قامت نادية بوعيدا، رئيسة لجنة الشؤون الخارجية والدفاع الوطني والشؤون الإسلامية والمغاربة المقيمين بالخارج، بزيارة عمل إلى فيينا، عاصمة النمسا، في الفترة ما بين 15 و19 يناير الجاري، التقت خلالها عدداً من الشخصيات والمسؤولين بهدف بحث سبل تعزيز التعاون وعرض وتبادل مختلف التجارب والخبرات بين البلدين في المجالات ذات الاهتمام المشترك.
وذكر بلاغ لمجلس النواب أن بوعيدا التقت بمقر البرلمان النمساوي، بنيكو مارشيتي، عضو البرلمان النمساوي، رئيس مجموعة الصداقة شمال إفريقيا النمسا، بحضور مونيكا رينر، عضو حزب الشعب النمساوي، وجورج ستاراسر، عضو البرلمان النمساوي.
وأكدت بوعيدا على متانة العلاقات التي تربط البلدين، خصوصا وأن هذه السنة تتزامن مع الذكرى 240 سنة لتأسيس العلاقات التاريخية بين المملكة المغربية وجمهورية النمسا، مؤكدةعداد لجنة الخارجية لمزيد من التعاون المشترك من أجل تقوية العلاقات بين البرلمانين.
وأبرزت الرئيسة، خلال هذا اللقاء، على الخيار الديمقراطي الذي نهجه المغرب باعتباره أحد الثوابت الدستورية للمملكة، كما عرضت الأوراش الكبيرة التي أُطلقت تحت القيادة الرشيدة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، لتنزيل أسس الدولة الاجتماعية، مؤكدة، في ذات السياق، أن التجربة الديمقراطية المغربية، والتي تعد نموذجا يحتذى به في المنطقة الإفريقية والعربية، ماضية في الترسيخ، وهو ما عكسته الاستحقاقات الانتخابية. كما تطرقت إلى طريقة اشتغال البرلمان المغربي والخطوات التي قام بها من أجل تعزيز الديمقراطية التشاركية.
كما التقت بوعيدا، سضيف البلاغ المذكور، وولفانغ سوبوتكا، رئيس المجلس الوطني للنمسا، بحضور السيد ماري-تيريز إيرمجيز، ممثلاً عن الوزارة الفدرالية للشؤون الأوروبية والدولية، واجتمعت لاحقاً بفلوريان فروشر، نائب وزير الشغل والاقتصاد النمساوي، حيث أكدت خلال هذين الاجتماعين، على انفتاح المغرب على مختلف التجارب الديمقراطية للبلدان الصديقة والشقيقة ومد يده للتعاون المشترك على المدى البعيد، معتبرة أن النمسا واحدةٌ من الدول التي تحظى بمكانة خاصة لدى المغرب.
وجددت بوعيدا قناعتها بأن التعاون بين المؤسسات التشريعية سيكون مثمراً لما فيه صالح الشعبين والبلدين.
وفي معرض حديثها، تطرقت بوعيدا إلى المكانة الريادية التي يحتلها المغرب قاريا وجهويا، اليوم باعتباره بلداً يتميز بكل مقومات الاستثمار في مختلف المجالات لما يتميز به من بنيات تحتية مهمة وكذا ما يعيشه من استقرار وما يعرفه من مناخ سياسي واجتماعي إيجابي، كما تقرُّ به عددا من المنظمات والهيئات الدولية، وأيضاً باعتباره بوابة الاستثمار في إفريقيا، بالإضافة إلى الموقع الذي يحتله مع الاتحاد الأوروبي كشريك استراتيجي، معتبرة أن كل هذه العوامل قد يشكل للنمسا فرصة لتعزيز العلاقات الثنائية المغربية النمساوية، وكذا الانخراط في العلاقات ثلاثية الأبعاد مع الدول الإفريقية جنوب الصحراء.
وركّزت بوعبدا في مداخلتها أيضاً إلى التدابير التي اتخذتها المملكة المغربية في مجال تحفيز الاستثمار وتحسين جاذبيته، كما ذكّرت بالإجراءات التي قامت بها الحكومة في هذا الصدد، إضافة إلى الحديث عن الإصلاحات الكبرى التي عرفتها المملكة المغربية والتي همت الجانب الاقتصادي والتي كان لها الوقع في تحسين الوضعية الماكرو اقتصادية للبلاد وفي تعزيز انفتاح وتنافسية الاقتصاد الوطني في السوق الدولية، مرجحةً ذلك إلى اتفاقيات التعاون والتبادل الحر الثنائية ومتعددة الأطراف التي تجمع الـمغرب بشركائه من مختلف القارات، إضافة إلى تشجيع الـمبادرة الحرة من خلال اعتماد التدبير اللاّمُتَمَرْكِز للاستثمار في إطار الجهوية المتقدمة التي شرع الـمغرب في تنزيلها على أرض الواقع تنفيذاً للتوجيهات الملكية السامية.
وفي ختام سلسلة اللقاءات التي أجرتها بوعيدا، في إطار زيارة عمل للنمسا، التقت السيدة الرئيسة بالدكتور هانز سووبودا، رئيس المعهد الدولي للسلام بفيينا، حيث شكل اللقاء فرصة للاطلاع على ما يقوم به المعهد في سبيل ترسيخ أسس السلام بين الشعوب، باعتبار المغرب نموذجا للتسامح والحريات والتعايش.
واشار البلاغ إلى أن رئيس مجلس النواب، راشيد الطالب يالعلمي، كلن قد سبق أن قام خلال الفترة الممتدة من 14 إلى 17 دجنبر 2022، بزيارة عمل وصداقة لجمهورية النمسا، وذلك بدعوة من نظيره رئيس المجلس الوطني Wolfgang Sobotka.