اعتبر شكيب بنموسى، عضو المكتب السياسي لحزب التجمع الوطني للأحرار، ووزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، أن قطاع التعليم هو أساس تفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية، و”بالتالي، فهدفنا اعتماد الأمازيغية بالتدرج من المستوى الابتدائي إلى الثانوي”، حسب تعبيره.
وتابع بنموسى، في ندوة بعنوان “تفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية، إرادة راسخة والتزام ثابت”، المنظمة من طرف التجمع الوطني للأحرار وجبهة العمل الأمازيغي، أمس الخميس، أن هناك مجموعة من الإجراءات التي تكرس الطابع الرسمي للأمازيغية، منها الرؤية الاستراتيجية لإصلاح خارطة الطريق، والنموذج التنموي، والبرنامج الحكومي، والقانون الإطار، ما يدل أهمية الأمازيغية في المدرسة.
وأبرز أنه يجب السعي أيضا إلى بناء هندسة لغوية متكاملة من أجل التمكن من اللغات الوطنية، وفي نفس الوقت الانفتاح على اللغات الأجنبية.
وشدد على ضرورة اعتماد الأمازيغية كلغة وطنية من التعليم الأولي والابتدائي، على الرغم من أن القانون تدريجي، غير أنه يجب، حسب بنموسى، تعميم هذه اللغة في الإعدادي والثانوي التأهيلي أيضا، “هناك مجهود كبير في هذا الباب ولا زال أمامنا ما يجب القيام به”، حسب تعبيره.
وأفاد أن وزارة التربية الوطنية بدأت، منذ خطاب أجدير، الاشتغال مع المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، لإعداد البرامج والكتب المدرسية المتعلقة بالأمازيغية، مبرزا أنه منذ 5 سنوات من الآن تمت مراجعة كل المناهج والمواد التي همت منهج الدراسي الأمازيغي، كما تم تطوير عدد من الدلائل البيداغوجية التي يمكن أن تساعد الأساتذة في تدريس الأمازيغية، وكل هذا يمكن اعتباره مكسبا، كما يقول.
وأكد على وجوب إيلاء الاهتمام لبرامج الابتدائي وإعطاء الأمازيغية مكانة خاصة، وذلك على مستوى الثقافة والتاريخ أيضا، كما شددر على ضرورة أن تكون الأمازيغية في جانبها الهوياتي في بداية الدراسة حتى يتعرف الأطفال عن هويتهم.
كما يجب، حسب بنموسى، الاهتمام بالأمازيغية في مستواها التنظيمي الذي من الممكن أن يساعد في تنزيل تعميم تدريس الأمازيغية في المنظومة التربوية، وتحديد هندسة التعليم المدرسي، واختيار التدرج الملائم للأطفال، حتى يتمكنوا من اللغات، والأمازيغية على وجه التحديد.
وأكد على ضرورة الاستفادة من التجارب الناجحة في تدريس اللغات ومواجهة الصعوبات الراجعة للجانب البيداغوجي، والاجتهاد في إيجاد وسيلة حتى يتمكن الطفل من اللغة، ويأخذ اللغة الأمازيغية بعين الاعتبار.
كما أبرز أهمية دمج اللغة الأمازيغية في تكون الأساتذة في المراكز الجهوية، و”هذا ما نشتغل عليه اليوم مع وزارة التعليم العالي في إطار اتفاقية شراكة، حتى ندمج الأمازيغية في مسالك إجازة التربية التي تعتبر المصدر الرئيسي لتوظيف الأساتذة، هذا سيساعدنا حتى يكون لدينا جانب متخصص، وتكوين أساتذة مزدوجي اللغة”، وفق قوله.
وأفاد أنه تم تكوين آلاف الأساتذة في المعهد الملكي في تخصص اللغة الأمازيغية، لكن على أرض الواقع لا يدرسها سوى 3 في المائة، ولذلك “هدفنا رفع هذه النسبة حتى يتمكن الجميع من الاشتغال في المدارس وباعداد كافية، كما نهدف إلى رفع عدد الأساتذة الذين لديهم تكوين مزدوج”، يضيف بنموسى.
وتابع: “كما نهدف إلى وضع خريطة لشبكة المؤسسات التعليمية التي تدرس الأمازيغية، وجعلها تتوسع تدريجيا في الأربع أو الخمس سنوات القادمة حتى نتمكن من تعميمها”.
وكشف بنموسى توقيع اتفاقية جديدة، يوم الثلاثاء بمدينة الخميسات، الهدف منها إنشاء منصة لتعليم الأمازيغية، مفتوحة للعموم، ستساعد عددا من التلاميذ على تعلم اللغة الأمازيغية، خصوصا من يدرسونها ويرغبون في تحسين أدائهم، كما سيستخدم المنصة كذلك الأطفال والأسر الموجودين خارج الوطن، لصعوبة تدريسها في المدارس الأجنبية.
واعتبر أن هناك مجموعة من الإكراهات العملية والموضوعية في بعض الأحيان، لعدم إجراء بعض البحوث الضرورية لمواكبة هذا التنزيل، لذلك شدد على ضرورة الاشتغال على جانب البحث والسوسيولوجي لاستخلاص هذه الإكراهات.
وختم بنموسى كلمته بالقول: “يجب تجاوز الإكراهات عن طريق تحقيق هذه الأهداف والإجراءات التي هي في متناولنا، ويجب أن نمتلك برمجة جدية، مع التركيز على المرحلة الابتدائية في هذه المرحلة، وخلال الثلاث سنوات القادمة سنعمل على تدريس الامازيغية بي المرحلة الثانوية ابتداء من هذه السنة، مع الاشتغال على تطوير وتهييء المناهج والكتب الدراسية الضرورية”.
وزاد: “نحن نعي جيدا أن هذا مسار طويل ويحتاج بعض الوقت، لكن وجب أن نتخذه بجدية حتى نحقق النتائج المرجوة”.