شهدت مدينة الرباط اليوم الجمعة بالمقر المركزي لحزب التجمع الوطني للأحرار، عقدت شبيبة الحزب الشعبي الأوروبي، بشراكة مع الفيدرالية الوطنية للشبيبة التجمعية ومؤسسة كونراد أدناور، اجتماعها السنوي لأول مرة خارج أوروبا، حول موضوع “الحوار الأورو متوسطي: نحو تقارب وتفاهم مشترك”، بحضور وازن لقيادات التجمع الوطني للأحرار والحزب الشعبي الأوروبي وشبيبتي الحزبين.
وعرفت أشغال الجلسة الافتتاحية مداخلات مهمة ألقاها كل من لحسن السعدي، رئيس الفيدرالية الوطنية للشبيبة التجمعية وعضو المكتب السياسي لحزب التجمع الوطني للأحرار، وليديا بيريرا، رئيسة شبيبة الحزب الشعبي الأوروبي، فضلا عن ستيفين هوفنار، مدير الكونراد أدناور بالمغرب، وتومي هوتانيم ممثل مركز المارتن.
كما تخلل اللقاء ندوة حول موضوع “تمكين الشباب: الرؤية والاستراتيجية للجوار الجنوبي”، ونقاش مستفيض حول عدد من القضايا التي تهم المملكة والاتحاد الأوروبي، وأيضا الحزبين وشبيبتيهما، بمشاركة وازنة لكل من أمينة بنخضراء، رئيسة الفيديرالية الوطنية للمرأة التجمعية، وعضو المكتب السياسي للحزب، وليديا بيريرا، رئيسة منظمة الشباب في الحزب الشعبي الأوروبي، وأنيس بيرو عضو المكتب السياسي للتجمع الوطني للأحرار، ودانييل دوتو، نائب رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي بالمغرب، ودوريس باك، الرئيسة الشرفية للمنظمة النسائية بالحزب الشعبي الأوروبي.
وبهذه المناسبة، أكد لحسن السعدي في كلمته الافتتاحية، أن على أهمية تعزيز أواصر التعاون والشراكة بين الجانبين، الشبيبتين من جهة، والحزبين من جهة ثانية، مؤكدا على “التأسيس لعلاقة تعاون قوامها الاحترام المتبادل والسعي إلى خلق حوار أورو متوسطي حقيقي، يستحضر قيمنا المشتركة أي القيم الكونية التي تنتصر لحقوق الإنسان وللتنمية، ولقضايا الشباب”.
وأبرز السعدي، كذلك أن هذا اللقاء يأتي انسجامًا مع توجيهات جلالة الملك محمد السادس، نصره الله، الذي أكد في أكثر من مناسبة على أهمية انفتاح الأحزاب السياسية وشبيباتها على العالم وتعزيز علاقات التعاون، خاصة مع أوروبا، الشريك الاستراتيجي للمغرب، مشيرا إلى أن اختيار شبيبة الحزب الشعبي الأوروبي للمغرب وللشبيبة التجمعية لعقد اجتماعها السنوي يعد بالنسبة فخر واعتزاز، بالنسبة للتجمع الوطني للأحرار ولشبيبته، كما يعكس هذا المكانة التي يحظى بها المغرب كشريك استراتيجي موثوق به على الصعيد الأوروبي.
وبخصوص موضوع هذا الاجتماع، أكد رئيس الفيدرالية الوطنية للشبيبة التجمعية أن الحوار الأورو ـ متوسطي يجب أن يستحضر قضايا فئة الشباب، التي تبقى في حاجة إلى جرعة من الأمل والثقة، وينتظرها تحديات مختلفة في المستقبل، مذكرا في هذا الصدد بالتحديات المتعلقة بالشق الاجتماعي، مشيرا إلى أهمية مجهودات الحكومة في هذا الصدد، لتنفيذ وتنزيل ورش الحماية الاجتماعية، تنفيذا للتوجيهات الملكية السامية.
ودائما في موضع التحديات التي تنتظر الشباب اليوم، ذكر السعدي بموضوع التعليم الناجع الذي يؤهل لولوج سوق الشغل، خصوصا في ما يتعلق بالاعتماد على الذات من خلال إحداث المقاولات، وأيضا أهمية منظومة صحية قوية وضروروة إدراك مختلف التحديات التي يواجهها العالم خصوصا في ما يتعلق بالتغيرات المناخية والتطورات التكنولوجية، خصوصا ما يرتبط بالذكاء الصناعي الذي يطرح تحديات مهمة، تتطلب مواكبة حقيقية من الشباب.
من جهتها، ذكّرت ليديا بيريرا، رئيسة شبيبة الحزب الشعبي الأوروبي، بأسباب اختيار المغرب لهذا الاجتماع السنوي، كأول مرة يعقد فيها خارج الاتحاد الأوروبي، حيث أكدت أن هناك تقارب جغرافي تاريخي مع المملكة، مضيفة “يجب أن نتطلع إلى حوار مع جميع البلدان، خصوصًا تلك التي تسعى إلى تعزيز علاقات التعاون مع أوروبا”.
وأبرزت بيريرا كذلك أن الأمر يتعلق بأهمية تعزيز أواصر الصداقة والتعاون مع المملكة المغربية، مستدلة في هذا الصدد بمجموعة من القواسم المشتركة ومواجهة التحديات المرتبطة بمجموعة من القضايا على رأسها قضية الهجرة، إضافة إلى مشكل التغيرات المناخية، ثم الملف الاقتصادي، وتحديات الدفاع والأمن، والثقافة والسياسة، وهي قضايا تؤكد المتحدثة نفسها على ضرورة العمل عليها معا، كما أنها فرصة للتعلم من تجارب خارج المنظومة الأوروبية، وتبادل الخبرات، وتعزيز الشراكات بين الجانبين.
ومن جهة أخرى، شددت رئيسة شبيبة الحزب الشعبي الأوروبي على ضرورة تعزيز التعاون والصداقة مع حزب التجمع الوطني للأحرار وشبيبته، مشيرة في هذا الصدد أهمية التوافق الذي يطبع علاقة الطرفين، من جهة، ومن جهة ثانية ضرورة الاطلاع على تجربة حزب التجمع الوطني للأحرار.
من جانبهم، أبرز مختلف المتدخلين أهمية تعزيز الشراكة والتعاون بين المملكة المغربية والاتحاد الأوروبي، وأيضا بين الحزبين، مشددين على ضرورة مواصلة بناء هذه العلاقات المبنية على تبادل الخبرات والاستفادة بشكل مشترك من التجارب، خصوصا في ظل العلاقات الوطيدة بين الاتحاد الأوروبي والمملكة، وأيضا لما تتطلبه مواجهة مختلف التحديات من تعاون وثيق وتعزيز الشراكات.