انعقدت أمس الأربعاء بالرباط، أشغال الدورة العادية للجنة الوطنية للتربية والعلوم والثقافة، والتي تتزامن هذه السنة مع الاحتفال بالذكرى الخامسة والستين لإنشاء اللجنة.
وشهدت هذه الدورة، التي ترأس أشغالها رئيس اللجنة الوطنية، وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، شكيب بنموسى، استعراض الأمين العام للجنة الوطنية، جمال الدين العلوة، حصيلة اللجنة وتقريرها المالي برسم سنة 2022، وخطة عملها ومشروع ميزانيتها برسم سنة 2023، وذلك قبل عرض وثائق الدورة ومشاريع توصياتها على مصادقة الأعضاء.
وتضمنت خطة عمل اللجنة الوطنية برسم سنة 2023، على الخصوص، مواصلة مشروع إعداد موسوعة الأعلام المغربية، وكذا إطلاق النسخة الثانية من برنامج جوائز اللجنة الوطنية، ومتابعة البرامج والأنشطة المتعلقة بعشرية الأمم المتحدة للمحيطات، بتنسيق مع اللجنة الوطنية للتنسيق في مجالات الهيدروغرافية وعلم المحيطات والخرائطية البحرية (CNCHOC) وبرنامج الإنسان والمحيط الحيوي وبرنامج المنتزهات الجيولوجية، وتعزيز الحضور المغربي في مختلف هياكل المنظمات الثلاث.
وفي كلمة له بالمناسبة، أكد بنموسى، أن سنة 2022 عرفت تسجيل حصيلة متنوعة من الإنجازات، تميزت بالأساس بمباشرة إدخال تغييرات عميقة على الإطار القانوني للجنة الوطنية، همت اختصاصاتها وتركيبتها ومصادر تمويلها.
وأوضح أن هذا الإطار القانوني الذي تم تغييره بمعية اللجنة المختصة بالشؤون القانونية والشراكة، سيساعد على الارتقاء بمهام اللجنة الوطنية بعد المصادقة النهائية عليه، مبرزا أنه سيجعل من اللجنة شريكا فعليا لفائدة القطاعات الحكومية والمؤسسات العامة والخاصة المهتمة بمجالات التربية والعلوم والثقافة والتنمية المستدامة والبيئة والشباب والرياضة والاتصال، وكذا بالمجالات الجديدة التي أصبحت تشتغل عليها اللجنة الوطنية كعلم البحار والمحيطات والذكاء الاصطناعي.
وسجل أن حصيلة السنة الماضية تميزت باستمرار انخراط اللجنة في أنشطة وبرامج منظمات اليونسكو والإيسيسكو والألكسو، حيث تمكنت مدينتا إفران ومراكش من الانضمام إلى شبكة اليونسكو العالمية لمدن التعلم، وحصول منتزه شفشاون على منحة اليونسكو لإعداد ملف الانضمام للشبكة العالمية للمنتزهات الجيولوجية لليونسكو.
ومن جهته، أبرز وزير الإدماج الاقتصادي والمقاولة الصغرى والتشغيل والكفاءات، السيد يونس السكوري، في كلمة تليت بالنيابة عنه، أن المغرب يولي أهمية قصوى لمجالات التربية والتكوين والعلوم والثقافة، وهو ما يعبر عنه النموذج التنموي الجديد للمملكة، لافتا إلى أن هذا الاهتمام يتجسد أيضا في الأوراش الكبرى لإصلاح المنظومة الوطنية للتربية والتكوين والبحث العلمي.
وأضافت أن الوزارة تعمل على جعل هذا القطاع رافعة حقيقية للنمو الاقتصادي وعاملا مهما لإغناء الرأسمال البشري وتقوية التنمية الشاملة والمستدامة، وذلك عبر تنزيل مجموعة من البرامج التي يمكن أن تكون موضوعا للتعاون مع المنظمات الدولية.
ومن جانبه، شدد ممثل وزارة الشباب والثقافة والتواصل، محمد بنيعقوب، أن الضرورة تقتضي مواصلة التعبئة وانخراط الجميع، كل من موقعه ومسؤوليته، من أجل المساهمة بشكل فعلي وعملي في مواكبة الدينامية التي يعرفها المغرب.
وأعرب عن التطلع في أن تتعبأ اللجنة الوطنية للتربية والعلوم والثقافة، وتستثمر حجم علاقاتها مع المنظمات الدولية والإقليمية والعربية ذات الاختصاص، من أجل تعزيز الموقع الريادي للمغرب.
وعبر تقنية التناظر المرئي، أبرز السفير والممثل الدائم للمغرب لدى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، سمير الظهر، العمل الذي يتم القيام به لتعزيز حضور المغرب على مستوى منظمة اليونسكو، وكذا من أجل تحسين النظام التعليمي بغية تحقيق الهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة لأجندة 2030. وفي سياق متصل، سلط باقي المشاركون الضوء على علاقات التعاون المثمرة التي تربط اللجنة الوطنية للتربية والعلوم والثقافة بالمنظمات الدولية.
وشهدت هذه الدورة توقيع اتفاقية إطار للتعاون بين اللجنة الوطنية ومؤسسة “كونراد أديناور” الألمانية من طرف شكيب بنموسى، والممثل المقيم للمؤسسة بالمغرب، ستيفن كروغر، وذلك لتطوير التعاون بين الطرفين في مجالات التربية والعلوم والثقافة.
كما تم خلالها الإعلان عن نتائج النسخة الأولى لبرنامج جوائز اللجنة الوطنية في مجالات البحث العلمي في مجال الذكاء الاصطناعي، والتربية على التنمية المستدامة، وتنمية الحس المقاولاتي لدى متدربي التكوين المهني، والاعتناء بالتراث الثقافي الوطني.