أفاد محمد صديقي، وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروة والمياه والغابات، أمس الثلاثاء بالرباط، أن التجربة المغربية في مجال الفلاحة، التي تعتمد استراتيجية “الجيل الأخضر” ومرتكزات ممارسات فلاحية مستدامة في مختلف ربوع المملكة، مثل الري بالتنقيط والري الموضعي، تشكل أمثلة ملموسة لنجاعة إدارة الموارد الطبيعية التي تشكل حجر الزاوية في الاقتصاد الحيوي.
جاء ذلك خلال كلمته ضمن انطلاق أشغال المؤتمر السنوي 2024 للنظم الجهوية للتحليل الاستراتيجي وتدبير إدارة المعارف (ReSAKSS)، الذي عرف مشاركة خبراء وأكاديميين وشخصيات دبلوماسية.
وأكد صديقي على ضرورة إحراز تقدم في برنامج المناخ من أجل إفريقيا، والذي يهدف إلى تكييف الممارسات الزراعية والنظم الغذائية مع تأثيرات تغير المناخ مع تعزيز الاستخدام المستدام للموارد الطبيعية.
وأشار الوزير إلى أن “من شأن الاقتصاد الحيوي المستدام أن يمهد الطريق بوضوح لتحويل أنظمتنا الاقتصادية والزراعية والبحرية والسمكية، والمساهمة في تقوية قدرة مجتمعاتنا على الصمود في مواجهة التحديات المناخية، والاستجابة لتحديات الأمن الغذائي ودعم تشجيع الاستدامة البيئية”.
وأوضح الوزير أن الاقتصاد الحيوي لن يكون قادرا على المساهمة بشكل كامل في التنمية المستدامة أو ضمان نجاح الانتقال الأخضر في غياب تمويل كاف للإجراءات المتعلقة بالمناخ والتنوع البيولوجي.
من جانبها، دعت السفيرة المتجولة لجلالة الملك، والرئيسة المشاركة لمنتدى مالابو- مونبلييه، السيدة آسية بنصالح العلوي، إلى وضع موارد الاقتصاد الحيوي في خدمة التحول واستدامة النظم الغذائية، خاصة بإفريقيا.
وشددت بنصالح العلوي أيضا على الحاجة إلى إرساء نظام حكامة أكثر موثوقية وكفاءة وعدالة حتى يكون هناك تغيير حقيقي في هذا القطاع، بهدف التخفيف من الآثار السلبية لتغير المناخ.
وأبرزت السفيرة المتجولة لصاحب الجلالة، في هذا الصدد، أهمية تعبئة التمويلات المبتكرة في هذا القطاع، مع التركيز على البحث والتربية في هذا المجال، من أجل التمكن من رفع التحديات والعقبات المرتبطة بالتغير المناخي.
من جانبه، أشار الرئيس التنفيذي لمركز السياسات من أجل الجنوب الجديد، كريم العيناوي، إلى أن القارة الإفريقية تزخر بفرص هائلة في المجال الفلاحي، لكنها تواجه بعض التحديات، المرتبطة على وجه الخصوص بالتكنولوجيا أو ندرة الموارد المائية.
كما أشار العيناوي، خلال الجلسة العامة الأولى تحت شعار “بناء نظم غذائية زراعية مرنة ومستدامة في إفريقيا: استغلال وتكثيف الإجراءات المتعلقة بتغير المناخ والاقتصاد الحيوي”، إلى أن المركز عمل منذ عدة سنوات، على دراسة متعمقة للعديد من الإشكاليات، لا سيما التحديات المرتبطة بالزراعة والأمن الغذائي.
بدوره، أشار رئيس منظمة “أكاديميا 2063” عثمان باديان، إلى أن هذا المؤتمر يمثل فرصة لتقديم التوصيات والاستنتاجات الرئيسية للتقرير السنوي للاتجاهات والتوقعات (ATOR-2024) للمساهمة في تطوير برامج التنمية الزراعية في أفريقيا، مضيفا أن موضوع هذا المؤتمر يشكل رابطا بين تغير المناخ والقدرة على الصمود والتكيف.
في نفس السياق، أشارت كريستي كوك، مديرة قسم السياسات والاستراتيجيات بالنيابة في الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، إلى أن المؤتمر يمثل فرصة للتركيز على مواضيع مهمة مرتبطة بتغير المناخ والأمن الغذائي والزراعي في إفريقيا، ولا سيما ندرة الموارد المائية، وأنماط التساقطات المطرية.
ودعت المتحدثة إلى تكييف الممارسات والسياسات الزراعية مع هذا الواقع المناخي الجديد، مع الانخراط في حوار معمق حول هذا الموضوع.
وفي رسالة بالفيديو، قالت مفوضة الاتحاد الأفريقي المسؤولة عن قطاع الزراعة والتنمية القروية والاقتصاد الأزرق والبيئة المستدامة، جوزيفا إل.سي. ساكو، إن أفريقيا تقف في لحظة فارقة في مسارها التنموي، موضحة أن تغير المناخ يتفاقم بسبب عدد من التحديات، بما في ذلك الأمن الغذائي والتنمية المستدامة.
ويهدف هذا الحدث، الذي أطلقته منظمة “أكاديميا 2063” بشراكة مع مفوضية الاتحاد الأفريقي وبالتعاون مع مركز السياسات من أجل الجنوب الجديد، تحت شعار “النهوض بأجندة المناخ والاقتصاد الحيوي في أفريقيا من أجل نظم زراعية وغذائية مرنة ومستدامة”، إلى تسليط الضوء على التقارب الضروري بين برامج العمل المناخي وتلك المرتبطة بالاقتصاد الحيوي.
كما يروم هذا الملتقى مناقشة نتائج البحوث والتوصيات الواردة في التقرير السنوي للاتجاهات والتوقعات لعام 2024 (ATOR-2024) بشأن خيارات التكيف والتخفيف في الزراعة الإفريقية.
كما يشكل اللقاء فرصة لبحث التقدم المحرز في رصد انبعاثات الغازات الدفيئة والفرص التي يوفرها الاقتصاد الحيوي للاقتصادات الإفريقية.
ويتيح هذا المؤتمر، الذي يستمر حتى 3 أكتوبر، الفرصة لتقييم البرامج الإفريقية المتعلقة بتغير المناخ والاقتصاد الحيوي ومناقشة الاستراتيجيات التي تنفذها البلدان في إطار اتفاق باريس والدورة الثامنة والعشرين لمؤتمر الأطراف كوب 28 والبرامج القارية حول المناخ.
وسيوفر التقرير السنوي للاتجاهات والتوقعات (ATOR-2024) ، وهو عنصر أساسي في المناقشات المواضيعية، فحصا متعمقا للموضوعات الإستراتيجية الرئيسية المختارة لارتباطاتها بتغير المناخ والأنظمة الغذائية والاقتصاد الحيوي وتمويل المناخ والطاقات المتجددة والانتقال الأخضر.