عبد حفيظ بوسيف
ظل الشباب وخلق تنظيمه داخل التجمع الوطني للأحرار لغزا محيرا ومجال مثيرا للحيرة منذ نشوء الحزب غداة انتخابات 1977 وبعدها بأسابيع بعد المؤتمر التأسيسي لعام 1978. وعلى الرغم من انخراط الشباب في العمل الحزبي مع هذه التجربة الواعدة للأحرار آنذاك بقي التنظيم وخلق فضاء جامع لهذه الطاقات مستبعدا وغير مغري حينها…وإن شكل انشغالا حقيقيا توج بإدماج ثلة من هذه الفئة الصلبة داخل المجتمع داخل هياكل التجمع وفي مختلف المسؤوليات التي تولى الحزب إدارتها باقتدار وتفان.
وتشكل محطة الجامعة الصيفية نقلة نوعية تعكس رؤية جديدة تنقل الشباب من عنصر مشارك إلى فئة وعنصر مبادر يقود معركة الإصلاح ويساهم في ربحها بانخراطه المسؤول والواعي بفضل الرؤية الجديدة التي أراد ها الحزب وجعل منها الرئيس أخنوش أولويته منذ انتخابه على رأس الحزب نهاية أكتوبر 2016.
إن أهمية الجامعة الصيفية للشباب تكمن في قوة القدوة التي تمثلها هذه الفئة الصلبة داخل المجتمع والحزب والمميزات التي تحظى بها في المغرب الجديد في سبيل الارتقاء المجتمعي في سبيل تعزيز البناء الديمقراطي والتنموي الذي ارتضته بلادنا تحت القيادة الرشيدة لجلالة الملك.
ولما يمثله من رمز للثورة الأخلاقية والثقافية والاجتماعية وقوة للإبداع والعطاء والتغيير في مواجهة ثقافة متخنة بالأجوبة الجاهزة أو ثقافة متضايقة من الأسئلة وروح المبادرة.
إن الفهم الجيد لدور الشباب في الحياة السياسية والحزبية والوعي الكبير به قاد الرئيس أخنوش إلى إعلان ثورة الإصلاح الحزبي بإحداث فدرالية للشباب تعكس تنوع المغرب وغناه المجتمعي والثقافي وتعدد الشرائح الاجتماعية المؤمنة بمشروعه السياسي وأطروحته الفكرية والمذهبية المتمثلة في الديمقراطية المجتمعية.
الجامعة الصيفية شكلت فضاء للحوار والنقاش وإطارا لاستكشاف الطاقات المهدورة للشباب الذي يشكل عصب كل ثورة تنموية منشودة. الشباب بأزيد من 3000 شابة وشاب التأم في مراكش على مدى3 أيام تحاور وتناقش وتواصل في لقاء غير مسبوق وسطر خطة عمل مستقبلية للنهوض بواقعه والإسهام في الرقي بالوطن والإعلان عن رغبته الحقيقية في الوجود والعطاء والتصميم على المشاركة السياسية الفاعلة الهادفة والمنفتحة على الآخر.
قطار الإصلاح انطلق في مساره نحو إقامة علاقات متوازنة مع كل أطراف مكونات الحزب بفضل رؤية الرئيس وهو الرجل أجمعت مكونات الحزب على كونه حاملا للقيم والأخلاق ومتشبع بالوطنية العالية ومؤمن بتوابث البلاد حريص على تطبيق قيم الحداثة في إطار الحفاظ والتشبع بالتقاليد والأخلاق التي تميز المغرب منذ مئات السنين
