أفادت زينة شاهيم، عضو المكتب السياسي لحزب التجمع الوطني للأحرار، أن معاناة المرأة تتضاعف في الوسط القروي، بحكم دورها في البيت وقيامها خارجه بالأنشطة الفلاحية الصعبة، من رعي وصناعة تقليدية وجمع للحطب في فصل الشتاء، إلى جانب معاناتها بسبب العامل الجغرافي والظروف المناخية الصعبة، كما أن النساء القرويات هن الأكثر عرضة للهدر المدرسي والتزويح قبل السن القانوني.
وأكدت شاهيم، خلال مشاركتها بالملتقى الجهوي الثالث لمنظمة المرأة التجمعية بجهة كلميم وادنون، أمس السبت بكلميم، على أهمية مواكبة النساء في الوسط القروي في إطار مقاربة النوع، الشيء الذي يطمح إليه البرنامج الحكومي، من خلال سعيه إلى رفع المشاركة الاقتصادية للنساء من 20 في المائة إلى 30 في المائة، حيث وضع لهذا الغرض لجنة وطنية لمواكبة أزيد من مليون امرأة في مختلف جهات المملكة، خاصة مع وجود إكراهات تعيق تمكينها الاقتصادي، ما يحرم البلاد كاملة من كفاءة نسائها، وفق وصفها.
واستطردت قائلة إن النساء في المجال القروي لم يستفدن من التقدم الذي عرفته المملكة والمكتسبات التي حققتها، والمتعلقة بإصلاح منظومة الأسرة، وتمكين المرأة من ولوج مهن كانت حكرا على الرجال، ووضع آليات للتمييز الإيجابي في الانتخابات، والمساواة والمناصفة التي ينادي بها دستور 2011.
وأوضحت أن هذه المكتسبات ليس لها نفس الانعكاس على الوسط القروي كما بالوسط الحضري، مشددة على ضرورة العمل على الجانب التحسيسي والتعوي من أجل تغيير الصورة النمطية والتمييزية في القرى، التي تحرم النساء من حقهن، أساسا، في التعليم، الذي يمكن أن يقودهن إلى الحصول على عمل يليق بهن ويحفظ كرامتهن.
وأفادت أن الإصلاحات التشريعية التي عرفاتها البلاد شكلت علامة فارقة وقفزة نوعية لمكافحة التمييز المبني على النوع، إلا أن المرأة القروية لم تستفد من هذا التطور، خصوصا مع الارتفاع المهول لنسبة زواج القاصرات، “للاسف، الاستثناء الموجود في الفصل 20 من مدونة الاسرة يتحول إلى قاعدة، كنا قد تقدمنا فمجلس النواب بالنص بمقترح تعديلي لإلغائه، لأنه الفتاة الأقل من 18 سنة مكانها الحقيقي هو المدرسة والتكوين”، تقول شاهيم.
وأكدت أن لا تمكين اقتصادي للمراة في ظل وجود مثل هذه القوانين، مضيفة: “وجب توفير جميع الشروط لإدماج المرأة اقتصاديا، مع الحرص على تطبيق النصوص التي تجرم التمييز على أساس الجنس”.
على صعيد آخر، اعتبرت شاهيم هذا اللقاء بمثابة تكريم لروح الفقيدة الحقوقية عائشة الشنا، الرائدة في مجال الدفاع عن قضايا المرأة وحقوقها، مشيرة إلى أنه بفضلها تم التطرق لمواضيع مختلفة كانت تصنف ضمن الطابوهات، كقضايا الأمهات العازبات والأطفال المتخلى عنهم، كما أكدت على ضرورة حمل مشعل الدفاع عن المرأة بعدها.