أكدت أمينة بنخضراء، رئيسة الفيدرالية الوطنية للمراة التجمعية، أن المغرب قام بعدة تطورات وقوانين جديدة حسنت من وضعية المرأة، منها مدونة الأسرة ودستور 2011 وقانون الجنسية وقانون مناهضة العنف، “لكن رغم هذا النجاح، نحن واعون بضرورة رفع مجموعة من التحديات، حيث لازلنا نواجه مشكلا في تطبيق القوانين وتنزيلها”، حسب تعبيرها.
وتابعت بنخضراء، في مداخلة لها بالملتقى الجهوي الرابع للمرأة التجمعية بجهة الرباط سلا القنيطرة، الذي نظم أمس السبت بالرباط تحت شعار “التحيين مدونة الأسرة ركيزة أساسية لتعزيز ركائز الدولة الاجتماعية”، أن هذا ما تطرق إليه جلالة الملك محمد السادس، نصره الله، في خطابه بمناسبة الذكرى 23 لعيد العرش المجيد، حين قال إن “عدم التطبيق الصحيح لمدونة الأسرة لأسباب سوسيولوجية متعددة لا سيما أن فئة من الموظفين ورجال العدالة لازالوا يعتقدون أن هذه المدونة خاصة بالنساء في حين أن الأمر يتعلق بالاسرة بأكملها”.
وأضافت بنخضراء أنه بعد 18 سنة من تنفيذ مدونة الأسرة، يمكن الإقرار بأن المغرب وضع أسس المجتمع الديمقراطي الملتزم بالتضامن والمساواة، لكن رغم ذلك تقول إن هذا النجاح توازيه عدد كبير من الثغرات، مشددة على ضرورة تغيير مجموعة من الأحكام والسلوكات في التطبيق السليم.
وأوضحت، في المقابل، أن المغرب اكتسب منذ سنوات خبرة كبيرة في تعزيز حقوق المرأة بفضل سياسة جلالة الملك محمد السادس، نصره الله، الذي عمل منذ اعتلائه على العرش، من أجل تعزيز مكانتها في مختلف الميادين والقطاعات، وفتح آفاق مشاركتها في جميع الميادين.
وفي استشهادها بابرز مضامين الخطاب الملكي لعيد العرش المجيد، الذي أولى اهتماما خاصا لوضعية المرأة، أوردت بنخضراء قوله إن “بناء مغرب التقدم والكرامة الذي نريده، لن يتم إلا بمشاركة جميع المغاربة، رجالا ونساء، في عملية التنمية، لذا نشدد مرة أخرى على ضرورة مشاركة المرأة المغربية في كل المجالات”، كما اشادت بدعوته إلى تفعيل المؤسسات الدستورية المتعلقة بحقوق المرأة، وتحيين الآليات والتشريعات الوطنية للنهوض بوضعها.
في سياق آخر، أبرزت أن حزب التجمع الوطني للأحرار، بدوره، أعطى أهمية كبيرة للمرأة، وهذا ما بدا واضحا في السنين الأخيرة، حيث مكن من بروز فعاليات نسائية جد مهمة، لا على المستوى المحلي ولا الوطني، واستقطاب النساء في مجالات مختلفة، و”لأول مرة ولاو عندنا سيدات عمدات، ومدن الرباط والدار البيضاء، ووزيرات في قطاعات هامة”، تضيف بنخضراء.
“نحن في الأحرار نؤمن بأهمية المرأة في المجتمع، والدور الذي يجب أن تقوم به، ونحرص على إدماجها الفعلي، ليس فقط في ولوج البرلمان والمجالس، لكن في كل مناحي الحياة، مع اتخاذها مختلف القرارات داخل الأسرة والدولة وجميع المجالات”، حسب تعبير رئيسة الفيدرالية.
وبعد أن أشادت بفضل رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، في إعطاء دينامية جديدة للحزب، من خلال تاسيس منظماته الموازية، وعلى رأسها فيدرالية المرأة التجمعية بمنظماتها الجهوية وفروعها المحلية، أكدت إنجازات الحكومة، برئاسته، من أجل النهوض بوضعية المرأة، من خلال تنزيل عدة أوراش كبرى، أبرزها برنامج التنمية البشرية، وصندوق التنمية القروية، واعتماد الاستراتيجية الوطنية للجيل الاخضر، وبرنامجي “أوراش” و”فرصة”، بالإضافة إلى إصلاح منظومة العدالة، وإصلاح منظومة الصحة، وورش الحماية الاجتماعية الذي اعتبرت بنخضراء أن المرأة هي أكبر المستفيدين منه.
وزادت أن الحكومة فعلت خططا محددة لدعم نشاط المرأة الاقتصادي ومحاربة الهشاشة، والتزمت بدعم النساء في التكوين والشغل وفي تاسيس المشاريع، مشيرة إلى أن هذا “يدل على أن عمل الحكومة المتواصل، وجهودها متظافرة في توفير الوعود وتحقيق الإصلاحات اللي جينا بيها في البرنامج الحكومي والانتخابي”، على حد قولها.
وفي ختام كلمتها، أكدت بنخضراء أن المرأة مطالبة اليوم بمزيد من العمل للنهوض بوضعيتها، والحكومة والمجتمع مطالبين أيضا بمزيد من الإنصاف والمساواة بين الجنسين وإدماج مقاربة النوع الاجتماعي في السياسات العمومية والبرامج التنموية.
وتابعت بالقول إن “النهوض بوضعية المرأة مهم جدا من أجل بناء أسرة سليمة تكون أساسا متينا لمجتمع مزدهر، ووصول المرأة إلى المساواة الكاملة عامل لا مفر منه لتحقيق السلم والتقدم الاجتماعي والاقتصادي والبيئي”.