ثمن محمادي توحتوح، النائب البرلماني عن فريق التجمع الوطني للأحرار، في مداخلة له خلال مناقشة القانون الإطار رقم 03.22 بمثابة ميثاق الاستثمار بلجنة المالية والاقتصاد بمجلس النواب، أول أمس الثلاثاء، المجهود الذي يقوم به محسن الجزولي، الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بالاستثمار والالتقائية وتقييم السياسات العمومية، لإخراج هذا القانون الذي وصفه بالمهم، تنفيذا لتوجيهات جلالة الملك نصره الله والتزامات الحكومة في برنامجها.
واعتبر توحتوح أن هذا المشروع جد مهم ومحفز للاستثمار، وجاء ليواكب التحولات التي تعرفها البلاد، التي أصبحت اليوم بفضل مجموعة من الإصلاحات المختلفة جاذبة للاستثمار، ما كان يتطلب قانون للاستثمار يكون في مستوى الفرص التي يتيحها المغرب.
وأبرز أن هذا المشروع فيه الكثير من الانسجام مع البرنامج الحكومي، لمساهمته في تشجيع الاستثمار الموفر للثروة وفرص الشغل، ولتضمنه مجموعة من التحفيزات التي تحقق التوازن وتقضي على الفوارق بين المناطق، من خلال الدعم الذي سيقدم للمستثمرين تشجيعا لهم على الاستثمار في مناطق لم يكن يقصدها أحد، مشددا على أن المنحة الترابية ستضع حدا لهذه الفوارق بين الجهات والأقاليم.
وسجل على أن التأكيد في هذا المشروع على تعويض الواردات بالإنتاح الوطني له أهمية كبيرة، خاصة وأن من بين الإجراءات التي جاء بها البرنامج الحكومي تشجيع وسم “صنع في المغرب” الذي تهدف الحكومة من خلاله إلى خلق أزيد من 100 ألف منصب شغل وتعويض 34 مليار درهم من الواردات بمنتوج وطني.
وثمن توحتوح إصلاحات موازية أخرى يهدف إليها المشروع، سيتم مواصلتها أو مباشرتها في مجال الولوج إلى التمويل وتعزيز تنافسية قطاع اللوجستيك، واللجوء إلى الطاقات المتجددة، والولوج إلى العقار، “فمشكل العقار وحده يشكل في أحيان كثيرة عائقا للاستثمار والتنمية، ليس فقط لثمنه المرتفع وإنما أيضا لوضعيته القانونية، سواء كان الأمر يتعلق بعدم تغطيته بوثائق التعمير أو بوضعية نظامه القانوني التي غالبا ما تكون قديمة لا تواكب متطلبات المرحلة”، حسب تعبيره.
وضرب النائب البرلماني المثال بمنطقة بوعرك المحاذية لمدينة الناظور التي يؤطرها قانون ضم الأراضي الفلاحية منذ أواخر السيتينات، واليوم بعد مرور أكثر من نصف قرن أصبحت المنطقة تعطي فرص استثمارية اكثر أهمية من الفلاحة، خاصة وأن المنطقة لم تعد تستغل فلاحيا كما كان، نظرا لعدة أسباب، “كما أن إقليم الناظور بفضل مجموعة من الأوراش التي عرفها، أصبح يوفر فرص مهمة للاستثمار يجب استغلالها ومواكبتها على مختلف المستويات”، على حد قول توحتوح.
وفي ختام كلمته، دعا توحتوح الجزولي لتعبئة كل المتدخلين لتوفير الظروف المناسبة للاستثمار ومعالجة مشاكل الولوج إلى التمويل والعقار.