أكد محمد صديقي، وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، أن الملتقى الدولي للتمر بالمغرب، الذي افتتحت نسخته الحادية عشرة أمس الخميس بأرفود، تظاهرة “جد هامة” لتثمين سلسلة نخيل التمر على المستوى الوطني.
وأضاف، في تصريح للصحافة، أنه بعد توقف لمدة سنتين بسبب التدابير الاحترازية المرتبطة بوباء “كوفيد- 19″، فإن الملتقى يعود هذه السنة بنفس جديد في نسخته الحادية عشرة.
وأشار صديقي إلى أن الملتقى الدولي للتمر بالمغرب، الذي انفتح هذه السنة على تجارب دولية مع تواجد تسع دول أجنبية، تميز بمشاركة منتجي التمور وجميع الفاعلين في هذه السلسلة.
وذكر الوزير أن مخطط المغرب الأخضر أعطى أهمية كبيرة لسلسلة النخيل، من خلال عقد البرنامج 2020-2009 الذي مكن من غرس 3 ملايين من نخيل التمور، وكذا تحسين مؤشرات هذا القطاع، سواء على مستوى الإنتاج والجودة واختيار الأصناف التي تتكيف مع المناخ.
وأضاف “في إطار تنفيذ استراتيجية الجيل الأخضر 2020-2030 ، التي أطلقها صاحب الجلالة الملك محمد السادس، فإن الهدف هو غرس 5 ملايين من نخيل التمور من الأصناف المتلائمة مع مناخ بلدنا، منها 3 ملايين نخلة على مستوى الواحات التقليدية و مليوني شجرة في إطار توسيع المساحات التي يمتد فيها نخيل التمر.
وأكد صديقي إلى أنه بفضل الجهود المبذولة، ارتفع حجم إنتاج التمور سنوسا ليصل إلى 150 ألف طن، مما جعل السنة الحالية تعرف، بسبب الجفاف، انخفاضا في الإنتاج يتراوح ما بين 115 ألف و 120 ألف طن على الصعيد الوطني.
وأبرز الوزير الجهود المبذولة على مستوى مصب السلسلة، من حيث دعم التعاونيات ووحدات التثمين والتخزين والتلفيف، وكذلك تسويق التمور، من خلال دعم صغار الفلاحين لمساعدتهم على الولوج إلى الأسواق المنظمة بالمدن الكبيرة.
وسلط صديقي الضوء على البحث العلمي والابتكار وأهميتهما في تحقيق الأهداف المسطرة لقطاع نخيل التمر في إطار استراتيجية الجيل الأخضر.
يشار إلى أن نخيل التمر من الزراعات التي عمرت بالمغرب لقرن من الزمن ويشكل رافعة للتنمية الاجتماعية والاقتصادية للواحات المغربية. ومكن مخطط المغرب الأخضر، من خلال إعادة تموقع سلاسل الانتاج كرافعات للتنمية، من إبراز وتأكيد دور نخيل التمر في الحفاظ على الواحات وتنميتها.
وعرفت السلسلة في إطار مخطط المغرب الأخضر تطورا هاما على المستويين الاقتصادي والهيكلي، وذلك بفضل تنفيذ عقد البرنامج 2010-2020 المبرم بين الدولة ومهنيي القطاع.
وشهدت مساحة الأراضي الفلاحية المخصصة لغرس نخيل التمور زيادة بنسبة 26 في المائة، حيث انتقلت من 50 ألف هكتار في 2008-2009 إلى ما يقرب من 63 ألف هكتار في 2020-2021، ويصل عدد نخيل التمور على الصعيد الوطني حاليا إلى حوالي 6 ملايين نخلة، بفضل غرس 3 ملايين نخلة إضافية منذ سنة 2008.
وبخصوص الإنتاج، سجل في موسم 2020-2021، ارتفاع في الانتاج بنسبة 66 في المائة مقارنة بموسم 2009-2008، بمتوسط إنتاج بلغ 149 ألف طن.
ويهدف تنفيذ إستراتيجية “الجيل الأخضر 2020-2030” إلى تطوير قطاع النخيل، ومواصلة إعادة تأهيل أشجار النخيل التقليدي وتوسيع مساحة غرس النخيل، بهدف غرس 5 ملايين نخلة في أفق سنة 2030.
وتتعلق الأهداف المحددة الأخرى بتحسين الإنتاجية وتطوير التثمين ورفع الصادرات وتنويع الأسواق وعصرنة مدارات التوزيع والتسويق الداخلي وتثمين المنتجات المرتبطة بنخيل التمر.
يشار إلى أن صديقي أشرف على حفل افتتاح الملتقى الدولي للتمر بالمغرب الذي يقام ما بين 27 و 30 أكتوبر 2022 بأرفود.
ويعود الملتقى الدولي للتمر بالمغرب، الذي تنظمه جمعية الملتقى الدولي للتمر، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، بعد سنتين من الغياب الناجم عن تعليق التظاهرات لأسباب صحية مرتبطة بوباء “كوفيد 19”.
وتسلط هذه النخسة، التي تنظم تحت شعار: “التدبير المندمج للموارد الطبيعية، من أجل استدامة وتكيف المنظومة الواحية”، الضوء على أهمية ودور الواحات والقضايا المترتبطة بالحفاظ على الموارد الطبيعية من أجل استدامة هذه الموارد.