أكد كريم زيدان، الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بالاستثمار والتقائية وتقييم السياسات العمومية، خلال جلسة الأسئلة الشفوية بمجلس النواب، على العناية الخاصة التي يوليها جلالة الملك محمد السادس نصره الله لمغاربة العالم، سواء على المستوى الإنساني أو في ما يخص تشجيع استثماراتهم داخل الوطن الأم.
وأوضح الوزير أن التعليمات الملكية السامية تشكل خارطة طريق واضحة المعالم، تهدف إلى تيسير ولوج مغاربة العالم إلى مناخ الاستثمار، من خلال توفير المعلومة الدقيقة، والدعم اللازم، والمواكبة الملائمة لمشاريعهم، أخذا بعين الاعتبار خصوصياتهم وانتظاراتهم.
وفي هذا السياق، تعمل الوزارة جاهدة على تعزيز قنوات التواصل مع أفراد الجالية المغربية بالخارج، عبر تقديم محتوى معلوماتي متعدد اللغات، يعكس تنوع خلفياتهم الثقافية، ويضمن لهم الاطلاع السلس على الفرص الاستثمارية المتاحة بالمغرب. كما يتم الحرص، من خلال مختلف الأنشطة الوطنية والدولية، على التعريف بالمؤهلات الاقتصادية للمملكة، وتثمين القطاعات الواعدة أمام المستثمرين المغاربة المقيمين بالخارج.
وأشار كريم زيدان إلى أن المراكز الجهوية للاستثمار باتت تضطلع بدور محوري في هذا المسار، حيث تم تخصيص أطر متمكنة من عدة لغات لاستقبال ومواكبة مغاربة العالم، وتيسير تواصلهم مع الإدارة، بما يضمن انخراطهم الفعلي والناجع في الدينامية التنموية للبلاد.
وكشف الوزير عن قرب إطلاق منصة رقمية جديدة موجهة خصيصاً لمغاربة العالم، والتي توجد في مراحلها الأخيرة من التطوير، وستشكل حلقة وصل مهمة بين الإدارة والمستثمرين المغاربة بالخارج، من أجل تسريع وتبسيط مسارات الاستثمار، وتوفير تجربة رقمية متكاملة.
وفي ختام مداخلته، شدد زيدان قائلا “هذه أولوية نشتغل عليها، ونحن منفتحون على مختلف الاقتراحات من أجل إنجاح هذا الورش الملكي”، مؤكداً أن رفع نسبة استثمارات مغاربة العالم من 10% إلى 30% على الأقل يعد هدفاً استراتيجياً، بالنظر لما يتوفر عليه أفراد الجالية من كفاءة وغيرة وطنية وقدرة على الدفاع عن مصالح المغرب في بلدان الإقامة، وجلب الاستثمارات النوعية.
وأضاف أن “هذه عملية ليست بالسهلة، لكنها في الآن ذاته ليست بالمستحيلة”، معبّراً عن أمله في تعبئة جماعية وتعاون مشترك من أجل إنجاح هذا الورش الحيوي.