نظمت جبهة العمل الأمازيغي بتنسيق مع حزب التجمع الوطني للأحرار، أمس السبت 19 فبراير 2022، ندوة بعنوان “العمل السياسي المباشر للفاعل الأمازيغي، الحصيلة والآفاق”، وذلك بالمقر المركزي لحزب التجمع الوطني للأحرار بالرباط.
وتناول المحور الأول من الندوة، التي نظمت بمناسبة اليوم العالمي للغة الأم، موضوع “الأمازيغية في خطاب ومرجعية حزب التجمع الوطني للأحرار” أطرها أنيس بيرو عضو المكتب السياسي لحزب التجمع الوطني للأحرار.
فيما تناول المحور الثاني، موضوع “الدور التشريعي لفريق التجمع الوطني للأحرار بمجلس النواب من داخل مجلس النواب لتحصين المكاسب الدستورية للأمازيغية ” من تأطير محمد غيات عضو المكتب السياسي ورئيس فريق حزب التجمع الوطني للأحرار بمجلس النواب.
وقال بيرو إن مسألة الأمازيغية محورية لأنها تتعلق بالهوية، وأن الحزب يتعامل معها عبر المواقف، التي تم التعبير عنها في مشروع التجمع الوطني للأحرار من إجراءات ملموسة كخلق صندوق لتعزيز ترسيم الأمازيغية في الحياة العامة.
وأوضح بيرو أن تنزيل الأمازيغية لا يمر عبر التمنيات لكن عبر إجراءات حقيقية، معرباً عن تفاؤله لمستقبل هذا الورش.
من جهته قال محمد غيات، إن القوى السياسية الوطنية على رأسها التجمع الوطني للأحرار، عملت على توفير الدعم السياسي والبرلماني لقضية مأسسة الأمازيغية وإعطائها طابع الفاعلية في الحياة العامة، الشيء الذي يمنح فئة عريضة من المغاربة المسافة اللازمة للتعبير عن موروثهم اللغوي والثقافي.
وضمن هذه السيرورة من الإجراءات، يضيف غيات، ساهم الحزب في سياق الورش التشريعي في هذا المجال، وعمل على حث الحكومة والبرلمان على إخراج القانون التنظيمي 16/26 المتعلق بتحديد مداخل الطابع الرسمي للأمازيغية وكيفية إدماجها في مجال التعليم وفي مجالات الحياة العامة.
وأكد غيات أن التمكين الثقافي والتشريعي والسياسي للأمازيغية ليس عمل يوم وانتهى، بل هو جهد مضني ومستمر قام به رجال ونساء مغاربة كل همهم هو تطعيم الشخصية المغربية بعناصر تنوعها وتميزها.
وتطرقت أمينة بن الشيخ، مستشارة رئيس الحكومة المكلفة بملف الأمازيغية، في المحور الثالث إلى موضوع “سبل التنزيل الصحيح للطابع الرسمي للأمازيغية خلال الولاية الحكومية الحالية”.
وقالت إن الغرض من الاحتفال هو تسليط الضوء على الفاعل السياسي وعلاقته باللغات الأم، وكذلك سبل تنزيل القوانين التنظيمية للأمازيغية كلغة المغاربة دون استثناء، وتنزيلها في القطاعات الوزارية والقطاعات ذات الصلة، كما أنها مناسبة لتجديد فتح النقاش حول الأمازيغية والفعل السياسي.
ومن جهته، تطرق رشيد الراخا، رئيس التجمع العالمي الأمازيغي إلى “أهمية اللغة الأم”، أما محي الدين حجاج المنسق الوطني لجبهة العمل الأمازيغي، فتطرق إلى موضوع “القضية الأمازيغية و العمل الحزبي، الواقع وسبل إنجاح التجربة ”.
وأكدا على أهمية هذا اليوم الأممي للغة الأم، وتشبت الفاعلين الحقوقيين في المجال بالمشروع والأرضية السياسية لجبهة العمل الأمازيغي وباتفاق مع الحزب، وأوضحا أن الندوة اليوم خرجت بمجموعة من التوصيات سترفع للحكومة من أجل أخذها بعين الاعتبار في مسلسل ترسيم الأمازيغية.
وتأتي الندوة المنظمة من قبل جبهة العمل الأمازيغي و بتنسيق مع حزب التجمع الوطني للأحرار، للتأكيد على أهمية الفعل السياسي الأمازيغي المباشر في تحقيق أهداف الأرضية التأسيسية لجبهة العمل الأمازيغي، وكذا بحث سبل تطوير وتقوية هذا الفعل بما يعود بالنفع على بلادنا والقضية الأمازيغية بمفهومها الشامل.
وكذلك لتسليط الضوء على واقع وأهمية المشاركة السياسية المباشرة للفاعل الأمازيغي، للوقوف على مكامن القوة واستثمارها، وكذلك نقط الضعف لتجاوزها.
وأكدت الندوة أن الحركة الأمازيغية لم تكن بمعزل عن الفعل السياسي رغم مجاهرتها بالعمل الثقافي والمدني الاحتجاجي، حيث سبق لجزء مهم من الحركة الأمازيغية الانخراط في العمل السياسي عبر مدخل تأسيس حزب إلا أنه لم يكتب لها النجاح، وبالتالي ظلت الحركة الأمازيغية خارج إطار العمل السياسي المؤسساتي، متشبثة بالعمل المدني الاحتجاجي، بحجة عدم توفر الشروط للمشاركة السياسية.
وأجمع المشاركون أن هذا الخيار كان له ما يبرره قبل دستور 2011، إلا أن بعد دسترة الأمازيغية كمكون أساسي من الهوية الوطنية ولغة رسمية للبلاد إلى جانب اللغة العربية، أصبحت الضرورة تفرض الانخراط في العمل السياسي المؤسساتي المباشر، للمساهمة في تنزيل مقتضيات الدستور وجعل الأمازيغية تتبوأ مكانتها الطبيعية، لأن سياسة الكرسي الفارغ مكنت من أرادوا النيل من القضية ومن المسار الديمقراطي الذي راكمته بلادنا من إفراغ مقتضيات الدستور من محتواه طيلة السنوات الماضية.
وأوضحوا أن هذه القناعة نبهت إليها جبهة العمل الأمازيغي، واختارت بكل مسؤولية الانخراط في العمل السياسي المباشر عبر بوابة الأحزاب السياسية القائمة، للمساهمة إلى جانب الفعاليات الوطنية في استكمال البناء الديمقراطي الذي انخرطت فيه بلادنا منذ اعتلاء الملك محمد السادس عرش المملكة.
في هذا السياق، أشاروا إلى أن الاتفاق الموقع بين جبهة العمل الأمازيغي وحزب التجمع الوطني للأحرار يوم 17 نونبر 2020 شكل منعطفا تاريخيا في صفوف الحركة الأمازيغية، حيث تمكنت الجبهة من التأسيس لعمل جماعي منظم يسعى لإقناع الفاعل الأمازيغي بملحاحية العمل السياسي المؤسساتي من جهة، ومن جهة ثانية الترافع لجعل الأمازيغية في جوهر اهتمام الفاعل الحزبي والمؤسساتي.