قام وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، شكيب بنموسى، أمس الاثنين، بزيارة لعدد من المؤسسات التعليمية بجهة فاس – مكناس للاطلاع على سير تنزيل مشروع قافلة “البرمجة للجميع”، كما شكلت مناسبة، لمواصلة تفقد مدارس الريادة بأقاليم المملكة، وخاصة بالعالم القروي.
وذكر بلاغ لوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة إلى أن المحطة الأولى شملت زيارة مدرسة الزراردة الابتدائية، بجماعة الزراردة بالمديرية الإقليمية تازة، حيث اطلع الوزير على تنفيذ مشروع قافلة “البرمجة للجميع”، وحضر جانبا من الحصص المخصصة للتلميذات والتلاميذ، والتي تهم بالأساس مبادئ الحاسوب والذكاء الاصطناعي والبرمجة المعلوماتية والروبوتات التربوية، وذلك بإشراف من الأستاذات والأساتذة، حيث يستفيد المتعلمون من حصص البرمجة، بمعدل 6 حصص (مدة كل حصة: 2 ساعتين).
وأشار البلاغ إلى أن هذا المشروع يهدف إلى تعزيز الإبداع والتفكير النقدي وإيجاد الحلول لدى التلميذات والتلاميذ وضمان مبدأ المساواة وتكافؤ الفرص في الولوج إلى ثقافة المعلوميات والبرمجة والروبوتيك، كما يولي أهمية خاصة للمتعلمات والمتعلمين بالوسط القروي والمناطق النائية، وبجانب النوع من خلال استفادة التلميذات.
ووفق المصدر ذاته، فإن هذا المشروع يتماشى مع التزامات خارطة الطريق 2022-2026، التي تشجع على إدراج الرقمنة داخل الفصول الدراسية من خلال تجهيزها بالوسائل الرقمية، وبرمجة أنشطة وورشات البرمجة ضمن الأنشطة الموازية، مما يساهم في تحفيز التلميذات والتلاميذ وتعزيز تمكنهم من التعلمات وضمان تفتحهم.
وأضاف أنه، بالنسبة لهذا الموسم الدراسي، يتم تنزيل المشروع بـ 16 مديرية إقليمية، ويشمل 507 مؤسسة تعليمية بالوسط القروي، ويستفيد منه حوالي 74 ألف تلميذة وتلميذ، بتأطير من 1.231 أستاذة وأستاذ، وذلك في أفق التعميم التدريجي، لافتا إلى أن توسيع هذا المشروع في أفق سنة 2026، سيمكن من الاستفادة التدريجية لجميع تلاميذ السنة السادسة ابتدائي، والبالغ عددهم 625.000، أخذا بعين الاعتبار الوسط القروي والحضري وشبه الحضري.
وأشار البلاغ إلى أن تنزيل المشروع يعتمد إضافة للمجهودات المبذولة من طرف الوزارة والفاعلين الداخليين، على دعم المبادرة الوطنية للتنمية البشرية على مستوى التنزيل الترابي، إضافة لانخراط جمعيات المجتمع المدني، حيث تساهم في نقل التجهيزات الرقمية، وتركيبها ومواكبة الأستاذات والأساتذة.
وزار الوزير، حسب المصدر ذاته، في محطة ثانية، مدرسة المنظر الجميل الابتدائية بجماعة تاهلة، حيث عاين سير تنزيل مشروع “مؤسسات الريادة”، الذي يشكل المدخل الأساسي لربط الإصلاح بالفصول الدراسية بتركيزه على تحسين التعلمات الأساس لدى التلميذات والتلاميذ، وعاين خلال هذه الزيارة سير العملية التعليمية وفق المقاربات البيداغوجية الجديدة.
ولفت إلى أنه تم خلال الموسم الدراسي الحالي، إرساء برنامج مؤسسات الريادة في 626 مدرسة ابتدائية عمومية تغطي مجموع التراب الوطني، بمشاركة طوعية لـ 10.700 أستاذة وأستاذ، بالإضافة إلى انخراط 157 مفتشة ومفتش تربوي للتأطير والمواكبة في عملية التنزيل، مسجلا أن هذه المؤسسات تستقبل 322.000 تلميذة وتلميذ من الوسطين القروي والحضري، كما سيتم انطلاقا من الموسم الدراسي المقبل توسيع هذه التجربة بمعدل 2.000 مؤسسة سنويا في أفق التعميم.
كما اطلع الوزير على تجهيز الفصول الدراسية بأركان القراءة، وذلك في إطار مواكبة ودعم عملية تجهيز جميع الفصول الدراسية بمؤسسات السلك الابتدائي “بركن القراءة” بمختلف جهات المملكة، حيث سيمكن هذا المشروع التلميذات والتلاميذ من الاستفادة من المكتبات الصفية مع اعتماد برنامج للمواكبة يهدف إلى جعل الفعل القرائي عادة يومية لديهم.
وأوضح البلاغ أنه، في هذا الصدد، عملت الوزارة على إرساء 60.000 ركن للقراءة، يضم كل ركن منها 50 كتابا باللغتين العربية والفرنسية، مع اعتماد برنامج للمواكبة داخل الفصول الدراسية وخارج أوقات الدراسة بهدف تحبيب الفعل القرائي لدى التلميذات والتلاميذ.
وخلص المصدر ذاته إلى أن الوزير اختتم زيارته لهذه المؤسسة بالوقوف على تنزيل مشروع المؤسسة المندمج بها، باعتباره أداة فعالة في خدمة التحول بالمؤسسات التعليمية، حيث يهدف إلى تحسين جودة التعلمات من خلال تركيزه على مجالات عمل تحقق ملاءمة للبرامج التعليمية، واعتماده على منهجية جديدة ترتكز على تعبئة المتدخلين وتشجيعهم على اعتماد الممارسات البيداغوجية الجديدة، كما يمنح للمؤسسات التعليمية مزيدا من الموارد المالية والاستقلالية وتبسيط المساطر من أجل تنزيل الإصلاح التربوي.