أبرز محمد صديقي، وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، في رده على سؤال كتابي حول زحف التصحر وندرة المياه بجهة كلميم واد نون، للنائبة البرلمانية نادية بوعيدا، عن فريق التجمع الوطني للأحرار، (أبرز) برامج ومبدرات الوزارة لمواجهة زحف التصحر وندرة المياه بالجهة.
وجاء في جواب الوزير: “جهة كلميم-واد نون تعد من المناطق الأكثر تأثرا من جراء التصحر نظرا لتواجدها في مناطق تتميز بضعف الغطاء النباتي الراجع بالأساس إلى هشاشة التربة والرياح القوية وقساوة الظروف المناخية السائدة، إضافة إلى كثافة الرعي الذي يؤثر سلبا على تجديد الأصناف الغابوية الأكثر انتشارا بهذه المناطق، والمعروف بالسنط الصحراوي والأركان”.
ووعيا منها بأهمية المجال الطبيعي لهذه المناطق ومن أجل المحافظة على الثروات الغابوية، يضيف صديقي، وضعت الوزارة مخططات عشرية تروم تعزيز وحماية النظم الإيكولوجية والحد من تأثير التغيرات المناخية، ومنها آفة التصحر، لما لها من وقع سلبي على المنطقة، مع الأخذ بعين الاعتبار مبدأ المقارية التشاركية ومتطلبات الساكنة المعينة تفاديا للتعرض والعراقيل وضمان نجاح التدخلات.
وفي هذا الإطار، يضيف الوزير، شملت تدخلات الوزارة على مستوى الجهة برسم الفترة الممتدة ما بين 2015-2021، في إطار البرنامج التنموي للأقاليم الجنوبية تبعا لما تضمنته الاتفاقية الموقعة أمام صاحب الجلالة نصره الله، مجموعة من البرامج تهم تخليف التشكيلات الغابوية المحلية وتحسين المراعي، حيث سيتم مستقبلا، بالنظر للنتائج المشجعة المحصل عليها فيما يخص تأقلم الطلح الصحراوي والأركان وتقنيات الإنبات والتشجير وعمليات الصيانة، توسيع نطاق التشجير ليشمل مساحات أكبر وأصنافا محلية أخرى.
وأيضا، يضيف صديقي، تهيئة الحوض المائي لواد الصياد نون والمحافظة على المياه والتربة للحد من الفيضانات وانجراف التربة وحماية المنشآت عن طريق بناء الحواجز المائية، ثم إنشاء أحزمة خضراء حول المراكز الرئيسية (أسا، الزاك، وكلميم..) بغية خلق فضاءات للترفيه والاستجمام وتلطيف الجو للساكنة باستخدام النباتات المحلية المقاومة للملوحة والظروف الطبيعية القاسية.
ومن بين هذه البرامج أيضا، وفق جواب الوزير، تثبيت الكثبان القائمة باعتماد تقنية التثبيت الميكانيكي-البيولوجي، الذي يجمع بين مصدات الرياح والرمال، وغرس بعض الأصناف النباتية التي تتأقلم مع المناخ القاري الجاف، والتي تمكن من حماية التجهيزات والبنيات الأساسية ومناطق الواحة وعلى الأراضي الصالحة للزراعة، ثم إطلاق دراسة خاصة بخلق محمية حيوية للطلح الصحراوي ومنتزه درعا وركزيز لبطانة بآسا الزاك، كما تم إنجاز مخططات التهيئة والتدبير للمواقع ذات الأهمية البيولوجية والإيكولوجية، إضافة إلى إحداث محطة تأقلم الوحيش بالجماعة الترابية للبويرات لإعادة إدخال واستيطان الحيوانات المهددة بالانقراض أو المنقرضة.
من جهة أخرى، وبغية مواكبة هذه المشاريع والبرامج، أكد الوزير أنه تم فتح وصيانة المسالك الغابوية بغية فك العزلة عن الساكنة القروية، وتوزيع صناديق النحل والأشجار المثمرة على الفلاحين والساكنة المجاورة للغابة من أجل خلق أنشطة مدرة للدخل، وإنتاج شتائل غابوية، جزء منها مخصص للتشجير وصيانة الأغراس القديمة والجزء الآخر يوزع على المستفيدين (المدارس، والجمعيات..) لتوسيع النقط الخضراء، ثم إنشاء وتجهيز نقط الماء لتسهيل عملية توريد الماشية وسقي المساحات والمناطق المشجرة.
وفي إطار تنزيل مضامين استراتيجية غابات المغرب 2020-2030، أشار صديقي إلى أن البرنامج الغابوي المستقبلي لجهة كلميم واد نون، يهدف إلى تخليف 11 ألف هكتار من التشكيلات الغابوية المحلية، وتحسين المراعي على مساحة 16 ألفا و250 هكتارا، وتشجير 1400 هكتار، وتهيئة الأحواض المائية والمحافظة على المياه والتربة بحجم 152 ألف متر مكعب، ومكافحة زحف الرمال على مساحة 200 هكتار، والمحافظة على التنوع البيولوجي.
وأشار الوزير إلى أن جهود الوزارة تبقى متواصلة لحماية وتنمية المجالات، ودعم المشاريع التي تهدف إلى مكافحة التصحر بالمنطقة، وتقديم المساعدة للتعاونيات وجمعيات المجتمع المدني التي تعطى أولوية للمحافظة على البيئة والتراث الغابوي الوطني وعلى موارده المتنوعة.