أكد أنيس بيرو، عضو المكتب السياسي لحزب التجمع الوطني للأحرار، والمنسق الجهوي للحزب بالجهة 13 (مغاربة العالم)، أن الحكومة تشتغل على تنزيل برامج مختلفة تجيب على الوعود والالتزامات التي قدمتها للمغاربة، مشيرا إلى أن الأمر يتضح من خلال ما قامت به الحكومة في ظرف شهرين من تنفيذ عدد من القرارات والإجراءات على شكل برامج تركز على أولويات المواطنات والمواطنين.
وفي هذا الصدد، أكد بيرو، الذي حلّ ضيفا أمس الأربعاء، على برنامج “لقاء مع الصحافة” الذي يُبث على أثير الإذاعة الوطنية، على أن البرنامج الحكومي يتضمن الكثير من الالتزامات التي سبق وقدمها الحزب في برنامجه الانتخابي، الذي جاء بعد عمل كبير شمل ثلاث جولات جهوية للجهات الـ 12 بالإضافة إلى الجهة 13، مبرزا أن الأمر يتعلق بعملية إنصات وتفاعلية غير مسبوقة، والتي أسفرت عن تحديد أولويات المواطنات والمواطنين.
وأضاف أن هذه الأولويات أصبحت التزامات حكومية من خلال البرنامج الحكومي، مردفا “ولم نعد نتحدث عن برنامج حزبي، بل برنامج حكومي تحمله ثلاثة أحزاب تمثل أغلبية قوية ومتماسكة”.
وبخصوص تنزيل الوعود، أكد بيرو على أن الحكومة باشرت بسرعة تنزيل وتنفيذ برامجها، منها تنزيل الورش الملكي الكبير المتعلق بالحماية الاجتماعية، بحيث قامت باتخاذ جملة من التدابير في هذا الإطار خلال الشهرين الماضيين، وهو وقت وجيز يؤكد مدى وعي الحكومة بضرورة ربح الوقت.
وفي نفس السياق، ذكّر بيرو بعدد من الإجراءات التي جاءت في قانون المالية لسنة 2022، على غرار تخصيص الحكومة لـ7 ملايير درهم لإنهاء مشكل ترقيات الأساتذة وهو الملف العالق منذ أزيد من سنتين، وأيضا تخصيص 200 مليون درهم لدعم تنزيل وتفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية، وغير ذلك من الإجراءات المهمة.
وشدّد المتحدث نفسه على أهمية الهندسة الحكومية، والتقائية السياسيات، التي سبق وتحدث عنها النموذج التنموي الجديد، مشيرا إلى أنه في هذا الصدد، تم تخصيص وزارة خاصة بالتقائية السياسات وأيضا تقييم السياسات العمومية.
أما فيما يتعلق بإصلاح المنظومة التعليمية، أكد أن هذا الورش يعتبر من ركائز الدولة الاجتماعية، مشيرا إلى أن تجويد التعليم والاهتمام بالأستاذ من بين النقط الأساسية، من خلال تكوين فعال وقيّم للأساتذة وانتقاء كفاءات مهمة تتوفر لديها قابلية وإرادة للاشتغال في هذا القطاع وتحمل المسؤولية.
وفي نفس السياق، أشار بيرو إلى ضرورة الاهتمام أيضا بنساء ورجال التعليم من الناحية الاجتماعية، مؤكدا أنهم يستحقون أن يكونوا على رأس هرم السلم الاجتماعي، لأنهم يتحملون مسؤوليات كبيرة في ما يتعلق بتنشئة أجيال الغد.
وأكد بيرو المقاربة التي اعتمدها شكيب بنموسى في التعليم مقاربة جيدة جدا فيها شمولية وجرأة، وتضع المسؤولية على جميع الفعاليات والمتدخلين من أجل إنجاح هذا الورش الإصلاحي، من أجل أجيال المستقبل ومغرب الغد، مردفا “هذا الورش يتطلب قرارات جريئة وشجاعة وتعبئة وطنية من جميع المتدخلين.. نتحدث هنا عن الأفعال والقرارات وليس الإجراءات”.
وتابع: “هذا الملف في يد كفاءة عالية ومطمئن جدا لأن بنموسى على رأس هذا الملف، وأيضا لأن عزيز أخنوش رئيس للحكومة يولي أهمية كبيرة جدا لقطاع التعليم”، مضيفا “الأساسي هو أن ننتهي مما قد يعكر ورش الإصلاح، وقطاع التعليم ليس مكانا للمزايدات والإيديولوجية، لأن الأمر يتعلق بمستقبل البلاد”.
وبالنسبة للنقاش الذي صاحب شروط الولوج إلى وظيفة التعليم، يضيف بيرو، أن هناك فعلا مشاكل تتعلق بالتشغيل، وهذا من بين أولويات حزب التجمع الوطني للأحرار، ومن أولويات البرنامج الحكومي، مشيرا إلى أن معالجة إشكاليات التشغيل تتم من خلال مقاربة خاصة بهذا القطاع، إذ أن هناك برامج خاصة بهذا الملف جاءت بها الحكومة، على غرار برنامج “أوراش” و”فرصة” وغيرها من البرامج التي سيتم تنزيلها.
وأضاف: “أما التعليم لا يجب أن يوجّه لحل إشكاليات التشغيل، لأن التعليم يحتاج إلى شروط معينة”.
أما بالنسبة للأغلبية الحكومية، أكد بيرو على تماسك تجانس التحالف الحكومي، مضيفا أن هذا ما جسّده ميثاق الأغلبية الذي تم توقيعه بعد شهرين من تشكيل الحكومة، الذي جاء بعدد من الهيئات التي ستسهر على هذا التماسك، ولتتبع عمل الحكومة، مضيفا أن هذا العمل لا يتوقف على صعيد الحكومة والبرلمان بل يتجاوز ذلك إلى مجالس الجهات والجماعات.