارة أيضا حول تقديم أشغال مشاريع التنمية المندمجة المبرمجة في إطار استراتيجية الجيل الأخضر 2020-2030 بإقليم تازة، وتقديم وإطلاق برنامج تهيئة المسالك القروية، وتقديم وإطلاق برنامج حملة التشجير للفترة 2023-2025، وتدشين مركب اتحاد الأمل لتثمين العسل ومنتوجات الخلية بإقليم تازة.
فبالجماعة الترابية أحد مسيلة، اطلع صديقي الذي كان مرفوقا بوالي جهة فاس – مكناس عامل عمالة فاس سعيد زنيبر وعامل إقليم تازة مصطفى المعزة، ومنتخبين ووفد هام من المسؤولين بالوزارة، على تقدم المخطط الإقليمي في إطار استراتيجية الجيل الأخضر.
وتتمحور الإنجازات المتعلقة بالركيزة الأولى لاستراتيجية الجيل الأخضر “الأولوية للعنصر البشري” بشكل رئيسي على التغطية الصحية لفائدة 48.000 فلاح، أي ما يعادل 165 في المائة من الهدف، وتعبئة 4500 هكتار من الأراضي الفلاحية المملوكة للجماعات السلالية (87 في المائة من الهدف)، وغرس 16.000 هكتار من الأشجار المثمرة، فضلا عن توزيع 6.000 خلية نحل على النحالين، وإنشاء وخلق ودعم 100 مقاولة قروية صغرى مع التكوين والتأطير.
وتعد الإنجازات التي تحققت في إطار الركيزة الثانية لاستراتيجية الجيل الأخضر “ترسيخ وتثبيت التنمية الفلاحية” مهمة أيضا، حيث تمت تهيئة 52 كلم من المسالك القروية المعبدة، وإنجاز 72 كلم من السواقي، وحماية 33.000 هكتار من انجراف التربة، وبناء وتجهيز 9 وحدات للتثمين و3 منصات للتسويق وسوق أسبوعي، واعتماد الزرع المباشر على مساحة 1.200 هكتار وتقنيات الإنتاج البيولوجي على مساحة 4.000 هكتار من أشجار الزيتون.
كما اطلع الوزير على برنامج تهيئة المسالك القروية للفترة 2023-2024 بإقليم تازة، والذي سيمكن من تهيئة وتغطية 19.78 كلم من المسالك القروية في إطار مشروع التنمية الريفية المندمجة بالمناطق الجبلية لمقدمة الريف – برودير.
وتتمثل الأهداف الأساسية للبرنامج في فك العزلة عن محيطات الإنتاج الفلاحي وتسهيل الولوج إلى الأسواق ووحدات التثمين، وتشجيع الفتاة القروية على التمدرس والحد من الهدر المدرسي، وتسهيل الولوج إلى المرافق العمومية والاجتماعية والاقتصادية، وتحسين ظروف العيش لـ 6970 مستفيد ومستفيدة؛
وبالجماعة الترابية بني فتح دائرة تايناست، قام صديقي بإعطاء انطلاقة أشغال تهيئة المسلك القروي الرابط بين الطريق الجهوية رقم 508 ودوار الدرايسة، الطحة، واد بوقوة وتيوجفال بطول 7.72 كم، بغلاف مالي يفوق 27.35 مليون درهم.
كما همت زيارة محمد صديقي إطلاق عملية تشجير 236 هكتار لأشجار التين بمحيط المرابطين بجماعة حد مسيلة دائرة تايناست، والتي سيتم إنجازها لفائدة 96 مستفيدا باسم تعاونية وادي الأخضر الحاملة للمشروع في إطار استراتيجية الجيل الأخضر، حيث يقدر حجم الاستثمار بأزيد من 9.35 مليون درهم.
وسيمكن برنامج التشجير للفترة 2023-2025 من توسيع المساحات المغروسة ب 2754 هكتار موزعة على 1924 هكتار من سلسلة اللوز و830 هكتار من سلسلة التين، حيث تصل تكلفة الاستثمار إلى 42 مليون درهم على مستوى دائرتي أكنول وتايناست.
وفي إطار مشروع تكثيف إنتاج العسل المنجز على مستوى إقليم تازة، قام الوزير بتدشين مركب اتحاد الأمل لتثمين العسل ومنتوجات الخلية بالجماعة الإقليمية الجوزات بدائرة تايناست.
ويقدر المبلغ الإجمالي للاستثمار الخاص بهذا المركب ب 9.7 مليون درهم لفائدة 19 تعاونية متخصصة في تربية النحل، وستتولى تسيير 1549 خلية نحل.
وسيتيح المركب تنظيم 277 مستفيدا، وتحسين الإنتاجية وظروف تثمين وتسويق منتوجات خلية النحل، والرفع من القيمة المضافة الإجمالية، وتحسين دخل الفلاحين وخلق 160 يوم عمل و18 فرصة عمل إضافية.
وفي تصريح للصحافة بالمناسبة، أكد صديقي أن المخطط الإقليمي لوزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات يهم تنمية القطاع الفلاحي بإقليم تازة من خلال مجموعة من البرامج الفلاحية، التي تشمل تنفيذ البرنامج المندمج لتنمية المجال القروي والمناطق الجبلية في شقه المتعلق بالمشاريع المندمجة والمتكاملة مجاليا وتستهدف التنمية الاقتصادية والاجتماعية والممركزة حول التنمية الفلاحية وفق توجهات استراتيجية الجيل الأخضر.
وأوضح الوزير أن الزيارة الميدانية لإقليم تازة مكنت من تتبع تنزيل مشاريع برامج استراتيجية الجيل الأخضر للتنمية الفلاحية التي اعطى انطلاقتها صاحب الجلالة الملك محمد السادس سنة 2020، حيث استفاد إقليم تازة من ميزانية تقدر بمليار و200 مليون درهم، وهمت على الخصوص محاور تشجير الأشجار المثمرة الملائمة لخصوصية الإقليم (التين –اللوز –الزيتون…) في إطار مشاريع مندمجة، وكذا التهيئة الهيدروفلاحية واستصلاح الأراضي والحماية من الانجراف، وفك العزلة.
وأشار المسؤول الحكومي إلى إطلاق البرنامج الإقليمي لتنمية الجبل وفك العزلة عن الضيعات الفلاحية، الذي يعد مشروعا طموحا سيمتد على مسافة 180 كيلومتر، وكذا تثمين المنتجات المحلية عبر دعم المنتجين الصغار والمنظمين في إطار تعاونيات ومجموعات ذات النفع الاقتصادي، منها وحدة تثمين العسل ووحدات أخرى من أجل الرفع من القيمة المضافة لهذه المنتجات وخلق مناصب الشغل لفائدة أبناء المنطقة.
من جهته، أفاد رشيد الهيسوفي رئيس جماعة بني افتح، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، بأن المشاريع التي تم إعطاء انطلاقة أشغالها ستساهم في فك العزلة عن الساكنة، وتسهيل الولوج إلى الأسواق ووحدات التثمين بالنسبة لفلاحي المنطقة.