أشاد محمد شوكي، رئيس فريق التجمع الوطني للأحرار، بالخطاب الملكي السامي بمناسبة افتتاح الدورة البرلمانية الخريفية، مؤكدا أن تقدير جلالة الملك محمد السادس، نصره الله، لعمل السلطة التشريعية يعكس الثقة في المجلس ويضع على أعضائه مسؤولية كبيرة لاستكمال المخططات التشريعية وتنفيذ البرامج والمشاريع المفتوحة بروح المسؤولية والالتزام بقضايا الوطن والمواطنين،
وأشار، خلال اجتماع لجنة المالية والتنمية الاقتصادية، اليوم الثلاثاء، إلى أن هذه السنة الأخيرة من الولاية التشريعية تتطلب تكريس الجهود لتجنب هدر الزمن التشريعي والوفاء بالتطلعات المشروعة للمغاربة.
وأشار شوكي إلى التطورات الإيجابية لقضية الصحراء المغربية، معتبرا أن النجاح الدبلوماسي للمغرب يعود أساسا إلى الحكمة والرصانة في المواقف الملكية، التي أسهمت في الانتقال من مرحلة التدبير إلى مرحلة التغيير الفعلي على الأرض، مبرزا أن الدبلوماسية المغربية حققت اختراقات وانتصارات متتالية على الساحة الدولية، ونجحت في استكمال الوحدة الترابية وبناء شراكات دولية متوازنة ومفيدة، وهو ما يعكس وضوح الرؤية والإصرار على خدمة المصالح العليا للوطن.
كما نوه رئيس الفريق بالدور الاستراتيجي والأمني للقوات المسلحة الملكية في مختلف تشكيلاتها، مشيداً بتضحيات المرابطين على الثغور في حماية حوزة الوطن ووحدته الترابية، فضلاً عن جهود رجال ونساء الأمن الوطني والدرك الملكي والقوات المساعدة والوقاية المدنية في الحفاظ على الأمن والاستقرار وسلامة المواطنين، مؤكداً أن هذا الأداء المتميز يعكس درجة عالية من الانخراط الوطني والمسؤولية المهنية.
وفي المجال الرياضي، ثمن شوكي الإنجاز التاريخي الذي حققه المنتخب الوطني للشباب بفوزه بكأس العالم لفئة أقل من 20 سنة، مشيراً إلى أن هذا الإنجاز ليس مجرد حدث رياضي، بل هو تجسيد لصورة المغرب الصاعد والمتميز، ويعكس قدرة الشباب المغربي على تحقيق النجاحات على الصعيد الدولي، مؤكدا أن استقبال الأشبال الأطلس الرسمي والتفاعل الجماهيري الكبير يعكس فخر المغاربة واعتزازهم بالإنجازات الوطنية، وأن هذه النجاحات تشكل نموذجا يحتذى به في باقي المجالات التنموية والاجتماعية والاقتصادية، بما في ذلك معالجة الخصاص الاجتماعي وتكريس العدالة والمساواة.
وأشار شوكي أيضا إلى الإصلاحات الهيكلية التي باشرتها الحكومة منذ أكتوبر 2021، موضحا أنها تسعى لتجاوز الاختلالات التنموية البنيوية التي ورثتها البلاد، وأن هذه الإصلاحات ستؤتي أكلها على المدى القريب والمتوسط، مؤكدا على أهمية استمرار السير بخطى ثابتة نحو تحقيق الأثر الملموس على حياة المواطنين وتعزيز المكتسبات الوطنية.
وتطرق رئيس الفريق إلى السياسة الخارجية للمغرب، مؤكداً أن قضية فلسطين تحتل المرتبة الثانية بعد القضايا الوطنية، وأن المغرب بقيادة جلالة الملك يواصل دعم السلام العادل من خلال حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، مشيداً بقرارات وقف إطلاق النار وإيصال المساعدات الإنسانية لسكان غزة، ومؤكداً أن موقف المغرب يعكس التزامه الراسخ بعدالة القضية الفلسطينية وحرصه على المبادئ الإنسانية.
وخلال حديثه، حذر شوكي من الممارسات السياسية المعارضة التي تعتمد على نشر الأكاذيب والتضليل، مشددا على أن الهدف من العمل البرلماني يجب أن يكون خدمة المواطن وتعزيز الاستقرار السياسي والاجتماعي، مع التأكيد على ضرورة احترام الإطار التشريعي والدستوري الذي ينظم عمل الحكومة وحضور رئيسها إلى البرلمان، وتجنب استغلال النقد لأغراض تضليلية أو للضغط على الحكومة بطريقة غير مسؤولة، موضحا، في الوقت ذاته، إلى أن مثل هذه الممارسات تهدف إلى خلق ضجيج إعلامي على حساب مصلحة الوطن والمواطن.
وأشار رئيس الفريق إلى أهمية أن يكون النقاش البرلماني جديا ومسؤولا، وأن يسهم في بناء الحلول الفعلية لمختلف الإكراهات والتحديات المطروحة على البلاد، مؤكدا أن فريق التجمع الوطني للأحرار سيظل ملتزما بروح المسؤولية والعمل البناء، مع الحفاظ على المكتسبات الوطنية وتطويرها باستثمار كل الفرص المتاحة، وبروح إيجابية منفتحة لتعزيز ممارسة برلمانية جادة ونوعية.





