أفاد وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، شكيب بنموسى، أمس الاثنين بمجلس النواب، بأن عدد المستفيدات والمستفيدين من خدمة النقل المدرسي برسم الموسم الدراسي 2023/2024، بلغ 580 ألف تلميذة وتلميذ ( 83 في المائة منهم بالوسط القروي)، وهو ما يشكل نسبة زيادة تناهز 31 في المائة مقارنة مع موسم 2021/2022، معلنا كذلك عن توسيع شبكة “مؤسسات الريادة” لتشمل 230 إعدادية في الموسم الدراسي المقبل.
وأوضح الوزير ردا على سؤال خلال جلسة الأسئلة الشفهية حول “معالجة إشكالية النقل المدرسي بالعالم القروي”، أن خدمة النقل المدرسي تعد من بين الاختصاصات الذاتية للعمالات والأقاليم، مبرزا أن الوزارة تسعى، بالنظر إلى الأهمية القصوى التي يحظى بها هذا المرفق، إلى مواكبة ودعم تحسين هذه الخدمة.
وأشار في هذا الإطار، إلى أن عدد الحافلات المدرسية عرف تطورا مهما، حيث بلغ برسم الموسم الدراسي الجاري حوالي 8900 حافلة مدرسية، أي بنسبة زيادة تبلغ 26 في المائة مقارنة مع موسم 2021/2022.
ولفت المسؤول الحكومي إلى أن هذا التطور تأت ى بفضل المجهودات المبذولة من طرف المجالس الترابية والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية وباقي المتدخلين والشركاء، مؤكد أن الوزارة تطمح في أفق سنة 2026 إلى الرفع من عدد المستفيدين ليبلغ 700 ألف مستفيد وبلوغ 10 آلاف حافلة للنقل المدرسي.
ومن أجل الارتقاء بهذه الخدمة، يضيف بنموسى، تعمل الوزارة بتنسيق مع وزارة الداخلية على إرساء مخطط مندمج، سيتم تنزيله على المدى القريب، يعتمد على ترصيد نماذج مبتكرة لتدبير هذا المرفق الحيوي للمنظومة التربوية.
وفي معرض جوابه على سؤال حول “تقييم تجربة مؤسسات الريادة”، خلال جلسة الأسئلة الشفوية، أفاد بنموسى، بأنه سيتم توسيع شبكة مؤسسات الريادة لتشمل السلك الثانوي الإعدادي خلال الموسم الدراسي المقبل، حيث ستهم 230 إعدادية عمومية على المستوى الوطني.
وأوضح أن هذا البرنامج سيهم على المستوى السلك الإعدادي 200 ألف تلميذة وتلميذ، ابتداء من الدخول المدرسي المقبل، مشيرا إلى أن نموذج إعداديات الريادة يروم “معالجة التعثرات لدى التلميذات والتلاميذ في هذا السلك وتقديم الدعم المدرسي لهم ومساعدتهم على النجاح، وذلك من خلال إرساء آلية يقظة وتوفير المواكبة اللازمة للتلاميذ المعرضين للهدر المدرسي”.
وعلى المستوى الابتدائي، أكد الوزير أن الموسم الدراسي المقبل سيشهد ” توسيع نطاق مشروع مؤسسة الريادة، وذلك بإضافة ألفي مدرسة ابتدائية سيستفيد منها ما يقارب مليون تلميذ، مبرزا أن “الوزارة تبنت هذه الوتيرة المتدرجة للتوسيع بهدف المحافظة على الجودة اللازمة وتوفير كافة الظروف الملائمة لإنجاح التجربة”.
وأضاف أنه لتنزيل هذا المشروع انطلقت عملية تكوين حوالي 400 مفتش ومفتشة للسهر على تكوين 32 ألف أستاذة وأستاذ قبل الدخول المدرسي المقبل، وذلك “لضمان جاهزية المؤسسات التعليمية المنخرطة، وتجهيز الفصول الدراسية وتهيئة فضاءات كافة مؤسسات الريادة المعنية”.
وبخصوص حصيلة تجربة “مدارس الريادة”، كشف المسؤول الحكومي أنه “تم إرساء برنامج مؤسسات الريادة برسم الموسم الدراسي الحالي على مستوى626 مدرسة ابتدائية عمومية بمشاركة حوالي 11 ألف أستاذ ومفتش، والذي هم 322 ألف تلميذة وتلميذا”.
وفيما يتعلق بتقييم هذه التجربة، أبرز الوزير أنه تم إنجاز تقييم موضوعي، وذلك من خلال تقييمات داخلية وتقييمات خارجية، أبانت عن “مدى أثر هذا المشروع في تحسين مستوى تعلمات التلاميذ ووقعه الإيجابي في إصلاح المنظومة التربوية”، كما تقدم هذه التقييمات، يضيف الوزير، مقترحات “لتجويد المشروع من أجل بلوغ التحول المنشود للمدرسة العمومية”.
ومن جانب آخر، ذكر بنموسى بمكونات مشروع مؤسسة الريادة والتي تتمثل أساسا في “تقديم الدعم الاستدراكي لفائدة التلميذات والتلاميذ مجانا داخل المؤسسات التعليمية، ومراجعة منهجية التدريس، وتوفير تكوين إشهادي للأساتذة، وتجهيز الفصول الدراسية بالوسائل الرقمية، وتجويد ظروف الاستقبال بالمؤسسات التعليمية”.