أبرز كل من محمد بوسعيد، عضو المكتب السياسي، والمنسق الجهوي بجهة الدار البيضاء-سطات، ومحمد أبوالرحيم، عضو المجلس الوطني للحزب، ومنسق “الأحرار” بعمالة سيدي مومن البرنوصي، مساء أمس الجمعة بالدار البيضاء، دور الإنصات للموطنات والمواطنين في إغناء مقترحات “الأحرار” للنموذج التنموي الجديد.
وجاء ذلك خلال ندوة نظمتها التمثيلية الإقليمية للشبيبة التجمعية سيدي مومن البرنوصي، وبإشراف من المنظمة الجهوية للشبيبة التجمعية لجهة الدار البيضاء-سطات، مساء أمس الجمعة بسيدي مومن، تحت عنوان “النموذج التنموي الجديد قراءة في مقترحات التجمع الوطني للأحرار”.
وشارك في هذا اللقاء كل محمد بوسعيد، عضو المكتب السياسي، والمنسق الجهوي بجهة الدار البيضاء-سطات، ولحسن السعدي، رئيس الفدرالية الوطنية للشبيبة التجمعية، ومحمد أبوالرحيم، عضو المجلس الوطني للحزب، ومنسق “الأحرار” بعمالة سيدي مومن البرنوصي، وياسين عوكشا، رئيس المنظمة الجهوية للشبيبة التجمعية لجهة الدار البيضاء-سطات.
وتحدث محمد بوسعيد، وزير المالية السابق، بعد أن أشاد بحضور العنصر النسوي بشكل مكثف لهذا اللقاء، بإسهاب عن النموذج التنموي الحالي، وعن مدى استنفاده لمداه على الرغم من أنه حقق بعض الأمور المهمة خصوصا في بعض المجالات، إذ أن التنمية لا يستفيد منها كل المواطنات والمواطنين في كل ربوع المملكة، كما أنه هذا النموذج التنموي خلق تفاوت اجتماعي ومجالي، لأن الثروة لا يتم توزيعها بالطريقة التي يستفيد منها الجميع، وهذا ما جعل جلالة الملك محمد السادس، يدعو في خطابه إلى إعداد نموذج تنموي جديد.
وبعد أن أشار المتحدث نفسه إلى أن لجنة النموذج التنموي التي عينها جلالة الملك تسلمت مجموعة من المقترحات من مختلف القوى الحية في البلاد، حتى يكون النموذج التنموي الجديد كما قال جلالة الملك “مغربي مغربي”.
ولأن النموذج التنموي الجديد، الذي سيأتي بمجموعة من الإصلاحات والاختيارات والتدابير والسياسات العمومية الجديدة، سيكون صالحا لعشرين سنة المقبلة، شدّد بوسعيد على ضرورة أن يتم الأخذ بعين الاعتبار مجموعة من الأولويات، على غرار الصحة والتعليم والتشغيل، والتفاوتات المجالية والفوارق الاجتماعية، التي تُعيق تقدم وتطور البلاد.
وأشار بوسعيد إلى النموذج التنموي لا يشكله فقط المجال الاقتصادي، بل هذا الأخير مجرد جزء من هذا النموذج التنموي، مشيرا إلى أنه يركز على مجالات مختلفة على غرار المجال الاجتماعي والثقافي والسياسي والهوية والقيم بالإضافة إلى الاقتصادي، وغيرها من المجالات، مردفا أنه باختصار هو مشروع مجتمعي شامل.
وذكّر عضو المكتب السياسي بأن المغرب يتوفر على إمكانات ومؤهلات مهمة، من قبيل الاستقرار والموقع الجغرافي المتميز وطاقات بشرية هائلة، ومواطنات ومواطنين يحبون بلادهم، وهي نقاط قوة يجب أن يتم استثمارها لتنمية البلاد.
ومن جهته، أشاد محمد أبو الرحيم، بالحضور المكثف لمناضلات ومناضلي “الأحرار” لهذه الندوة، وأيضا فعاليات المجتمع المدني، وخصوصا النساء، اللائي شاركن عبر مداخلاتهن في هذا اللقاء، مؤكدا في نفس الوقت أن اختيار النموذج التنموي كموضوع لهذه الندوة، يأتي نظرا لأهميته الكبرى.
وأكّد المتحدث نفسه على ضرورة مشاركة الجميع في هذا النقاش، وذلك لإغناء مقترحات الحزب، مضيفا أن الجميع يعرف تشخيص المشاكل، المتمثلة أساسا في التعليم والصحة والتشغيل ومحاربة الفساد والريع وغيرها من الإشكالات، لكن الأصعب هو اقتراح الحلول.
وهو ما يفرض، حسب أبوالرحيم، الكثير من المجهودات، ولهذا الحزب فتح باب التفاعل مع المواطنات والمواطنين في كل ربوع المملكة، للإنصات لهم ولمشاكلهم ومقترحاتهم، وذلك بعد التوجيهات الملكية السامية التي دعت إلى ضرورة إعداد نموذج تنموي جديد بعد أن استنفد السابق مداه.
وأشار أبوالرحيم إلى أن الحزب انكب على الاشتغال بجميع هيئاته وأطره من أجل صياغة مقترحات، من خلال مجموعة من المقترحات التي توصّل بها من خلال الإنصات للمواطنات والمواطنين، وذلك في إطار كتاب “مسار الثقة”، الذي ركّز بالأساس على الأولويات الثلاث، التشغيل والصحة والتعليم.