ترأس محمد صديقي، وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، اليوم الأربعاء 12 يناير 2022 بقطب الجودة الغذائية بالقطب الفلاحي لمكناس، ورشة عمل دولية حول الزراعة الدائرية والابتكارات في الفلاحة الإيكولوجية، وأيضا إطلاق عدة مشاريع في مجال تطوير المقاولات والابتكار، وذلك في زيارة رافقه فيها كل من عامل مكناس وسفير هولندا والمهنيون وفد كبير من مسؤولين بالوزارة.
وذكر بلاغ لوزارة الفلاحة أن الوزير أشار في كلمته خلال ورشة العمل المنظمة تحت شعار “الزراعة الدائرية والابتكارات في الفلاحة الإيكولوجية: تجارب من هنا وهناك”، إلى أن الزراعة الدائرية، التي تعتبر من ابتكارات الإيكولوجيا الفلاحية تعد نموذجا يحتذى به وأنها آلية لتطوير فلاحة مغربية ذات أداء بيئي واقتصادي واجتماعي، مضيفا أن الاستراتيجية الجديدة الجيل الأخضر 2020-2030، تعزيز هذا النموذج لا سيما على مستوى الركيزة الثانية المتعلقة باستدامة التنمية الفلاحية من خلال فلاحة مرنة وفعالة بيئيًا.
وهذه الورشة، يضيف البلاغ، هي مبادرة أولى لتبادل الخبرات العلمية حول الفلاحة الإيكولوجية في مواجهة التحديات الجديدة للتنمية الفلاحية المستدامة والزراعة الدائرية كبديل مسؤول لخدمة الأجيال القادمة، مشيرا إلى أنها كذلك فرصة للاستفادة من الممارسات وقصص النجاح والابتكارات بغية إنشاء مركز وطني للفلاحة الإيكولوجية بالمدرسة الوطنية للفلاحة بمكناس، لفائدة الباحثين والطلبة والفلاحين.
وأضاف المصدر ذاته أن الزراعة الدائرية، أو الزراعة ذات المدخلات الخارجية المنخفضة، هي أحد مكونات الإيكولوجيا الفلاحية وتعد بأن تكون نموذجًا للمستقبل، تكمن الفكرة في الإنتاج بطريقة تقلل من الخسائر إلى أدنى حد في سلسلة الإنتاج عن طريق الحفاظ على المخلفات والمنتجات الثانوية للكتلة الحيوية الفلاحية وتحويل الأغذية في النظام الغذائي كموارد متجددة، مؤكدا أن الضيعات الفلاحية التي تمارس الزراعة الدائرية تقلل من المدخلات وتغلق الدورات قدر الإمكان، خاصة تلك التي تحتوي على النيتروجين والفوسفور والكربون والطاقة والماء.
وتميز هذا الحدث الذي ينظم من طرف المدرسة الوطنية للفلاحة بمكناس والقطب الفلاحي للابتكار بمكناس (AGRINOVA) بشراكة مع سفارة هولندا، بمشاركة مختلف الفاعلين المعنيين، بما في ذلك المهنيين والباحثين.
وبخصوص تدشين مركز الابتكار للصناعات الغذائية، أوضح البلاغ أن الوزير قام بتدشين مركز الابتكار في الصناعات الغذائية بمكناس، كما قام بزيارة مختبرات التحاليل والبحوث والحاضنة وأطلق أشغال تشييد قاعة تكنولوجية على مستوى المركز.
وتتمثل مهام هذا المركز، بتكلفة تصل إلى 28 مليون درهم، وفق البلاغ، في التكوين وتنمية المهارات ودعم حاملي المشاريع واحتضان الشركات الناشئة والابتكار ودعم ومواكبة المصنعين في مجال الصناعات الغذائية.
ويندرج إطلاق هذا المركز في إطار استراتيجية “الجيل الأخضر 2020-2030” لتطوير القطاع الفلاحي، التي تنص من خلال ركيزتها الثانية، على مواصلة تطوير السلاسل الفلاحية من خلال الاعتماد على الإنجازات، لا سيما فيما يتعلق بدمج السلاسل من العالية إلى السافلة وتحسين ظروف تثمين وتسويق المنتجات الفلاحية والغذائية، مبرزا أنها تشجع الابتكار في القطاع الفلاحي وتحسين جودة الإنتاج وكذلك مضاعفة الاستثمار في البحث والتطوير.
وذكر بلاغ الوزارة أنه تم إبرام ثلاث اتفاقيات شراكة لضمان اشتغال هذا المركز، يتعلق الأمر باتفاقية إطار للبحث والتطوير في مجال الصناعات الغذائية المبرمة بين القطب الفلاحي للابتكار (AGRINOVA) والمعهد الوطني للبحث الزراعي.
وأضاف أن الاتفاقية الثانية المبرمة بين القطب الفلاحي للابتكار (AGRINOVA) والمؤسسة المستقلة لمراقبة وتنسيق الصادرات “موروكو فودكس”، تهدف إلى التقارب والتعاون للمساهمة في انجاح استراتيجية الجيل الأخضر وتعزيز القدرة التنافسية ونمو شركات الصناعات الغذائية المغربية بالخصوص شركات جهة فاس -مكناس، من خلال تحسين جودة وتثمين المنتجات الفلاحية.
وبالنسبة للاتفاقية الثالثة، أوضح البلاغ أنها مبرمة بين القطب الفلاحي للابتكار (AGRINOVA) والمكتب الوطني للاستشارة الفلاحية، تهدف إلى تحديد الإطار العام للتعاون لضمان إدارة وتشغيل خلية المواكبة التابعة للمركز.
وأشار البلاغ إلى أن جمعية القطب الفلاحي للابتكار (AGRINOVA) هي قطب تنافسي فلاحي تم إنشاؤها كجمعية في إطار شراكة بين القطاعين العام والخاص وتجمع بين شركات الصناعات الغذائية والتنظيمات البيمهنية من مختلف السلاسل ومؤسسات البحث والتكوين والسلطات العمومية، بهدف تطوير مشاريع تشاركية مبتكرة للبحث والتطوير بجهة فاس – مكناس.
